|
رؤيـة تنطلق القناة بقوة دفع طاقمها المكوّن بغالبيته العظمى من الشباب.. وهو ما يعود بالنفع عليها لاسيما في برامج قوامها العمل الميداني كما في (سلطة المواطن، ولو كنت مسؤولاً). تحاول مجاراة غيرها من إخباريات، الأساس فيها يعود للخبر السياسي ومن ثم تحليله والتعليق عليه.. فتمتلئ أجندتها ببرامج ذات طابع سياسي.. إذ هكذا جرت العادة في هذا النوع من المحطات. لكن.. ولطالما أرادت المحطة، وأردنا كمنظومة إعلامية متكاملة، مقارعة الآخر بأداته نفسها، كان لا بد من إعادة التأمل والتدقيق في تلك الآليات والطرائق المتبعة في إدارة برامجهم الحوارية السياسية. في جولة سريعة على المحطات العربية، إخبارية وغير إخبارية.. نجد أن غالبية من يتصدون لإدارة الحوار السياسي فيها هم من الإعلاميين المخضرمين.. الذين راكموا سنوات في المتابعة والعمل الإعلامي الدؤوب.. معظمهم يمكن أن نطلق عليه صفة «المتابع» إن لم يكن «المحلل».. هل ننسى سامي كليب.. جورج صليبي.. غسان بن جدو.. وغيرهم ممن تتلبسهم حالة (الإعلامي- النجم) في الميدان السياسي.. ليأتي السؤال: وهل راكمت تجربة الإعلام المحلي حالة «الإعلامي- النجم» بالعموم حتى نسأل عنه بخصوص البرامج الحوارية السياسية.. ؟.. وعليه.. تنشغل عينٌ أولى على الواقع.. لتنشغل الثانية، ضمنياً، على الآخر.. تتابعه لتنافسه لا لتقلده.. ولهذا كان من الضروري وضع الإعلامي المناسب في المكان المناسب.. في الإخبارية كما غيرها من المحطات المستحدثة، يعتلي منصات التقديم والنقاش شباب يتنطحون لمحاورة كبار المحللين والمختصين السياسيين.. لعل سنوات الأزمة في سورية كانت سبباً قوياً لصعود البعض منهم فكانت المناخ الذي أنضج مواهبهم.. ومع ذلك.. نحتاج إلى جانب الوجوه الشابة التي تراهن عليها الإخبارية.. نحتاج لمتحدثين ومتابعين لمختصين بإدارة دفة الحوار السياسي.. قادرين على الخوض في دهاليز عالم السياسة. |
|