|
طهران مرجحة في بعض التصريحات الخيار العسكري ومستبقة ذلك بفرض عقوبات احادية على طهران التي تطالبها الادارة الامريكية بوقف تخصيب اليورانيوم وحرمانها من حقها الطبيعي في انتاج الطاقة النووية للاغراض السلمية . ووسط تباين واضح في مواقف واشنطن والغرب من جهة وموسكو والصين من جهة ثانية حول خيارات تشديد العقوبات والتهديدات بضربة عسكرية حل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في طهران امس بزيارة مفاجئة لاجراء محادثات مع القيادة الايرنية بعد اقل من اسبوع عن انتقاد موسكو لعقوبات واشنطن الاحادية وبعد الزيارة التاريخية لبوتين الى ايران وتأكيده عدم توجه ايران لانتاج سلاح نووي وتتزامن الزيارة مع محاولات اسرائيل التصعيد وانتزاع مواقف من واشنطن لضربة عسكرية على ايران ولتشديد العقوبات عليها . وقال كبير المتحدثين باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين إن زيارة لافروف ستتطرق للقضايا ذات الصلة بالنووي الإيراني بالإضافة إلى القضايا الثنائية. وتعتقد موسكو أن مزيدا من الحوار لا العقوبات أو الحل العسكري هو السبيل للخروج من هذه الأزمة, وأبلغ بوتين بعد زيارة لطهران قبل أسبوعين واشنطن أن موسكو لن تقبل بالقيام بتحرك عسكري ضد إيران. يُشار إلى أن روسيا تبني أول محطة إيرانية للطاقة النووية في بوشهر, ويخشى الغرب من أن تطور إيران أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي لتوليد الطاقة الكهربائية, فيما تؤكد طهران أن برنامجها سلمي. كما تتزامن زيارة لافروف مع جولة جديدة من المحادثات بين المسؤولين الإيرانيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اتفاق أبرم في آب, لتبديد الشكوك المحيطة بالطموحات النووية لإيران. وقال المسؤول بهيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي إنه يأمل أن يتمكن المفاوضون في هذه الجولة من إنهاء المحادثات بخصوص أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. من جهته قال أولي هيانونن نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية إنه تم إنجاز الكثير, لكنه قال إنه لا يزال هناك المزيد من العمل . ومن المقرر أن تستمر مهمة وفد الوكالة الدولية برئاسة هيانونن ثلاثة أيام في إيران, لاستكمال محدثات مماثلة أجراها نهاية أيلول تتعلق بأجهزة الطرد المركزي من فئتي بي-1 و بي-2 . على ذات الصعيد قال مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي في كلمة أمام الأمم المتحدة إنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن إيران تحاول إنتاج قنابل نووية وليس توليد الكهرباء . كما اعتبر البرادعي موافقة إيران على إجراء المحادثات خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح, لكنه شدد على أن التعاون الكامل أمر ضروري . على صعيد آخر جددت الصين الثلاثاء معارضتها لفرض عقوبات جديدة على طهران. وقال الناطق باسم الخارجية ليو جيانشاو نعتبر أن الحل السلمي هو الحل الأفضل ويصب في مصلحة المجتمع الدولي . وأضاف جيانشو الذي جاء حديثه ردا على أسئلة حول تصريحات لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي تزور الصين حاليا أنه يجب عدم التسرع في فرض عقوبات, مشددا على أن الإيرانيين يسعون لحل الأزمة عبر الحوار . في المقابل أعلن السفير الأميركي بالأمم المتحدة زلماي خليل زاد أن واشنطن تعمل انطلاقا من ثلاثة توجهات في مواجهة إيران, الأول يقوم على خطة البرادعي والثاني يتعلق بمحادثات تركز على وقف تخصيب اليورانيوم, بينما يقوم التوجه الثالث على السعي لقرار جديد من مجلس الأمن لزيادة الضغط على طهران. وقد اكدت طهران مرارا انها لاتنوي انتاج سلاح نووي وان العقوبات الفردية أو الدولية لن ترغمها على وقف الخصيب السلمي الذي هو من حق شعبها للتنمية والازدهار كما هو من حق الدول الكبرى تحتكره لنفسها . ومن ناحيته قال سفير ايران لدى الامم المتحدة محمد خزائي امام الجمعية العامة ان العقوبات الاميركية على بلاده تهدف الى اجهاض المفاوضات الجارية بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنها لن تثني طهران ابدا عن مواصلة اهدافها. واضاف ليس هناك ادنى شك بان الاجراءات الاحادية الاميركية الاخيرة ضد ايران لا تهدف الا الى اجهاض المفاوضات والتعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعلنت واشنطن الخميس عقوبات اميركية جديدة على حرس الثورة الايرانية. |
|