تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إضـــــاءات نقـــــديـــة..

ثقافة
الاثنين 16-11-2015
عمار النعمة

(محطات في النقد واللغة وتاريخ الأدب) عنوان كتاب صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للدكتور عادل فريجات بـ 152 صفحة من القطع الكبير.

الكتاب هو عبارة عن مجـموعـة مـن المـحـاضرات المـتــنوعــة التي أعــدّها المؤلف، لـمـؤتـمـرات ومـلـتـقـيات في سـوريّـة والـوطـن العـربي...‏

فـقـد دُعِــيَ لحضور مـؤتمـر «ثـقـافـة الصورة» بجـامعـة فيلادلـفـيا بالأردن، في العـام ٢٠٠٥، كتب بـحــثًـاً عـــن «الـنـقـد الأدبيّ والصورة الـفـنـيّة المرئية» وألـقـاه هناك.‏

وشارك في ملـتـقى في إحدى محافـظات القـطـر العــربيّ السـوريّ عــن «الحـداثة «عــامة، فـكـرّس محـاضرته، خــاصة، للحـديـث عــن «الحــداثـة في الشـعــر الســوريّ المعــاصر... رؤيــة بـانـورامـيّـة».‏

وفي أحد مداخل الكتاب يتناول المؤلف سيرة حياة الناقد الفلسطيني أحمد شاكر الكرمي فيقول: ولد الكرمي في طولكرم في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب, فأبوه سعيد الكرمي كان قاضياً وأديباً, وكان أخوه عبد الكريم الكرمي شاعراً, تنقل الكرمي مابين طولكرم ومكة والقاهرة ودمشق, فعمل في الحجاز في جريدة القبلة, وفي القاهرة تابع دروساً في الأزهر الشريف, وانكب على تعليم اللغة الانكليزية, وعاد بعد القاهرة إلى طولكرم ثم حط رحاله في دمشق.‏

ترك أحمد شاكر الكرمي مجموعة من الأعمال تأليفاً وترجمة وهي: (الكرميات) مجموعة من المقالات والقصص - (قصة مي) لجيوفري شوسر - (مختارات) أصدرها أخوه عبد الكريم عن وزارة الثقافة بدمشق - هناك إرث كبير تركه على صفحات الجرائد والمجلات التي كتب فيها.‏

أما في مدخل (النقد الأدبي والصورة الفنية المرئية) فيقول فريجات: لاجدال في أن السمة الواسعة لزماننا هذا هي أنه زمان الصورة, وخاصة الصورة المتحركة التي تنقلها أجهزة التلفاز من أقاصي المعمورة إلى أقاصيها, فتجعل من عالمنا الواسع الشاسع قرية صغيرة, والصورة الفنية غير المكتوبة صورتان, هما: الصورة الجامدة الثابتة, والصورة المتحركة سواء كانت ناطقة أم خرساء.. والصحيح أن الصورة الفنية الجامدة قديمة وعريقة قدم الفن التشكيلي وعراقته, ولكن الصورة المتحركة حديثة العهد نسبياً, وهي بنت السينما والتلفاز والكمبيوتر.. أي إن عمرها لايربو على أكثر من أحد عشر عقداً للسينما, وعلى ثمانية عقود للتلفاز, وأربعة عقود للكمبيوتر, وقد بدا لبعض الباحثين أنه يشبه عصر الصورة الذي نعيشه بعصر اكتشاف الكتابة, فثمة ميلاد جديد لطرائق في المعرفة والإبداع لم تكن من قبل.‏

وينتقل في مدخل الحداثة في الشعر العربي إلى التعريف بالحداثة التي يعتبرها لغة وتعني نقيض القدامة.. أما الحداثة مصطلحاً فهي مشروع غربي قام على أسس أولها العقلانية في الفكر والسياسة والاقتصاد.‏

ويضيف أن الحداثة هي الحركة التي يؤرخ النقاد لظهورها بأربعينات القرن العشرين على أيدي كل من نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأحمد عبد المعطي حجازي من مصر وأدونيس والماغوط من سورية... ويشير المؤلف أن الحداثة الشعرية لاتنحصر في ظاهرة التجديد الموسيقي في الشعر العربي, بل تتضمن عناصر أخرى تجمعها النقاط التالية:‏

الانقطاع عن النقل مهما كان مصدره, وممارسة الخلق.‏

يصدر الخلق عن الدلالة الواقعية الحيّة, وينبغي أن تكون الذات ممتلكة وعياً لفرادتها وخصوصيتها في العالم.‏

في الختام كتاب (محطات في النقد واللغة وتاريخ الأدب) رحلة غاص بها د.عادل فريجات في تاريخ الأدب ليقدم جديداً من المعلومات فتصبح جديرة بالاهتمام والقراءة.‏

ammaralnameh@hotmial.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية