تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشباب على أبواب الانترنت.. معرفة.. ترفيه.. وأشياء أخرى

شباب
الأربعاء 21/3/2007
سونيا سفر

جاذبية لافتة تقدمها تكنولوجيا الاتصالات الحديثة عبر الانترنت,مستقطبة نحوها الشباب لأسباب تفاوتت بين ما هو معرفي وما هو ترفيهي ,

وتأرجحت نتائجها بين ما هو سلبي وإيجابي ,تبعاً للدور الذي يقوم به, وقدرته على التأثير والفعالية ,وتالياً كيفية تعامل الشباب معه وقدرتهم على بلوغ حد التوازن ما بين المعرفي والترفيهي فيه, وانحيازهم لجانب دون آخر, وبالتالي فقدان بوصلة الفائدة المرجوة منه.‏

هلا شابة في العشرين من عمرها تختصر حياتها في كلمة واحدة :(انترنت) فهي تقضي أكثر من عشر ساعات يومياً أمام الكمبيوتر ,لدرجة تقول : إنه أصبح صديقها الذي تلجأ إليه هرباً من حالة الفراغ التي تعيشها بعد أن رسبت في امتحانات الشهادة الثانوية ولم تعد الكرة.‏

بالمثل تتفق غادة مع صديقتها هلا بالولع باستخدام الانترنت إلا أن لها أسباباً مختلفة لهذا الولع تقول غادة: ( لدي صديقات تزوجن عن طريق الانترنت, ولذلك أتسمر أمام الجهاز , بحثاً عمن أحاوره وأتفق معه,ما المانع أن أجد شريك حياتي بهذه الطريقة?التواصل مع أصدقاء أجانب عبر التشات).‏

هذه كانت الفائدة التي تراها غادة من الانترنت,أما هلا فالفائدة التي حققتها من استخدام الانترنت هي ,كما تقول:( تقوية لغتها الانكليزية,نتيجة دخول مواقع تترجم الأجنبية إلى اللغة العربية,إضافة إلى التواصل مع أصدقاء أجانب عبر التشات).‏

من يستمع إلى الشابتين يستطيع التوصل إلى ما آل إليه حالهما مع الانترنت فقد استطاع أن يؤثر على عمق معرفتهما وإدراكهما لواقع الحياة لتكون ثقافتهما الوحيدة هي حرفيتهما في استخدام الانترنت والإدمان على استخدامه, وبكل الأحوال لا يمكن تعميم حال الفتاتين على جيل الشباب بأكمله, فالمهندسة ريم, مثلاً ,ترى أن( الانقياد الأعمى وراء ما يقدمه الانترنت قد يجعل الشخص عبداً لها),مؤكدة :( أستطيع أن أحقق أكبر قدر من الفائدة من خلال الحصول على معلومات عبر الانترنت تفيدني في مهنتي, دون أن أجعل منها مادة للإدمان).‏

الانترنيت بالنسبة للشاب علي ( نافذة حقيقية على العالم, من خلاله يستطيع أن يجمع أخبار الدنيا وأحوالها في شاشة كمبيوتره),يعترف علي بأنه يجلس ساعات طويلة أمام جهازه, يبحث في مواقع الانترنت,عن كل جديد ولاسيما تلك التي تتعرض لتحليلات السياسة وأهلها.‏

ومهما تعددت فوائد الانترنت وإغراءاته ومهما بلغ تأثيره في تشكيل مدركات وسلوكيات البعض إلا أن كثيراً من الشبان لا يعني لهم الانترنت شيئاً فصلاح طالب يعتبر الانترنيت شيئاً ثانوياً تماماً في حياته أما صديقه إياد فيشعر بأن تقنيات الخليوي أفضل بكثير فيما يخص الاتصالات فهو لا يرى في الانترنت إلا مجرد وسيلة للتعرف على الأصدقاء وهذه الغاية أمنتها له خطوط الخليوي عبر الارسال sms إلى الشريط المتحرك في أسفل شاشة الفضائيات الغنائية.‏

الرؤية الكاملة لحال الشباب والانترنت.كشفت عنها دراسة علمية قام بها مركز الدراسات والبحوث الشبابية التابع لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة, في عملية مسح وتحليل لواقع الشباب السوري ( من 13 إلى 35 سنة) وأهم قضاياهم ومشكلاتهم وطبيعة احتياجاتهم, شباط ,2006 من خلال عينة بلغ حجمها 9350 شاباً وشابة متوقع تواجدهم ضمن 5000 أسرة, حيث دلت الدراسة كما أشار الأستاذ ملاز مقداد رئيس الإعلام والبحوث في اتحاد شبيبة الثورة إلى أنه عند تتبع اهتمامات والميول التي يمارسها الشباب في حياتهم اليومية من العينة, تبين أن تصميم مواقع على الانترنت في الترتيب التاسع وسط عشرة اهتمامات غيرها, ودلت الاحصائيات إلى النسب التالية من العينة:‏

-استخدام الكمبيوتر كاهتمام: الذكور ( كثيراً 3,5) , (دائماً7,2).‏

الاناث( كثيراً 5,0),(دائماًً 3,4).‏

-استخدام الكمبيوتر من أجل الانترنت: الذكور (كثيراً 4,5) ( دائماً 4,5).‏

الاناث ( كثيراً 2,3) ( دائماً 2,2).‏

-المواقع المفضلة للشباب:‏

2,2% من مجموع الشباب وكان هؤلاء أكثر تفضيلاً للثقافة العلمية بالدرجة الأولى, والثقافة الاجتماعية بالدرجة الثانية,والدراسات الاخبارية بالدرجة الثالثة, المنتديات بالدرجة الرابعة, الألعاب بالدرجة الخامسة.‏

بينما تتجاوز نسبة الشباب الذين يهتمون بأي موقع بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع 2,3 % من المجموع.‏

أما الشباب الذين يستخدمونه صدفة 2,9% وكان هؤلاء الشباب نسبياً يعطون تفضيلاً للمواقع الاخبارية والثقافية والاجتماعية وكان الذكور أكثر اهتماماً من الاناث بجميع المواقع.‏

النسب السابقة تشي بحال استخدام الكمبيوتر وبالتالي حال استخدام الانترنت المحدود في بلادنا وسط الشباب, وهو حال لاينفصل عن واقع استخدام هذه التقنية في البلاد العربية على نحو عام ,ولعله من المفيد أن نبدأ بحل ما تشوه من علاقة الشباب مع الانترنيت , قبل أن تتسع دائرة استعماله و يصعب معها تلافي عيوب الاستخدام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية