تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمهات صحفيات

ملف الأسبوع
الأربعاء 21/3/2007
خولة غازي وفاء صبيح

ينثرن قلوبهن عطاء...كل ايامنا عادية , هكذا نشعر ... الا اياماً تفرض وقعها , تلاحقنا وتدخل عمق اعماقنا , وتحيلنا الى فيافي الطفولة , (الام ) عشقنا الازلي الذي لاينضب .... كيف نعيش هذا اليوم ... وماذا يحمل من مشاعر وتمنيات , في ظل تنامي الضغوط التي تقع على كاهل المرأة ... فلم تعد مسؤوليتهامحصورة في المنزل , قدراتها مشتتة , وحقوقها معلقة في سقف التمنيات ... من تطالب واين داخل المنزل ام خارجه .‏

اختلفت ( ام ) اليوم عن الامس .... لم تعد الوسائل التي اتبعتها امهاتنا ترضينا .... دخلت التكنولوجيا الحديثة في تفاصيل التربية ... وبات كل مايعنينا ان نعوض اطفالنا عما فقدناه وفات على اهلنا تلقينا اياه .... ولكن هل نجحنا ... وكيف لامهاتنا الغاضبات من الدلال الذي نوليه لأطفالنا , أن يمسحن من ذاكرتهن سلسلة طويلة من الليالي القاسية ......‏‏

هل نؤدي دورنا كما يجب ..... وكيف تنظر الامهات الاعلاميات الى هذا اليوم ..... لم يكن سهلا طرح الاسئلة عليهن , كونهن تعودن ان يطرحن الاستفسارات ..... ولم نجد افضل من عيد الام فرصة لاقتناص لحظات نادرة من اعلاميات يقفن خلف السطور ليتصدرن المقدمة‏‏

‏‏

**‏‏

رويدة عفوف: الإنصاف الحقيقي للمرأة أن تكون أماً‏‏

الأم.. صورة الآلهة.. ورائحة الحياة,.. وإمضاء الله على الأرض وأن يفي الإنسان أمه جل حقها, ويرد لها جميلها وأفضالها عليه فهذا من رابع المستحيلات, ولو طاف الدنيا من أقصاها الى أقصاها, و كل ما لم يفعله الأسبقون, لما كانت محاولته أكثر من نقطة في بحرها.‏‏

‏‏

قد يعتقد البعض أن هذا الواقع يدعو الى اليأس, لكن العكس هو الصحيح, فأن تكون هذه الرسالة السامية ( مهمة مستحيلة) ما هي الا حافز أكبر للسعي الى هذا الهدف الصعب والبعيد المنال, وأي شرف أعظم من الأم وأي رسالة أسمى من وجودها. ورد جميلها..‏‏

لكنها هنا لا تريد منا اجتراح المعجزات, ومثلها لا أريد من أولادي قطف النجوم, وصياغة الذهب, فقط التقدم في الحياة, وبنظري أن مجرد المحاولة للإمساك بحياتنا والمضي قدماً وتجاوز الصعاب, هو انجاز يرضيها, رغم أنها تحمل رائحة الجنة, وبها يبتدىء نور الحياة.‏‏

أجمل هبات الله للمرأة.. الأمومة.. وأجمل هدايا طفلي لي.. كفهما الممدودة دائماً, تزيح عرق تعبي, ودموع خذلاني وألمي وصوتهما يقول( سلامتك ماما ) حينها فقط أوقن أن الإنصاف الحقيقي للمرأة.. أن تكون أماً.‏‏

وإن كان للأم يوم عيد, فلأنها عيد كل أيامنا, ويكفي الرجل فخراً أن يكون له أم, ليحيا عيدها, ويهدي اليها تعبه وجهده, ولن يبخل بيوم يحتفل به لأجلها, وحسبه أنها تمضي عمرها ترعاه.. رغم أن الجنة تحت قدميها.‏‏

**‏‏

لينا ديوب: الهدية رشوة يتواطأ فيها الأب مع الأبناء‏‏

الرضاعة, الحنان, السهر على المرض, والى آخر ما يتعلق بدوري كأم كلها مفردات الأمومة الغريزية وتتبع المفهوم التقليدي للأمومة, لكن كيف أعيش أمومتي بمتعة رغم تفاصيل حياتي اليومية المرهقة أنا الأم العاملة المتعلمة? كيف اجعل يومي ويوم زوجي وأولادي يمر بسلام?‏‏

‏‏

اتحمل التعب أحيانا كثيرة, افقد السيطرة وابدأ بنزاعات حول هموم البيت والأولاد مع زوجي تصل لحد الحروب العالمية, لأنني أكون الطرف الأكثر تحملا للأعباء, وأتشاجر وأصرخ, وفي أحيان أخرى اتحمل ثم يهدأ كل شيء وأبدأ الحياة من جديد وبحماسة وحب وحرص أن يتعلم صغاري أن يعيشوا الحياة كما هي وباستمتاع بنجاحها وتعثرها وأن يدركوا أنني إنسانة من لحم ودم أتعب وأقول هذا الكلام لأن أطفالي ذكور وأحتاج ويحتاجون أن يتذكروا أن بيتنا ليعيش بسلام يجب أن نتشارك, ويجب أن أشعر بالعدالة بينهم, في هذا اليوم أحب هدية أمي وحريصة أن أختار ما يفرحها لأنني أصبحت أعرف ما معنى الأم ولأنني أنا وهي وكل أم طبعاً من يجعل الحياة تستمر بحياة جديدة.‏‏

أما أنا ففي عمر أبنائي أشعر أن الهدية رشوة بالتواطؤ مع أبيهم, لأنهم في بقية الأيام لا يتذكرون راحتي في أمور كثيرة, واذا كان هذا اليوم تميزاً لصالح المرأة فهو تميز سلبي, لأنه من غير المقبول كل هذا التعب للمرأة بحجة الأمومة, أحبك يا زوجي أحبكما يا محمد وآدم, وسأحبكم أكثر وسأكون أماً أفضل إن أصبحت مرتاحة أكثر .‏‏

**‏‏

ازدهار محمد:‏‏

تملك عصا سحرية‏‏

الزميلة إزدهار محمد تحدثت عن أطفالها الذين يحاولون منذ بداية شهر آذار أن يعرفوا ما يمكن أن يحضروه من هدايا, ويبدؤون برسم الخطط المكشوفة بالنسبة لي .. وأخر ما اخترعوه هو أن يجلبوا لي عصا سحرية كي تزيح عني التعب وتلبي رغباتهم التي يعتقدون أنها ترهقني كثيراً‏‏

وقالت: إن أجمل ماتحلم به الأم هو رؤية الابتسامة على وجوه أطفالها الصغار وأوصي أطفالي بالمحبة والتسامح وعمل الخير..‏‏

**‏‏

نيرمين خليفة: صلاحها من صلاح المجتمع..‏‏

رسالة الأمومة متعتها بقدر أهميتها التي تظهر من خلال وعي وثقافة أولادها.‏‏

وقد حرص الاسلام على وجوب اعطاء المرأة حقوقها كاملة لأداء رسالتها ودورها في الحياة على أكمل وجه, وذلك لأهمية دورها السامي في بناء الأسرة والمجتمع من خلال تربيتها لأولادها الذين هم اللبنة الأولى للأسرة والمجتمع.‏‏

فإذا صلحت الأم صلح أولادها, وإن فسدت وعاشت في الجهل والتخلف والضياع فسد أولادها.‏‏

رغم أن المجتمع السليم لا يستقيم إلا على أساس مدروس وتعاون بين الرجل والمرأة على حد سواء, بل بالتكامل النوعي, فلكل من الرجل والمرأة دوره, وكل منهما بحاجة الى الآخر كي تكتمل دورة الحياة.‏‏

إلا أن الاهتمام والالتفات والدعوة موجهة الى المرأة قبل الرجل والى الأم قبل الأب لمدى أهمية دورها في تربية الأجيال وتتويج هذا الاهتمام أخيراً بالاحتفال بعيد الأم الذي يحتفل فيه الأولاد والأب معاً من خلال تقديم هدية رمزية تشعرها بمدى اهتمامهم بها وعدم نكرانهم لمعاناتها وتضحياتهم لاسعادهم, وتراني الآن أتوجه الى الأبناء في ألا ينسوا فضل أمهم ويضيع في زحمة الحياة, ثم يعودون متحسرين نادمين, ولكن بعد فوات الأوان.‏‏

كما يحافظوا على تقاليدنا التي تتسم بالحشمة والوقار والابتعاد عن عروض الغرب المغرية لما فيها من الأهواء والميول والانحطاط الخلقي والنفسي.‏‏

**‏‏

لينا شلهوب: أطفالي سامحوني..!!‏‏

هي نبع ينهل فيه الابناء وكيفما يكون هذا النبع صافياً أم غير ذلك فسوف ينعكس عليهم فما على الام إلا أن تزرع في نفوس أولادها كل ماهو حسن وطيب وأخلاقي والاهم حب ذاتهم والصدق مع أنفسهم لأن ذلك حتماً سيكون له آثاره على حبهم وصدقهم مع الآخرين أيضاً كذلك هي معنية بتعزيز حب العلم والثقافة لأنها تدرك في قرارة نفسها أن الثقافة هي البنية الصحيحة لبناء المجتمع السليم.‏‏

‏‏

قد يسألني البعض عن أجمل وأغلى هدية تلقيتها بهذه المناسبة وفي اجابتي استغراب إذ إن أجمل هدية هي دموع ابنتي في يوم عيدي ولا أنسى يومها أنها ارادت أن تعتذر لي عن موقف كانت قد قامت به وهو خاطئ فلجأت الى الدموع وكأنها هي الحل الوحيد للتعبير عن حبها لي فدموعها الصادقة هي أغلى شيء تلقيته.‏‏

أوصي أولادي كما أوصي نفسي بأن يعززوا ثقتهم بنفسهم وألا يترددوا بإعلان رأيهم مهما كان , فهم خلقوا أحراراً وأريد لهم كذلك.‏‏

وأطلب منهم أن يسامحونني لأنهم يأتون من المدرسة ولا أكون أنا في استقبالهم.‏‏

من جهة أخرى: ارى أنه لاتمييز بين الاب والام فكلاهما مرب ويعاني من أجل أن يحصل أطفالهم على كل ما يحقق لهم العيش الكريم فكلاهما يسعى لتقديم كل ما يتمنوه.‏‏

فالحياة قائمة على المشاركة بين الاب والام إلا أن الام يكون لها دور اشمل وأوسع من حيث معاناتها أثناء الحمل والولادة ومن ثم سهر الليالي عليهم ومتابعتهم الدائمة.‏‏

وفي النهاية: الدنيا أم‏‏

**‏‏

سوزان ابراهيم: هي القمح الذي‏‏

يمنح الكون الخلق والخلود‏‏

الام احتضان , فهي الوطن والارض وهي حبة القمح التي تمتلك إرادة التلاشي في جوف الارض لتمنح الكون قوة الخلق والخلود.‏‏

‏‏

هي السفينة القادرة على الابحار من نقطة الولادة حتى شاطئ الامان وهي الامنية المؤتمنة والمخلوق الوحيد الذي لاينتظر منك مقابل العطاء عطاء بل أن تكون سعيداً حارس القيم والاخلاق هي كل ذلك وملاكك الحارس حتى آخر ضوء في عينيها.‏‏

لعل أجمل هدية تلقيتها في عيد الام ومازلت احتفظ بها هي بطاقة معايدة شارك ولداي في رسمها وتلوينها وتغليفها وقدماها لي مع باقة من النرجس وأجمل منها أن أتلقى من أمي تهنئة بهذا العيد.‏‏

بعد الحرص على الدراسة أنصح بعدم الرضوخ لشروط الحياة وعدم الاستسلام لها لأن عجلتها المتسارعة الى الامام تدوس كل من يضعف غير آبهة بمصير ولامجال هنا للسقوط.‏‏

لأن الام وطن لأنها الدنيا ولأن الجنة تحت أقدامها كان للاحتفاء بعيدها طقوسه الخاصة والاهتمام به أما فيما يتعلق بعيد الاب فقبل دخول المرأة مجال العمل كان الاحتفال بأعياد كثيرة تخص الرجل الاب كأعياد المعلم والعمال وغير ذلك. مما لاشك فيه أن الام قادرة على لعب دور الاب رغم ضرورته لكن الاب لايمكنه أن يحل محلها وربما كان لهذه الخصوصية دور في التركيز على عيد الام وهل أجمل من يوم يتساوى فيه الليل والنهار وتبدأ معه دورة خروج الطبيعة من سباتها.‏‏

**‏‏

هند بوظو: عيد الأم جائزة ترضية لا أكثر!!‏‏

تقدم الام أكثر من رسالة هي شخص مساهم بتأسيس وبناء حياة أفراد تخلط في رسالتها كل الانفعالات فيها الكثير من الفرح الحزن والخوف من المستقبل تبذل طاقة لايستطيع أي انسان احتمالها.‏‏

صحيح أن الام ينبوع ومطلوب منها أن تمارس دورها كاملاً بلا نقصان في هذا العالم وأي تقصير منها ستظهر نتائجه داخل اسرتها وخارجها ولاسيما الفشل في هذه الحالة فقط اللوم الوحيد سيوجه اليها وحدها ويقال لها أنت السبب وفي حال تحقق النجاح في الاسرة سيشاركها هذا النجاح أشخاص آخرون وهي في الوقت ذاته لاتعير اهتماماً لمن يشاركها لأن النجاح هو مقصدها النهائي فالام لاتفكر في الهدايا وما يمكن أن تحصل عليه, وبالنسبة لي لم أحصل على هديتي بعد ولكن أجمل هدية هي رؤية أولادي ناجحين يتقنون الحب والصدق والامانة ويعرفون الحب وسيلة وهدفاً أولا وأخيراً وهذا كله جزء من وصيتي لهم أن يتقنوا صناعة حلمهم وطموحهم ليعرفوا كيف يمكنهم تجاوز العقبات الحياتية والمهنية وحتى الخيبات التي ستلاحقهم?!‏‏

أنا لا أؤمن كثيراً بعيد الام لأنني اعتقد أن له طابع تذكية يعوض فيه المحتفون عن تقصيرهم في أداء مهماتهم .‏‏

هو باختصار جائزة ترضية ترضي خاصة المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية فساعات هذا العيد ليله ونهاره يشكلان عبئاً على الام لأنهما يذكرانها بالتعب والخوف على الاسرة والاولاد وأشعر الآن أن هناك أساليب ترتكب في الوسائل الاعلامية يذكرها بألمها وحزنها كالاغاني التي نسمعها أو نشاهدها في التلفزيون كأنهم يقولون لها ياحرام وأعتقد أنه لامبرر لها.‏‏

من ناحية أخرى اعتقد أن الاب هو عنصر مشارك ومهم في تحميل المرأة هذا العبء وذلك نتيجة لتربيته البيئية والاجتماعية باعتباره ذكراً والمرأة في الوقت ذاته مشاركة في ترسيخ ذكوريته لأنها استسلمت لهذا العبء راضية مرضية..(ظاهراً).‏‏

لكنها تعيش مشاعر غضب وحنق وحزن لاتعمل على إظهارها خوفاً في اتهامها بالانانية ولكن هذه المشاعر تظهر غالباً على شكل ردات فعل ( غاضبة ثائرة وربما مدمرة) ويدفع الاب غالباً ثمنها.‏‏

اطالب بتفعيل( عيد الاب) ليعيش مشاعر الاحباط ولتذكر كم الاثمان المدفوعة من قبله لبناء اسرته إنني أتعاطف بالمطلق معه ( وهو الساعي طوال ال24 ساعة ليأتي باللقمة للأولاد من فم السبع وهمومه ومعاناته ليست أقل من الام فكلاهما في الطاحونة سواء ريثما نجد حلولاً تنجيهما في عيد أب وأم يتذكران فيه ما سيسددانه مع فواتير من أعصابهما ونجاحهما... غالباً.‏‏

**‏‏

بثينة النونو : تعيشي وتربي‏‏

أسمى وأثمن, رسالة هي رسالة الأم, فهي التي تزرع ليحصد غيرها, هذا الزرع إن كان سليماً معافى لابد وأن يثمر ثماراً بروائح عطره تفوح أينما حل أولادها, في المدرسة, في الحي, في الجامعة, وفي كل مكان سيقولون للأم( تعيشي وتربي).‏‏

الطفل بحاجة لعناية وسهر وحب ليكبر الأم تعطي من روحها وعمرها لتراه رجلاً وتتمنى أن تجعل خدها مداساً ليمشي ابنها عليه.‏‏

إن أجمل هدية تلقيتها هي مكالمة هاتفية من ابني المسافر الذي يدرس بالخارج حيث بكى وقال لي (أحبك ياماما ياريت الله ياخد من عمري ليمد من عمرك, اشتقتلك , اشتقت لحصنك الدافىء, كل عام و أنتِ بخير).‏‏

أنا وأسرتي نسمي هذا اليوم بيوم الأسرة ونحتفل بأمي وأبي على السواء, فالأب لايقل أهمية عن الأم فهو أيضاً يعتب ويعرق ليقدم لابنائه مايتمنون هو صمام الأمان وأحد أساسي البناء.‏‏

**‏‏

ثورة زينية:‏‏

الأب يستحق عيداً‏‏

أولاً أريد أن أعتذر من أطفالي كثيراً لأنني لا أمنحهم الوقت الكافي بسبب ظروف العمل القاسية وأقول لهم إن ما أفعله هو من أجلهم فقط وأتمنى عليهم أن يغفروا لي (تقصيري) تجاههم وأود أن أشكرهم لأنهم بتفوقهم الرائع وأدائهم الاجتماعي المتميز يجعلونني أنسى كل التعب والضغوط التي أعانيها وذلك يشعرني بأن جهدي يؤتي ثماره وأجمل هدية تلقيتها في حياتي هي رسائلهم والرسومات الموجهة الي وهي التي يعدونها على مدى أيام طويلة قبل حلول عيد الأم مما يشعرني بأنهم اكتسبوا أشياء كثيرة هي جزء من شخصيتي كحب الكتابة والرسم وأسعد كثيراً بالهدايا التي يجهدون في تحضيرها من خلال الأسئلة المتكررة بطرقهم الخاصة لمعرفة ما أرغب في اقتنائه.‏‏

اعتقد أن عيد الأم لا ينحصر في يوم واحد في السنة فكل اهتمام ومحبة أتلقاها خلال أيام السنة هي عيد بالنسبة لها ولكن اعتماد هذا اليوم هو تكريم لجهودها تجاه أبنائها وفي الوقت ذاته أعتقد أن الأب يستحق أيضاً أن يكون له يوم مماثل نظراً لما يقدمه ويشعر به من عواطف تجاه أسرته وعائلته.‏‏

لم أدرك معنى الأمومة الحقة إلا بعد مضي سنوات على انجابي لأطفالي وقد يستغرب البعض ما أقوله ولكن هذه هي الحقيقة فزواجي في سن مبكرة وانشغالي بالدراسة حرمني من الاحساس العظيم وأقولها بحق ( ليست الأم التي تنجب ولكن الأم هي التي تربي وتتعب) لكن الآن وبعد مضي سنوات عديدة أستطيع أن أصف عاطفة الأمومة بأنها الأسمى وأولادي هم أغلى وأثمن ما امتلكه في هذه الحياة فالبسمة التي يستقبلوننا بها اعتبرها أجمل ما حصل لي.‏‏

وبناء على كل ما ذكرته أجد أنه من الأهمية بمكان أن أوصي أولادي بأهمية التواضع في الحياة ومحبة الاخرين ومراعاة مشاعرهم لأن هذه الصفات بدأت تتسرب بقوة من تعاملاتنا الاجتماعية وأعتبرها هي وحدها التي تعيد الألفة والدفء الى حياة الأسرة والمجتمع.‏‏

**‏‏

مؤمنة نمرة : الأمومة هي الخير‏‏

الأمومة هي الخير بكل أشكاله , هي الحب , هي العطاء بدون النظر للمقابل , مع أنها (أي الأم ) يكفيها رؤية تلك النظرة البريئة في عيون طفلها ,أو سماع تلك الكلمة التي تحب والتي تخرج من ثغره بلكنته التي تعشق .‏‏

هي المسؤولية و تّعلم كيف تكون المسؤولية , هي التحمل مهما كان الألم شديدا هي الحامل لهذه الحياة.‏‏

ويمكن أن أقول أن أجمل هدية قدمت لي هي عندما جاء طفلي وهو يحمل لعبة تشبهه إلى حد ما‏‏

-كان قد اشتراها أبوه لي — وقال لي كل سنة وأنت بخير ,أما عن أجمل هدية قدمتها حسب قول أمي كانت عبارة عن قطع من التحف قدمتها لوالدتي وكانت آن ذاك سعيدة جدا بها كونها من هواة جمع التحف .‏‏

كون طفلي مازال صغيرا لهذا لااستطيع أن أقدم له نصيحة بالمعنى المباشر لكني أتمنى منه أن يحبني نصف مااحبه وهذا يكفيني !ولا اجد مانعا من ان‏‏

يدمج العيدان لما لهما أي الأم والأب من أهمية وضرورة وحاجة ملحة للأبناء والمجتمع معاً‏‏

**‏‏

سمر رقية : استدانت كي أكمل تعليمي!‏‏

عندما أتيت لهذه الدنيا, لفتني كما يدرج المسن لفافة تبغه, أمسكت بيدي لأقوى على المشي وحدي, وبكل ماتملك من عطور الأرض حمتني... الحب... الصدق... الإخاء... مساعدة الآخر... الخ.‏‏

علمتني ودربتني على فنون الحياة, بحلوها ومرّها, بلينها وقساوتها أحاطتني بكل مانملك من قوة وجهد, رغم إن الحياة لم ترحمها ولم تقف الى جانبها فقد سلكت دروب الحياة بوعورتها وسهولتها, بعسرها وهيبتها, ولا أحد يرحمها, فقد سرق البحر لون عينيها, كذلك فعل السماء, ومن طرف ردائها المزركش أحاكت لي ثوب العلم والصبر, أحاطتني بكل ماتملك من قوة وجهد ومال وأخدت بيدي, الى أن طرقت أبواب الجامعة, واستدانت الى حين تخرجي من الجامعة, رغم كل ذلك بقيت قوية شامخة كشجرة زيتون عتيدة, كل ألوان الصبر لبست, وألبستني إياها, الى أن وصلت غايتي, وحتى الآن وبعد تجاوزها الستين من عمرها, لا تزال قوية, ولا تزال تلقي بنصائحها وتعليماتها, هذه الأم يبقى وليدها برأيها يحتاج مساعدتها الى أن تموت, ولا تزال تحمل همي وتسأل عن ألوان الحياة معي, فهذه أمي التي لا تعرف في هذه الدنيا إلا العطاء والعطاء والعطاء.‏‏

والحب ومن غير حدود, ياترى كيف يرد جميلها الذي لا يموت أبد الدهر, وهل عبارة كل عام وأنت بخير تعيد جزءاً صغيراً من دينها الكبير, وكل عام وأمهات الأرض بخير.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية