تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلاسيكيون إلى درجة الجنون..!

أبجد هوز
الخميس 9-2-2020
عبد الحليم سعود

رغم شغفي بكرة القدم وإعجابي بنجوم كبار مثل زيكو ومارادونا وفان باستن، واضطراري في ثمانينيات القرن الماضي لمتابعة كأس العالم ودوري أبطال أوروبا على تلفزيون جيراني بالطابق الأخير ــ البناية طابق واحد فقط ــ بسبب إقامة تلفزيوني (الجنرال) عند المصلح (المشغول دائماً)، إلا أنني تخلّيت عن هذا الهوس ــ مكرهاً أخاك لا بطل ــ بعد أن رُزِقتُ بعائلة لا تطيق هذا النوع من الألعاب المثيرة للشغب والخصومات، وقد ساعدني في ذلك الجمهور (الظريف) وجنون مشجعينا المنفلت من عقاله، حيث تحول العديد من الاستحقاقات الرياضية الداخلية والخارجية إلى لعنة (مكبرتة) على الجمهور غير الرياضي ليدفع هذا الأخير أثماناً باهظة في السنوات الماضية.

فما إن ينتهي لقاء (الكلاسيكو) المكرر بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد حتى يصبّ جمهور الفريق الخاسر جام غضبه على أملاك الناس في الشارع، في حين يفتح جمهور الفريق الفائز معركة من الرصاص الطائش والألعاب النارية ابتهاجاً لتكون الحصيلة النهائية خسائر لا يمكن تعويضها، في حين يتصافح لاعبو الفريقين بروح رياضية.‏‏‏

ما حدث في السنوات والأشهر الأخيرة هو تعاطف لاعبي ريال مدريد وبرشلونة مع ما يحدث في شارعنا الرياضي من انقسامات في البيت الواحد أودت بالمحبة والوئام وأورثت الكراهية والخصام، بحيث قرر الفريقان (بكل روح رياضية) إنهاء كل مباراة بينهما بالتعادل رأفة بالجمهور ربما.‏‏‏

وبما أن هذا الشعور الإنساني (النبيل) ينتقل بالعدوى، فقد قررت منتخباتنا الوطنية لكرة القدم (خسارة) كل مبارياتها الفاصلة مع الفرق والمنتخبات الأخرى، وذلك حرصاً على الجمهور غير الرياضي الذي يدفع ثمن أي انتصار رياضي، (وما حدا أحسن من حدا)، (ولا تسمعوا مني غير الشائعات المغرضة) والدعوات بالفوز لميسي وبن زيمة وسمير.. عفواً مين سمير..؟!‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية