|
شباب وبابتسامة لا تخفي الجراح والآلام قابلتني سمية التي تجاوزت السادسة والثلاثين بقليل لتقول: لا أفكر بالزواج بعد أن أحببت إنسانا وظننته إنسانا فمنحته حبي لأتفاجأ بأنه على علاقة بصديقتي كيف سأثق بأحد وقد اكتشفت أن من أحببت كان ممثلا بارعا. كل شيء وبهدوء وثقة واتزان حدثني علي صوان خريج آداب وهو في الثلاثين من عمره عازب قائلا: أريد أن أتزوج من فتاة تعرف كيف تكون أماً, أريد زوجة وحبيبة وأماً وأختاً لا يهمني عملها المهم أخلاقها وتربيتها ربما هاتان الصفتان لم تعودا مهمتين لكثير من الشباب المنقاد وراء المظاهر لكنها بالنسبة لي كل شيء. وممن التقيتهم خولة السيد عاملة في مشغل خياطة إذ ترى هناك فتيات يرفضن الزواج ممن هم في نفس مستواهم المادي لأنهن يرغبن بترك حياة الفقر والانتقال لحياة أفضل وبالمقابل نجد شبابا يشترطون في الفتاة عملها قبل الشهادة والأخلاق والبعض يفضلها أقل مستوى علمي منه حتى لايشعر بتفوقها عليه. أما مازن عطايا طالب أدب انكليزي قال لي: عندما ألهو أحب التعرف على فتاة جميلة ومميزة أما عندما سأفكر بالزواج سأختار فتاة تعمل ولا يهمني جمالها المهم أن تكون طيبة. مزيدا من الفرص بينما مروان مهايني معهد كهرباء يرى نتيجة الضيق المادي ينساق شبابنا لإرضاء رغباتهم بطرق أسهل لا تشعرهم بالمسؤولية فيعزفون عن الزواج إلا أنني لا ألوم الشباب والشابات لكنني آمل أن تمنح لهم فرص لإثبات ذواتهم والمزيد من المشاريع الاستثمارية لتستوعب العاطلين عن العمل وبالتالي تكون هناك فرص أكبر لتأمين المستقبل. إيجاد الظرف المواتي وبعد هذا فكيف السبيل للزواج ودفع تكاليفه ومتطلباته التقينا الاختصاصي الاجتماعي علي جمعة ليقول في ظل الغلاء وزيادة متطلبات الحياة أصبحت كماليات زمان مضى من أكثر الضروريات حاليا حيث يضطر الشباب إلى الانتظار سنين حتى يدخر ما يستطيع به تأمين منزل وفرش و و.. والكثير من الطلبات التي يثقل بها أهل الفتاة عليه وهناك سبب آخر يدفع الفتيات إلى البقاء طويلا دون زواج سبب لا حيلة لهن فيه وهو عدم تقدم العريس المناسب وهي أمور النصيب فحتى لو رغبت الفتاة بالزواج المبكر ما قيمة هذه الرغبة إن لم يتقدم لها شخص يناسبها, ولهذا يرى جمعة أن عجز الشباب عن تكوين أسر مستقرة عند زواجهم له أثر كبير في تأخير الزواج أو العزوف عنه نهائيا لحين إيجاد الظرف المواتي وبهذا ارتفع سن زواج الرجل وارتفع بالتالي سن الزواج للفتاة حتى أصبح طبيعيا اليوم أن تتزوج الفتيات فوق سن الثلاثين ناهيك عن بعض الرغبات الشخصية الذاتية مثل رغبة الفتيات في استكمال الدراسة أو انتظار الشخص المناسب أو الفتاة التي تشبه أمه وإلا لن يتزوج مع نماذج هذه الحالات ما الحل برأيك? يقول جمعة كيف نطلب من شاب أنهى الدراسة في سن متأخرة ولم يدخل بعد معترك العمل أن يتزوج, هذا الشخص إذا ما تزوج سيكون قد ولج مغامرة قد تعصف بحياته لأن تكاليف الزواج و أعباء الحياة ليست بالسيرة أبدا وهذا ما يتطلب وجود دخل ثابت يوفر له أجرا ثابتا كل شهر ليفي بمتطلبات الحياة لهذا لا بد من إيجاد فرص عمل لهؤلاء حتى لا ينساقوا لمظاهر الانحراف والشعور بالإحباط. |
|