|
الافتتاحية لكل بلد خصوصيته,ويتعامل مع الحقائق القائمة والعالم المحيط من خلال هذه الخصوصية أو بمراعاة لها.لكن ..كثرة التشدد بالتمسك بهذه الخصوصية قد يؤدي الى التقوقع والانكماش.ومهما بلغت وسائل الضغط علينا ومخططات العداء لنا,لن نترك مجالاً أن نكون خارج العالم الذي نعيش فيه. والتجربة السورية حتى اليوم نجحت في تجاوز الانعزال عن عوامل النمو والتطور والتحديث في العالم.. لكنها لم تستطع أن تحقق بخصوصيتها كل ما هو مأمول من حالة التطور والتحديث. نحن في العالم..نتعامل معه..نصدر..نستورد.. نستثمر ونستقبل استثمارات.. ونحقق معدلات نمو مقبولة..بل جيدة في ظل الظروف المحيطة.. وبالتالي نحن مع سيرورة العالم والحياة البشرية ومشاركون فيها.وخصوصيتنا يمكن أن تقدم حلا لنقاط محددة..ويمكن أيضاً أن تقدم حججا لتقصير ما.. في خصوصيتنا ,توجهاتنا الشعبية,وهي رؤية تقوم على أساس توجيه الفائض الاقتصادي أو جزء منه باتجاه الخدمة المباشرة للناس لاسيما الفقراء والبلد ككل .. وهذا أمر لا يقبل التعامل معه كأرقام.. فإن لم يظهر على حياة الناس وصورة البلد الظاهرة لكل الأعين,يولد الرقم شكا به..ولعل ذلك أحد أسباب الشكوك بالارقام التي كثيرا ما تم تداولها في الحياة السورية.وبالتالي لا بد بموجب الخصوصية السورية من أن تجسد الحقائق الواقعية على الأرض الأرقام التي تشير الى التطور. ما من شك أن الحكومات السورية طورت من طرق تعاملها و استخدامها للأرقام..بل هي انتقلت من تغييب الأرقام كلياً الى استخدامها والاعتماد عليها.. وقد تطورت في سورية عملية انتاج المعلومات وإصدار الارقام..لكن.. ليس الى الحد الذي نقول: إن انتاج المعلومات والأرقام أدخلنا عالم المعلوماتية,أو قدم دعما كاملا للقرار. أكثر من ذلك فقد ظهرت أحيانا استخدامات للأرقام بما طرح أكثر من سؤال حولها.. أرقام تستخدم لتؤكد التطور والنمو والاستثمار والتحسن العام.. وأرقام تستخدم لتبرر الواقع بالعجز وعدم المقدرة..كيف..?! نحن-وأقول صادقا-نقدر كثيرا وعاليا الجهود المبذولة من الحكومة لحماية الدولة وأصولها وتحقيق معدلات النمو وتقديم الخدمات للمواطنين..وهي جهود فعلية ظاهرة لكل من يريد أن يرى.. نحن فخورون بذلك.. ونحن نرى أن الصورة الظاهرة الواضحة للواقع تشير الى ارتباكات هنا وهناك.. سأقول كيف تبدو هذه الارتباكات ..لكني أولاً سأجيب على سؤالك عزيزي القارىء: من أعني بهذه (نحن).. أنا اعلامي ..أنقل انطباعا عاما عن الرأي العام.. هذه مهمتي ..وهذا دوري الذي أساهم من خلاله بمساعدة الحكومة - التي لدي كل رغبة وإرادة لمساعدتها - فأنقل لها انطباعا عاما عن الرأي العام,يُظهر بعض التفاصيل التي من الطبيعي أن يراها مراقب اللعبة أكثر من اللاعب.. الحكومة هي اللاعب الأول والأهم في حياتنا. هذه هي سورية أمامنا مليئة بالأمل..بالحب.. بالانتاج.. بالعمل.. وهذه سورية أمامنا تبدأ من المطار (مطار دمشق الدولي)وتمر بالشوارع بما فيها طريق المطار وأعمدة الانارة ,وتدخل أواسط المدينة أو المدن.. وتطالع رؤية الناس وحديثهم الذي يغلب عليه سؤالان: سؤال عن وضع المنطقة .. وسؤال عن الاسعار والحياة.. هذه الصورة التي تظهر أمامنا تؤكد أن ثمة إرباكاً.. ولا بد من معالجة الواقع ليتراجع ذلك.. معالجة الواقع..عبارة عامة لا تقدم ولا تؤخر..عليّ أن أوضح..كيف..?! الحكومة جادة بذلك ..لكن..ثمة معيقات.. أهمها مصادر التمويل.. من أين التمويل..?! هناك مصدران بشكل طبيعي.. تخفيف نفقات ..أو إيجاد موارد.. والسؤال: هل في حياتنا نفقات للحكومة أو لغيرها يمكن أن تتراجع?! أم هل هناك إمكانات متاحة قادرة على تحقيق موارد جديدة وهي غير مستثمرة..?! بموضوعية أقول: كلاهما موجود.. |
|