|
حدث وتعليق ولكن إذا كان الغياب عن دهاليز السياسة مبرراً إلا أن البطل حاضر على الأرض السورية يخوض المعارك التي ترتب أطراف السياسة أوراقها لتقول كلمتها ، وبدم السوريين تكتب تفاصيلها، وليفرض غربال فيينا اختبارات صعبة لأطراف رسمت وخططت لأحلام وروايات لم تأخذ بالحسبان لحظة الحسم بين معارض يضمن كرسي التفاوض وإرهابي يجمع الكل على قتاله. روسيا حصرت كافة الأطراف المشاركة في العملية التفاوضية في الزاوية لاسيما الدول المتورطة مباشرة أو بالوكالة في الإرهاب ليصبح بيان فيينا إطاراً يحمل في طياته بذور نقض لجنيف. خاصة بعد أن أدحضت سورية «الدولة العلمانية» فكر الإسلام السياسي وبعد أن أسقطت موسكو ورقة الانتقال السياسي الذي يعني نزع أهم أوراق الابتزاز والتي جاءت عكس ما تشتهي أمنيات واشنطن والأعراب. تأكيد الجانب الروسي أن القوات السورية هي وحدها القوة القادرة على محاربة الإرهاب جاء ليقطع الطريق على إدارة أوباما وبني سعود وعن أي محاولة إعلامية للتشويش على أداء القوات الحليفة في الحرب على الإرهاب، والرهان على استنزاف الحملة الروسية مع مرور الوقت. ومع أن الجلوس على طاولة فيينا لا يعول عليه الكثير في الحل السياسي لكنه كفيل بفرز قوائم الإرهاب و الأطراف المنتجة والمراهِنة عليه في تثبيت أقدامها لتحقيق مشاريعها التدميرية والتخريبية، كيف وإن وصلت حمى ارتداداته عقر دارها وليس آخرها انفجارات باريس. الميدان هو الفيصل حتى وإن راهن المتعنتون على عاملي الوقت والاستنزاف لمصلحة الطرف المركزي في الحل والمتمثل بالكرملين الذي أفرز « إطار فيينا» الشامل والمرتبط بتوازن القوى على الأرض ويشرع استمرار العمل الميداني مع بلورة الشكل السياسي للحل في سورية. |
|