|
شباب فلا بديل له من أن يغامر ويتقدم لنيل شهادات الدراسات العليا في اختصاصه, باعتبار (أن الشهادة كلما ثقل وزنها , ارتفعت قيمتها في مكاتب التوظيف , وكثر العرض عليها..) وفي الجامعة التي دخلتها لأشاغل بدراساتها العليا وجع الانتظار, كان شريط حياتي يمر علي في كل زاوية منها..هنا جلست للمرة الأولى طالباً يكتشف معالم العالم الذي سينتشله من حمى الحاجة والعوز, هناك تحت الشجرة قلت للمرأة الأولى التي أحببتها إنني أحبها, عند الشجرة بجوارها كتبت اسم امرأة ثانية على أنني أحبها وعند الشجرة الثالثة بعد تخرجي بعام كامل ودعت المرأة الثالثة التي أحببتها لأني أحببتها, ما الذي يفعله ربيع عمرها في أرض بور, كأرضي,لاحياة فيها, وأقصى ما فعلته بعد عام حصولي على رقم في مكتب التشغيل على أمل أن أْعمل. لذلك لم أجد نفسي غريباً في الجامعة, وأنا أدخلها بعد أعوام لاجئاً من بطالتي ... هناك كنت على موعد في أروقتها مع أحلامي , لملمتها من القاعات الدراسية, من المدرج الكبير فيها ,ومن مقاعد الدراسة, والسبورة التي ما زالت عصية تضج ب( شخابيري).. باختصار : كانت أحلامي تنتظرني حارة وشهية خلف أسوار الجامعة, وكأني لم أغادر مبانيها, كأني لم أزل طالباً,لا,كما تقول النسب والإحصائيات ,عاطلاً عن العمل . أن يكون المرء عاطلاً عن العمل يعني أن يكون طالب الدراسات العليا الوحيد الذي لا يغيب عن المحاضرة, هو أول من يدخلها وهو أخر من يغادرها.. المسألة ليست اجتهاداً متأخراً, وإنما وقت العاطل عن العمل بألف وقت.. فكيف يقتله ما لم ينثره لثرثرة الأساتذة. و(للحديث بقية). |
|