|
الثورة - رصد وتحليل جالباً معه الخوف والدمار، معلناً 11 أيلول جديد وهذه المرة من قلب القارة الأوروبية.. من قلب فرنسا، يعلن الإرهاب موقفه وخطواته المتخذة، خطوات الارتداد إلى أحضان من دعموه ومولوه في سورية والعراق والكثير من الدول؛ ليؤكد صدق النظرية السورية التي مابرحت قيادتها تعلن مراراً وتكراراً بأن (الإرهاب لابد أن يعود يوماً إلى موطنه الأصلي). 129 قتيل وأكثر من 352 جريح بينهم 99 في حالة حرجة حصيلة تلك الزيارة بعد تنفيذ انتحاريين من تنظيم (داعش) الإرهابي سبعة هجمات، وتُعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ تفجيرات مدريد في العام 2004. وجاءت الهجمات في مناطق بعضها في الضاحية الشمالية لباريس، وأخرى شرق العاصمة، حيث تنتشر بارات تكتظ عادة بالزبائن خلال عطلة نهاية الأسبوع. وجاء الهجوم الأول في حدود الساعة التاسعة مساء، حيث هاجم عدد من المسلحين غير الملثمين مسرح (باتاكلان) خلال حفل لموسيقى الروك، وفتحوا النار بشكل عشوائي قبل أن يحتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وقتلوا أكثر من 100 شخص وأصيب العشرات عندما فجر 3 انتحاريين أنفسهم بين صفوف رواد الحفل، فيما قتل مسلح رابع برصاص الشرطة، وفجر انتحاري خامس نفسه في موقع قرب المسرح. وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن الشرطة هاجمت المسرح قبيل الساعة 00:30 بالتوقيت المحلي، وأنهت عملية احتجاز الرهائن نحو الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي. في الوقت نفسه تقريبا، وقع الانفجار الأول عند الساعة 21:20 بالقرب من ملعب فرنسا الدولي، وهو الملعب الأكبر في البلاد، شمال باريس، حيث كانت تجري مباراة ودية لكرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا. إنقاذ هولاند وسارعت الأجهزة الأمنية فورا في إخراج الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان حاضرا هناك يتابع المباراة وأغلقت كل مداخل الملعب، وقال مصدر مقرب من التحقيق أن 4 أشخاص قتلوا (بينهم ثلاثة إرهابيين) شاركوا في الهجمات، وكشفت مصادر أن واحدا على الأقل من الانفجارات التي سُمعت نتج عن تفجير انتحاري، وتواصلت المباراة حتى ختامها، ثم أُخلي الملعب بهدوء. وفي شارع (لافونتين او روا) أطلق مسلحون الرصاص على مطعم للبيتزا يقع على بعد مئات الأمتار من مسرح (باتاكلان)، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص. كما ذكر مصدر قضائي أن هجوما جرى في بولفار (فولتير)، حيث يقع مسرح (باتاكلان)، تسبب بسقوط قتيل، وكشف مصدر قريب من التحقيق أن مهاجما انتحاريا سقط في هذا الشارع أيضا.وعلى مسافة غير بعيدة شمالا، وقع إطلاق نار عند تقاطع شارعي (بيشار) و(أليبير) أمام شرفة مطعم (لو بوتي كامبودج)، ما تسبب بمقتل 14 شخصا، وقالت شاهدة عيان كانت في المكان إن: الاعتداء حصل بسرعة، وسقط الضحايا على الأرض من دون حراك، ولم يفهم الموجودون ماذا حدث، وشاهدت شابا يحمل فتاة بين يديه بدت ميتة. وعلى مسافة قريبة شرقا، شهد شارع (شارون) أيضاً مقتل 18 شخصا، وقال شاهد إنه سمع إطلاق نار، عبارة عن رشقات لدقيقتين أو ثلاث، ثم شاهدت العديد من الجثث المغطاة بالدم على الأرض، مضيفا أن إطلاق النار استهدف مطعما يابانيا ومقهى. المشهد كان صادماً حيث انتشرت على الفور قوات النخبة في قلب باريس، وأرسلت تعزيزات عسكرية لحماية المباني العامة، ومحطات القطارات، وأعلنت حالة الطوارئ «الفا» على كامل الأراضي الفرنسية، والتي لم تشهد لها فرنسا مثيلا منذ حرب الجزائر في الستينيات، وحتى بعد مقتلة (شارلي ايبدو) في مطلع العام الحالي، وألغيت إجازات القوى الأمنية بأسرها، وأعلنت التعبئة العامة في صفوفها، واستدعيت إلى الخدمة كل القوى القادرة على الوصول إلى باريس، وأعلنت الشرطة وقف حركة أكثر خطوط المترو والقطارات في المدينة. هولاند مصدوماً الرئيس الفرنسي خرج عبر التلفزة في منتصف الليل، مذهولاً ومصدوماً من شدة هول تلك الضربة الإرهابية التي أرقت مضجعه بعد أن حاول بكافة الوسائل نقل ذلك الإرهاب وتسهيل تنقلاته من بلاده نحو سورية. وأشار هولاند إلى أن البلاد تشهد رعباً غير مسبوق، معلناً حالة الطوارئ في فرنسا، وقال انه قرر إغلاق الحدود الفرنسية أمام حركة المسافرين، لتأمين البلاد، ومنع خروج أو دخول من قاموا بالعمليات الإرهابية، وان فرنسا قد شهدت هجمات لا سابق لها، وانه طلب من كل القوات العسكرية المحيطة بباريس حماية المدينة وتأمينها، لأن العمليات الأمنية لم تنته، وان عملية أخرى لا تزال جارية في قلب المدينة، فيما منح القوى الأمنية صلاحيات استثنائية للقيام بعمليات مداهمة ومطاردة للإرهابيين. هولاند شهد بنفسه عملية انتحارية، عندما فجر أحد المهاجمين نفسه، عند أحد مداخل ملعب (ستاد دو فرانس)، وقامت الشرطة بإجلائه على عجل خلال حضوره مباراة ودية بين فريقي ألمانيا وفرنسا لكرة القدم, وأعلنت فرنسا حالة الطوارئ والحداد العام السبت 14 تشرين الثاني لمدة 3 أيام بعيد التفجيرات الدامية وفي ختام الجلسة الطارئة لمجلس الدفاع، وصف الرئيس الفرنسي الهجمات بأنها أعمال حربية جرى التخطيط لها في الخارج بمساعدة من الداخل، داعيا الشعب الفرنسي إلى رص الصفوف، وقال: فرنسا قوية حتى وهي جريحة ودوما تستطيع النهوض, وقال الرئيس الفرنسي: نحن نعرف من يهاجمنا، إنها محنة جديدة وعلينا أن نبرهن على وحدتنا وتضامننا ونعمل بأعصاب باردة. وعلى الفور أنعقدت منذ منتصف ليل الجمعة خلية أزمة في الاليزيه للإشراف على العمليات الأمنية، تضم الرئيس ووزراء الدفاع والداخلية ومسؤولي الأجهزة الأمنية ورئيس الوزراء. ولا يمكن الحديث عن حصيلة نهائية، خصوصا أن ثلاثة مسلحين كانوا لا يزالون حتى ساعات الفجر يحتجزون المئات من رواد مسرح «الباتاكلان» في الدائرة الحادية عشرة من باريس. ردود أفعال دولية عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه إثر سلسلة الهجمات الإرهابية، وقال المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بوتين أعرب عن التضامن مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومع كل الشعب الفرنسي. وأضاف بيسكوف: روسيا تدين بقوة هذا القتل اللاإنساني، وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة في التحقيق بهذه الجرائم الإرهابية. ووجه الرئيس الروسي برقية تعزية لنظيره الفرنسي قال فيها: أصبحت هذه المأساة شاهدا آخر على همجية الإرهاب الذي يهدد الحضارة الإنسانية، ومن الواضح أن المكافحة الفعالة لهذا الشر تتطلب توحيدا حقيقيا لجهود كل المجتمع الدولي. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال بدوره ان هذه الهجمات الدموية تبرر تصعيد عملية مكافحة الإرهابيين المتطرفين مثل تنظيم (داعش). وبعد محادثات مع لافروف، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن اعتداءات باريس بالإضافة إلى التفجيرين الأخيرين في لبنان، تؤكد أن العالم يشهد نوعا من الفاشية من القرون الوسطى والحديثة الساعية إلى التدمير ونشر الفوضى والخوف. وفي ردود الأفعال أيضاً سارع العديد من قادة الدول لإعلان تضامنهم مع فرنسا التي نزفت ليل أمس الأول من الإرهاب في حين تجاهلوا آلاف القتلى وسيول الدماء الغزيرة التي تسفك في سورية والعراق كل يوم من جراء سياساتهم الإرهابية، حيث عبّر اوباما، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي عن دعمه للشعب الفرنسي إزاء هذه المأساة الفظيعة التي تواجهه، كما عرض له الرئيس الفرنسي مجريات ما حصل، وفقاً لمصدر مقرّب من الاليزيه. وأضاف المصدر أن الرئيسين كرّرا التزامهما العمل بشكل وثيق في مجال مواجهة الإرهاب، ومواصلة الاتصالات لتبادل المعلومات خلال الساعات والأيام المقبلة. وفي كلمة مقتضبة في البيت الأبيض، اعتبر اوباما أن هذه الاعتداءات ليست اعتداء على باريس فحسب، بل هي اعتداء يستهدف الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستُساعد فرنسا لإحالة الإرهابيين إلى القضاء، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة من يقف وراء هذه الاعتداءات التي تهدف إلى ترهيب مدنيين أبرياء. كما تحادث الرئيس فرنسوا هولاند هاتفيا أمس مع العديد من القادة الاجانب، بينهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والتي أعربت للرئيس الفرنسي عن صدمتها الشديدة من هذا الإرهاب، وعبرت عن دعمها القوي في وجه الهمجية التي ارتكبت. وتلقى الرئيس الفرنسي أيضا دعما من رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، وملك المغرب محمد السادس، ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بحسب المصدر نفسه. العواصم العالمية ترفع الجهوزية الأمنية من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في فيينا انه تم اتخاذ تدابير لتعزيز حماية المباني الرسمية الفرنسية في الخارج بعد اعتداءات باريس. وقال فابيوس لدى خروجه من اجتماع دولي حول سورية في فيينا: لقد اتخذت تدابير على المستوى الدولي لتكون كافة مؤسساتنا، أي سفاراتنا وقنصلياتنا ومراكزنا الثقافية ومدارسنا، محمية بشكل أفضل، إلى ذلك، أغلق برج إيفل أبوابه حتى إشعار آخر، بحسب ما أعلنت الشركة المشغلة للنصب الباريسي. من جهته ألمح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون إلى إمكانية سقوط ضحايا بريطانيين لم يحدد عددهم في هجمات باريس، جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده كاميرون، عقب اجتماع الجلسة الطارئة للحكومة البريطانية. وبعد أن كان القادة الغربيون غارقين في ثبات تجاهلهم لمجريات الأحداث في الشرق الأوسط، جاءت هجمات باريس لتعطي دفعاً للقادة الغربيين لرص الصفوف في وجه الإرهاب بعد أن أصبح في منازلهم، حيث أكد كاميرون أن الهجمات تستوجب البدء بمرحلة جديدة من التنسيق وتشكل دافعًا قويًا لمواجهة مخططاتٍ لهجمات جماعية مماثلة، مشيداً بالإجراءات الأمنية المتبعة حالياً في المملكة المتحدة، وأشار: إن هدف الإرهابيين واضح، وهو التفريق فيما بيننا وتخريب حياتنا، لذلك يتوجب علينا أكثر من أي وقت مضى أن نتوحد ونستمر كذلك. إلى ذلك رفعت السلطات البريطانية، مستوى التهديد إلى درجة (شديد) على خلفية العثور على (مادة مشبوهة) في مطار غاتويك جنوب العاصمة لندن. ومن بروكسل طلب رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال من مواطنيه تفادي زيارة باريس، وذلك غداة الاعتداءات الدامية، إلا في حال الضرورة القصوى، واوضح المتحدث باسم رئيس الوزراء أن الإجراء يسري مدة نهاية الأسبوع على الأقل. القادة الغربيون يتلمسون على رؤوسهم في موازاة ذلك بدأ القادة الغربيون يتلمسون على رؤوسهم خوفاً من تكرار المشاهد الإجرامية في دولهم ما دفع بهم لإعلان حالات التأهب القصوى بحسب ما أعلنوه عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية . ففي الولايات المتحدة، أعلنت الشرطة الأميركية في واشنطن ونيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا ولوس أنجلوس حالة التأهب القصوى، وقال بيل دي بيلاسيو عمدة مدينة نيويورك إنه تم نشر دوريات أمنية مكثفة في محيط مقر البعثة الفرنسية بالأمم المتحدة، وكذلك القنصلية الفرنسية بالمدينة، كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق الحيوية والمزدحمة مثل تايمز سكوير، وفي محيط المناطق السياحية وبينها منطقة تمثال الحرية. وفي ايطاليا، أعلن وزير الداخلية أنجيلينو ألفانو رفع مستوى التأهب الأمني في كافة أنحاء البلاد. وقال ألفانو في بيان عممته الوزارة «تم تشديد التدابير الأمنية في كافة أرجاء الأراضي الإيطالية، ورفع مستوى التأهب الأمني إلى أقصى درجاته». وفي المغرب دفعت العمليات الإرهابية لإعلان حالة التأهب الأمني، وذكر مصدر إعلامي مغربي أنه بعد التفجيرات مباشرة تلقت مختلف الأجهزة الأمنية المغربية تعليمات صارمة لاتخاذ التدابير الكفيلة بالتصدي لأي خطر قد يهدد المملكة، كما أعلنت الشرطة الفلبينية حالة التأهب القصوى في كل أنحاء الفلبين، قبل اجتماع قمة منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادىء «أبك» في مانيلا هذا الأسبوع. ** ** ** سورية تدين: الإرهاب لا حدود له وسيرتد على داعميه أدانت الجمهورية العربية السورية بشدة الاعتداءات الارهابية التي وقعت في باريس امس الاول وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لسانا ان الجمهورية العربية السورية تدين بشدة الاعتداءات الارهابية التي وقعت في باريس وتعرب عن تعاطفها ومواساتها للشعب الفرنسي وعائلات الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى. وأضاف المصدر: ان الشعب العربي السوري الذي يعاني منذ خمس سنوات جراء جرائم الارهاب التكفيري الاعمى المدعوم خارجيا يدرك أكثر من غيره بشاعة ما حصل في باريس والاخطار الجسيمة التي يشكلها الارهاب على الامن والسلم في العالم اجمع. واختتم المصدر تصريحه بالقول: ان الجمهورية العربية السورية تؤكد ما سبق وحذرت منه مرارا من ان الارهاب لا حدود له وسيرتد على داعميه الامر الذي يستوجب توحيد كل الجهود الدولية الصادقة للقضاء على هذه الآفة وتصويب السياسات الخاطئة وقصيرة النظر التي تصب في مصلحة الارهابيين من اجل مكافحة فعالة للارهاب وحفظ السلم والاستقرار في المنطقة والعالم. ** ** ** الجعفري: الإرهاب ارتد على أوروبا اعتبر مندوب سورية الدائم في الامم المتحدة بشار الجعفري تعليقا على تفجيرات باريس ان «الارهاب ارتد على داعميه»، وان «سورية انتصرت على الارهاب واضاف الجعفري في لقاء تلفزيوني « لم تخطىء أبداً في سورية في تحديد هوية الإرهاب .. من اخطأ هو الأمريكي و الفرنسي و التركي و كلهم أصابهم الإرهاب» , مشيرا إلى أن « الإرهاب واحد في سورية ولبنان والسويد واليوم في فرنسا. |
|