|
|
دراسات حيث أنجز الجيش وعده باستعادة كامل حلب وتخليص أهلها الشرفاء من قبضة الإرهاب، لما لهذه المدينة الباسلة من أهمية استراتيجية في مسار الحرب على الإرهاب المدعوم من قبل أردوغان، إضافة للأهمية الاقتصادية الكبيرة التي تحتلها حلب تاريخياً باعتبارها العاصمة الاقتصادية والصناعية للجمهورية العربية السورية. إذاً تحرير الشهباء من دنس الإرهاب وإعادتها إلى كنف الدولة السورية كاملة، وفتح الطريق الدولي ما بين حماة وحلب، يشكّل ضربة قاصمة لظهر الإرهاب وداعميه في الإقليم، حيث من المنتظر أن تتحول هذه المدينة في الأيام والأسابيع القادمة إلى ورشة وطنية كبيرة لإزالة مخلفات الإرهابيين وإعادة تأهيل المنشآت الخدمية والاقتصادية والبنى التحتية وإصلاح وإعمار ما هدمته أذرع الإرهاب الإجرامية، لكي تكون جاهزة لاستقبال أهلها النازحين والمهجرين قسراً، ومن ثم الانطلاق بها لتأخذ دورها وموقعها سريعاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السورية. أصداء فشل الإرهابيين وهزيمتهم المدوية في شمال وغرب حلب سريعاً سيسمع في كل أرجاء المنطقة وخاصة لدى الحكومة التركية المجرمة التي هددت وتوعدت واعتدت كثيراً في السنوات الماضية ثم خاب أملها، وكذلك على بعد آلاف الأميال وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية وباقي دول الغرب من الداعمين للإرهاب طيلة سنوات الحرب، حيث أدمن رعاة الإرهاب وداعموه مهنة التشويش على الانتصارات السورية وتشويه كل جهد أو إنجاز عسكري سوري على طريق محاربة الإرهاب وتخليص العالم من شروره، ولكن لن يُكتب لمحاولاتهم اليائسة والبائسة أي فرصة للنجاح أو التقليل من قيمة وأهمية الإنجاز العسكري والاستراتيجي الذي تحقق في الأيام الماضية. وما من شك أن محور الإرهاب يدرك تمام الإدراك التبعات الحقيقية لما جرى في حلب على مجمل مشاريعه العدوانية والتخريبية في سورية والمنطقة، لأن هزيمة هذا العدد الكبير من الإرهابيين وهذا النوع من القتلة والمجرمين في وقت قياسي وفي بيئة جغرافية صعبة، يلقي بثقله على أوهام وأحلام وطموحات تحالف العدوان والإرهاب شرقاً وغرباً، ويرسم مؤشرات وملامح إيجابية لما ستكون عليه المرحلة المقبلة في محاربة الإرهاب وفي ملفات الصراع والمصالح والتحالفات الدولية في المنطقة والعالم. وكما قلنا في العام 2016 بأن ما بعد تحرير شرق حلب لن يكون كما قبله، نستطيع القول بكل ثقة ــ والإنجاز بحجم تحرير ثاني أكبر المدن السورية وتوفير الأمان لأهلها ــ بأن تحرير حلب الثاني سيكون بداية النهاية للمشروع الإرهابي العالمي في سورية وخاصة في محافظة إدلب، المعقل الأخير لشراذم الإرهاب التكفيري، وبداية النهاية لإخراج القوات الأجنبية المحتلة من الجزيرة السورية، وما يعنيه ذلك من دفن أحلام الطاغية أردوغان وإعادته إلى حجمه الطبيعي بعد أن تورم كثيراً في السنوات الماضية على حساب تفاهمات آستنة وسوتشي مع الحليفين الروسي والإيراني. من الممكن ــ والحال كذلك ــ أن يستمر راعي الإرهاب الإقليمي أردوغان في تكرار فقاعاته الصوتية الفارغة التي ليس لها أي نصيب في تغيير مجرى أو مسار المعركة التي ستتجه بوصلتها نحو ما تبقى من إدلب الخضراء في الفترة القادمة بعد تأمين الطريق الدولي بين حماة وحلب وتحصين الانتصار الذي تحقق في شمال وغرب حلب، ولا سيما أننا ندرك حجم الخيبة والإخفاق اللذين يشعر بهما المجرم العثماني بعد أن تكسرت أحلامه وطموحاته على صخرة حلب الصامدة، وهو الذي استعاد في لحظات الوهم السلطاني المريضة ذكريات أجداده المقبورين من آل عثمان، وخالجته أوهام أكبر منه في استعادة بعض سلطانهم المنهار، فكان الرد الحاسم في حلب مرتين، لتكون هذه المدينة الباسلة الشاهد الملك على اندحار الحلم الأردوغاني، وهي التي كانت في عام 1916 الشاهد على هزيمة العثمانيين واندحارهم بعد 400 عام من ارتكابهم الجرائم والمجازر الرهيبة بحق السوريين، بدءاً بمرج دابق شمال حلب وساحة المرجة (ساحة الشهداء) في دمشق. لقد ساهم أبناء حلب الشرفاء الميامين في هذا الإنجاز الأسطوري الذي تحقق بالأمس باحتضانهم لأبطال الجيش العربي السوري ومساندتهم لهم رغم كل ما ذاقوه وعانوه في السنوات والأشهر الأخيرة من ويلات الإرهاب والحصار الاقتصادي الخانق وتدمير وسرقة منشآتهم الاقتصادية، فكانوا الأحق بالتهنئة والمباركة بهذا الانتصار، ولن يكون شرفاء إدلب بأقل من أهل حلب حين يستقبلون الجيش العربي السوري محرراً لمدينتهم التي عانت ما عانت من وحوش وحثالات الإرهاب التكفيري، حيث من المنتظر أن يكون تحرير حلب التاريخي حافزهم لإغلاق هذه المحنة وعودتهم إلى حضن دولتهم ووطنهم ولفظ أردوغان ومرتزقته خارج حدود الخضراء إدلب. المعركة مع الإرهاب في حلب الشهباء انتهت، ولكن داعمي الإرهاب ورعاته ما زالوا يعولون على من تبقى من إرهابييهم ومرتزقتهم لإنقاذ مشروعهم العدواني ضد سورية، وإلا كيف لنا أن نفهم أو نفسر هذا الدفاع الغربي والإقليمي المستميت عن منظمات إرهابية مصنفة على لوائح الأمم المتحدة، وكيف لنا أن نفهم تغاضيهم وسكوتهم المطبق على جرائمهم وانتهاكاتهم بحق السوريين، ما لم يكونوا متورطين في دعم الإرهاب والاتكال عليه لإضعاف سورية وتحقيق غايات غربية خبيثة فيها، وهو الأمر الذي يفسر جنون الكيان الصهيوني في الأسابيع الماضية بالتزامن مع معركة تحرير حلب وإدلب، ولكن كما يقال (القافلة تسير) ، لأن الدولة السورية ستواصل حربها المشروعة والواجبة ضد الإرهاب بدعم شرعي وقانوني من حلفائها وقوى الخير والسلام في العالم، لإنقاذ شعبها وبقية شعوب الأرض من خطر هذا الإرهاب التكفيري الذي يهدد مستقبل البشرية ومجتمعاتها، ولن تتراجع أو تتوقف حتى يعم الأمن والسلام والاستقرار كل ربوعها. |
|
