|
رؤية وأن تلك العلاقات لم تكن إلا قناعا ووجها آخر للأنانية، ويعلقون كل ذلك على شماعة الحرب، ولكن أين هم من تلك القيم، وهم من يحمل راية الفكر والثقافة، أين رسالتهم في غرس تلك القيم التي لطالما تغنينا بها وألفت لأجلها مجلدات من الكتب، وصدحت بمعانيها الآلاف من الأغاني، ورصدت الدراما لعيونها المئات من الأعمال. والمفارقة الأكثر غرابة أن من ينتقد هذا الواقع الذي تخلى في جوانب كثيرة عن أصالته، ويرمي بالشعارات الإنسانية كيفما اتفق، هو أول من يخرقها ويعيث في ذاك الواقع كراهية ويستأثر بامتيازات في أكثرها لم تكن يوما من حقه. إن مانراه اليوم من عداوات وخصومات بين الأصدقاء أو حتى على صعيد الأسرة والأقارب، وهذا الزيف الذي يسم علاقاتنا ماهو إلا حصيلة اختراق نحن من يسعى إلى تكريسه من خلال الانصياع له، والاستسلام إلى نزعات الأنا والجشع الذي يهيمن على الكثير منا في سبيل الحصول على موطىء قدم هنا، أو كرسي هناك، ولايهم على أكتاف من نرتقي. في زمن يعيش سباقا محموما نحو المال والشهرة والمنصب، كم نحتاج إلى المحبة لنعيد ترميم نفوسنا التي هزمتها الحرب، ومزقتها الآلام، ونالت منها حالات الدمار والفقد. وماأحوجنا إلى تلك المشاعر الصادقة التي نتلمسها عملا وسلوكا ونقطف من ثمارها مايعيد إلينا إنسانيتنا المفقودة، فلايكفي أن ندعي المحبة والوفاء إن لم يترجم هذا الشعور واقعا ملموسا نعايشه، واقع ممهور بقيم المحبة والتسامح والإيثار والانتماء الحقيقي لأرض الكرامة والعزة والحضارة العريقة. وهنا لابد أن نؤكد دور منابرنا الثقافية في تكريس تلك القيم السامية والمشاعر الإنسانية النبيلة التي تساهم في النهوض بالمجتمعات وترتقي بها، وتجمعها على المحبة والعطاء، بعد أن تخمد في نفوس الحاقدين نار العداوة وبشاعة الانتقام. فلنقرع معا أجراس المحبة، «وإذا المحبة خاطبتكم.. فصدقوها». |
|