|
البقعة الساخنة التي سينتهي اليها المؤتمر في حال انعقاده , وان يقرأ الخطوط العريضة في تلك الخارطة السياسية التي سيرسمها المؤتمر , فيبين ما غاب منها وماحضر , لكن , سيكون صعبا وغير مبرر بالنسبة اليه ان يجد بين تلك الاهداف والخطوط ما يؤشر منها الى سلام حقيقي أو إلى أمن واستقرار جادين. إذا كان جل قواعد المنطق والتفكير السليم , يفترض أن تؤشر المقدمات الى النتائج , فالمقدمات الصحيحة تنتج نتائج صحيحة مثلها , فكيف يمكن ان نقرأ مفردات السلام بين مايتكاثر ويتناسل من مفردات الحصار والتهديد والوعيد والضغط, وكيف يمكن الاستنتاج بأن الضغط مثلاً يولد الهدوء بدلاً من الانفجار. الفلسطينيون يذهبون الى المؤتمر, وينتظر منهم ألايفاوضوا على دولة مستقلة ولاعلى قدس محتلة ولاعلى لاجئين ينبغي ان يعودوا الى ديارهم, بل على فتح معابر او الافراج على اموال محجوزة أو اطلاق بعض الاسرى والمعتقلين ,فضلاً عن القاء سلاح المقاومة والاستكانة لواقع الاحتلال وافتقاد السيادة والقرار , ومع ذلك ينتظر منهم أن يبتسموا امام العدسات وأن يصافحوا جلاديهم. وسورية يراد لها أن تذهب الى مؤتمر ليس على أجندته إعادة جولاننا المحتل اليها, وأن تكون شاهد زور على محاولة شرعنة واقع الاحتلال وتوطينه وتطبيعه وتحويله الى نتيجة صحيحة دون مقدمات صحيحة. ولأن منطق السلام ليس في واردالتفكير السياسي الأميركي, على الأقل في عهد إدارتي الرئيس بوش, فقد خلت الدعوة الى مؤتمر الخريف من كل مقدماته جملة وتفصيلاً, وسيكون من البديهي حينذاك أن تخلو نتائجه أيضاً من استحقاقات السلام وضروراته.. وحتى من مفرداته!! |
|