|
الدوحة - بيروت
من جهة ثانية وفي الوقت الذي تعمل فيه هذه الأطراف على لملمة الجراح واعادة التهدئة قامت ميليشيا السلطة بالاعتداء على مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في منطقة الكولا بهدف التشويش على التفاهم حذرت القوى الوطنية اللبنانية من هذه الأعمال التي من شأنها إثارة الفوضى داعية إلى مواجهة كل طرح فئوي تفتيتي وأعربت عن أملها أيضاً بأن يؤدي الحوار الذي بدأ في الدوحة إلى حلحلة في المشاكل العالقة من أجل التوصل إلى اتفاق يرضي جميع فئات الشعب على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ورأت أن هذا الحوار يشكل فرصة حقيقية للخروج بنتائج ايجابية. فقد أعلن مسؤول قطري أن الأطراف اللبنانية اتفقت على تشكيل لجنة سداسية لبحث قانون الانتخابات وتضم هذه اللجنة ثلاثة أشخاص من كل طرف وأن هناك تقدماً وأموراً ايجابية سوف تعلن لاحقاً. وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني افتتح أمس الأول جلسات الحوار وأكد أن بلاده تطمح لأن تكون ساحة لقاء للنيات الحسنة تفتح الأبواب لحوار مفيد موضحاً أن لبنان بلد تقوم حياته على التراضي وهو كما عرفناه حاضر معكم مع تاريخه ومستقبله معرباً عن أمله في أن يتجنب المجتمعون المزالق الخطرة في هذه الأوقات الخطرة,هذا وقد تضمن الاتفاق الذي تم التوصل اليه الموافقة على استئناف الحوار الوطني للوصول إلى حكومة الوحدة وقانون الانتخابات الجديد وانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئىساً للجمهورية. بدوره أبدى رئىس مجلس النواب نبيه بري ارتياحه لسير الجولة الأولى من المحادثات وقال إن البداية كانت جيدة ولكننا لم نبدأ عملياً بعد بينما أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي أن لبنان لايحكم إلا بالحوار وأن الحوار الحالي في الدوحة يشكل فرصة جديدة لحل الأزمة. بدورهما أكد النائبان علي خريس وحسن حب الله ضرورة انهاء الأزمة عبر الحوار وحماية المقاومة وشددا على أن الحل له ثوابت ومنها المقاومة وسلاحها. وقال الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى إن لبنان لا يحكم إلا بالتوافق مشدداً على أهمية قيام حكومة الوحدة الوطنية والتوصل إلى توافق كامل حول النقاط الخلافية بهدف الحفاظ على وحدة لبنان. من جهته أكد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن الحوار بين اللبنانيين يهدف إلى التوصل إلى حل للأزمة اللبنانية على القاعدة التشاركية معرباً عن اعتقاده بأن محادثات الدوحة يمكن لها أن تضع الأسس لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس فيها كل الأطراف حقيقة ما تمثله في الواقع وتحديد قانون انتخابي جديد مشيراً إلى الاجماع على انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيساً للبلاد. وفي هذا السياق أعرب فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي عن أمله في نجاح المساعي الحميدة التي تبذلها اللجنة الوزارية العربية لحل الأزمة ونجاح مؤتمر الحوار بينما أبدى الوزير السابق سليمان فرنجية زعيم تيار المردة ارتياحه لبدء جولات هذا الحوار وقال إنها تشكل بداية الحل. في هذه الأثناء أعرب رئيس هيئة علماء جبل لبنان العلامة الشيخ عفيف النابلسي عن أمله بأن يؤدي الحوار في الدوحة إلى حل الأزمة وبحث النابلسي مع الشيخ سليم سوسان مفتي صيدا وأقضيتها والنائب أسامة سعد والشيخ ماهر حمود الأحداث التي مر بها لبنان وأكدوا على ضرورة دعوة اللبنانيين إلى نبذ الفرقة والتعصب والدعوة إلى التلاقي على قاعدة العيش المشترك في حين نبه فيصل الداوود أمين حركة النضال العربي إلى أنه لاينفع الفريق الحاكم المماطلة والمناورة في الوصول إلى الحل وعليه أن يدرك أن المشروع الأميركي انهزم في المنطقة وشدد على ضرورة عدم وضع سلاح المقاومة على طاولة الحوار لأنه قوة للبنان ورادع لاسرائيل واعتداءاتها. إلى ذلك دعا النائب أسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري إلى مواجهة كل طرح فئوي وتفتيتي يؤدي إلى اثارة الفتن والنعرات بين أبناء الوطن الواحد وأكد على الثوابت الوطنية وعلى خيار المقاومة كخيار استراتيجي في مواجهة العدو الاسرائيلي في الوقت الذي أكد فيه الوزير السابق بشارة مرهج أن الاستمرار في الاستئثار بالسلطة سيجر البلاد إلى مزيد من الصراعات والفتن وقال إن النهج الذي اعتمده فريق السلطة بالابتعاد عن الميثاق الوطني أدى إلى نتائج كارثية. من جهة أخرى أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن النصر الذي حققه لبنان على اسرائيل عام 2006 يجب أن يؤدي إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والتمسك أكثر بقيم الديمقراطية داعياً الجيش إلى البقاء على جهوزية تامة لصد أي عدوان اسرائيلي. في غضون ذلك وفي الوقت الذي يجتمع فيه اللبنانيون في الدوحة لإطلاق الحوار ولملمة الجراح ورأب الصدع أكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن ميليشيا السلطة اعتدت على مقر الحزب في منطقة الكولا في بيروت أمس تحت جنح الظلام معتبراً أن هذا الفريق المنهزم يحاول من خلال هذا العمل التشويش على التفاهم الذي تم لاعادة الحوار محذراً هذه العصابات من الاستمرار في ممارستها الجبانة التي لا تخذم إلا أعداء لبنان. |
|