تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بلد «الحريات» يأسره التطرف و يحكمه اعوجاج السياسات.. داعش يتبنى.. بصمات الإرهاب فرنسية الجنسية

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأحد 15-11-2015
عندما يرتد الارهاب الى احضان صانعيه ومروجيه يختلف المشهد بتوصيفاته وتداعياته لا بنتائجه، فالأيدي السوداء التي اشعلت النار في المنطقة العربية لابد لها ان تحترق بلظاها وتكتوي بنيران اوقدتها، والرياح المسمومة التي ارسلوها عادت إليهم عواصف تنفث دماء واشلاء.

خطر ارتداد الإرهاب على داعميه ومموليه كان جليا منذ اللحظات الاولى من التدخل الفرنسي اللاشرعي في سورية، وقد حذر الرئيس بشار الأسد مبكرا من هذه الحصيلة أكثر من مرة، ولكن المسؤولين الفرنسيين امعنوا في التورط بفعل تبعيتهم للمشيئة الأميركية و شبقهم للمال السعودي والقطري، و في الحصيلة مجازر ينفذها الإرهابيون ضد الشعب الفرنسي الذي يدفع الثمن، ويستحق مشاعر التعاطف والتضامن، ومعها دعوة لجميع احرار فرنسا لوضع حد للمجموعات الحاكمة المتورطة في العدوان على سورية وللرهانات الاستعمارية الحمقاء التي ولى زمانها و لن تجلب غير الويلات للشعب الفرنسي.‏

إرهاب داعش يبدو أنه موجه حصرا لخدمة أهداف أميركا الانتهازية، بضرب الأعداء أو الحلفاء للتعمية.‏

فرنسا والتفجيرات الإرهابية‏

تاريخ حافل بالتفجيرات والاعمال الارهابية في فرنسا، فمنذ اقل من عام تعرضت فرنسا لتفجيرات وأعمال إرهابية عدة، ووفقا لإذاعة مونت كارلو الفرنسية تلقت باريس تهديدات باستهداف مصالحها ورعاياها على الأراضي الفرنسية بسبب انخراطها في الحرب في العراق وسورية، أبرزها وأكثرها دموية العملية التي استهدفت مقر صحيفة شارل إيبدو الأسبوعية.‏

ففي كانون الأول 2014 قام مسلحان بمهاجمة مكاتب صحيفة شارلي إيبدو الساخرة التي نشرت مرارا صورا ساخرة مسيئة للإسلام والنبي، حيث قتل انذاك 12 شخصا وأصيب اخرون. وتزامن الهجوم مع عملية قتل شرطية في مدينة مون روج في ضاحية باريس الجنوبية واقتحام متجر في مدينة فانسين في ضاحية باريس الشرقية‏

وفي 3 كانون الأول 1996: حدث اعتداء بالمتفجرات استهدف سكة شبكة النقل الحديدي السريع (إر.أو.إر) في محطة (بور رويال) في جنوب باريس، ما خلف أربعة قتلى و91 جريحا، وبدأت هذه العملية الإرهابية باستخدام قارورة غاز شبيهة بموجة اعتداءات في 1995.‏

وفي 25 تموز 1995: هز انفجار قنبلة في سكة شبكة النقل الحديدي السريع (إر.أو.إر) في محطة (سان ميشال) في قلب باريس ما خلف 8 قتلى و119 جريحا. ونسب الهجوم الى متطرفين جزائريين، وشكل الأشد في موجة من تسعة هجمات إرهابية خلفت ثمانية قتلى وأكثر من 200 جريح خلال الصيف. وفي 2012 حكم على رجلين بالسجن المؤبد بعد إدانتهما في اثنتين من هذه الهجمات‏

وفي أيلول 1986: حدث اعتداء بقنبلة أمام محلات (تاتي) في شارع (رين) بباريس يخلف سبعة قتلى و55 جريحا.‏

وفي كانون الأول 1983: حدث اعتداء ارهابي أدى إلى مقتل انثنين وجرح 34 في محطة قطار، وفي 15 تموز من نفس العام حصل انفجار قنبلة قرب مكاتب التسجيل التابعة للخطوط التركية في مطار أورلي قرب باريس ادى الى مقتل 6 اشخاص وجرح 58 آخرين.‏

وفي 9 آب 1982 أقدم كوماندوس مكون من 5 أشخاص على اطلاق النار ورمي قنابل يدوية داخل مطعم (غولدنبرغ) في شارع (لوزييه) في قلب الحي اليهودي بباريس، ما أوقع ستة قتلى و22 جريحا.‏

كما تم في 29 آذار 1982 تنفيذ هجوم على قطار يربط تولوز بباريس، كان يفترض أن يكون ضمن راكبيه عمدة باريس حينها جاك شيراك. أوقع الهجوم 5 قتلى و77 جريحا.‏

وفي تشرين الأول 1980 حدث انفجار لقنبلة أخفيت في حقيبة دراجة نارية أمام كنيس يهودي بشارع كوبرنيك بباريس، ما خلف 4 قتلى 20 جريحا.‏

«داعش» يتبنى ويصرح‏

أن فرنسا على رأس أهدافه‏

بعد ساعات قليلة من اتهام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تنظيم (داعش) الارهابي بالوقوف وراء هجمات باريس، أعلن التنظيم الارهابي في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن الهجمات التي راح ضحيتها 128 شخصا في حصيلة أولية، فقد تبنى تنظيم (داعش) اعتداءات باريس ليل الجمعة السبت التي خلفت ما لا يقل عن 128قتيلا.‏

وجاء في بيان تداولته حسابات موالية للتنظيم الارهابي على موقع تويتر أن ثمانية عناصر من التنظيم الارهابي نفذوا الهجمات والتفجيرات في باريس، وهدد التنظيم عواصم أوروبية أخرى منها روما ولندن، مشيرا إلى أنها (ستلقى مصير باريس نفسه).‏

كما بث التنظيم الإرهابي تسجيلا يهدد فيه بمهاجمة فرنسا إذا استمرت في استهداف عناصره بالقصف في سورية والعراق، وكانت الشرطة الألمانية اعتقلت الأسبوع الماضي رجلا في الـ51 من عمره، وعثرت في سيارته على أسلحة. وقال رئيس مقاطعة بافاريا، هورست سيهوفر امس إن هناك (سببا للاعتقاد) بأن رجلا اعتقل الأسبوع الماضي وبحوزته عدد من الأسلحة في جنوب ألمانيا، على صلة بالمهاجمين الذين قتلوا 128 شخصا على الأقل في باريس، وأضاف سيهوفر: إن هناك سببا للاعتقاد بأن الأمر ربما مرتبط بالاعتداء الذي حصل في فرنسا.‏

من جهة اخرى قال مصدر مطلع على التحقيقات الجارية بهجمات باريس، إن المحققين وجدوا جوازين للسفر أحدهما مصري والآخر سوري قرب جثتين تعودان لمهاجمين نفذا العمليات الإرهابية في باريس، لافتا إلى أن هناك احتمال قوي بأن يكون هذان الجوازان مزورين.‏

كذلك تعرف المحققون أيضا على أحد المهاجمين من خلال بصمة أصابعه، وتوصلوا إلى أنه فرنسي الجنسية، ومعروف لدى الشرطة دون تقديم المزيد من التفاصيل عن هويته.‏

أعداد الفرنسيين في تنظيم داعش الإرهابي‏

تصدرت القارة العجوز قائمة رافدي تنظيم (داعش) الإرهابي بالمقاتلين الارهابيين من مواطنيها، إذ ثمة رقم قياسي سجلته فرنسا بعدد الإرهابيين الفرنسيين الذين يلتحقون شهريا بالجماعات المسلحة في سورية والعراق، وتحديدا (داعش) و(جبهة النصرة) وظهر أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى بين الدول الغربية المصدرة للإرهابيين إلى سورية والعراق، إذ يبلغ عدد مواطنيها أو المقيمين على أراضيها الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية والمتورطين مع تنظيم (داعش) الى 1683 ارهابياً.‏

وكانت فرنسا قد اقرت على لسان خارجيتها أن عدد المتطرفين الفرنسيين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق زاد بنسبة 74 بالمئة هذا العام، مشيرة إلى أن هذا العدد يتضمن أولئك الذين سافروا إلى سورية والعراق أو عادوا الى فرنسا.‏

قال موقع غلوبال ريسيرش البحثي: استخدمت فرنسا الارهابيين القتلة لتنفيذ عمال قذرة في سورية والعراق.‏

وقال الموقع أيضا: إن فرنسا جزء من المشكلة السورية وليست حلا، حيث أيدت منذ البداية الرئيس الأميركي باراك أوباما في حربه ضد سورية، وهي عضو في كل الحروب الإمبريالية الأميركية، وعضو رئيسي في آلة قتل حلف الناتو، التي تدمر أمة تلو الأخرى، ان التواطؤ الفرنسي مع اميركا قذر، ويدعم عدوانها السافر على دولة أخرى مستقلة، ويؤكد استخدام باريس للإرهابيين التكفيريين للقيام بالأعمال القذرة.‏

ويوضح الموقع الكندي أن سورية لا تهدد جيرانها، حيث يريد الرئيس السوري بشار الأسد حفظ سيادة واستقرار بلاده وعدم تمزقها وليس الحرب، وهو يدافع بمسؤولية عن بلاده وشعبه ضد الغزاة الأجانب، ويلفت الموقع إلى أن فرنسا دخلت في شراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا في قصف سورية، والهدف هو دعم تنظيم (داعش) الإرهابي، واجبار سورية على الخضوع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية