تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نحو برلمان عربي فاعل

قضايا الثورة
الثلاثاء 27/12/2005م
أحمد ضوا

تفتتح اليوم بمقر الجامعة في القاهرة أعمال الاجتماع التأسيسي للبرلمان العربي الانتقالي في مرحلة دقيقة وحساسة, العرب فيها بحاجة ماسة لتكريس العمل المشترك وتوسيع دائرة التعاون والتضامن وإخراجها من سياق الخطابات إلى ميدان العمل الجدي والفعلي.

ونظرا لكون هذه الخطوة المهمة هي الأولى التي تمخضت عنها المشاورات العربية في السنوات الخمس الماضية لإصلاح الجامعة العربية, فهي المؤشر لكل الخطوات اللاحقة والفيصل في قراءة مستقبل الجامعة كمؤسسة عربية ترفع شعار ضرورة اصلاح الشأن العربي ونقله من حالة الركود والتشتت إلى أخرى تسهم في درء الأخطار والتحديات المحدقة بالأمة من كل صوب .‏

طبعا من الخطأ الحكم على هذه الخطوة بالفشل قياسا إلى ماسبقها من محاولات لم تلق النجاح على أكثر من صعيد, ولكن التحذير من الإخفاق ربما يكون بأهمية النجاح لما له (لا قدر الله )من تداعيات سلبية على التعاون والتضامن الذي تنشده غالبية الحكومات العربية بالقول لا بالفعل .‏

الصلاحيات السبع التي أقرتها قمة الجزائر الأخيرة للبرلمان العربي ومن أبرزها مناقشة تعزيز العمل المشترك, وإيلاء الاهتمام للتحديات, ومناقشة الاتفاقات الجماعية, وإن كانت قابلة للإضافة تعطي المشككين بنجاح هذه الخطوة حججا للدفاع عن رؤيتهم والقول إن هذا البرلمان سيلاقي المصير المحتوم الذي آلت إليه باقي المؤسسات المقرة سابقا على رفوف الجامعة .‏

فالمفترض أن تجاري أو تقترب مهام هذا البرلمان الذي أصر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على اعتباره ( خطوة نوعية) في مسيرة العمل العربي المشترك الذي هو في حدوده الدنيا إن لم يكن معدوما مهام البرلمانات المشابهة في العالم كالاوروبي مثلا(دعونا نحلم) ويتمتع بصلاحيات واسعة وفعلية ذلك لأن الوضع العربي بحاجة ماسة إلى مؤسسات فاعلة وصاحبة قرار وهذا أمر يستدعي الوقوف عنده كثيرا و لا سيما في ظل بروز بعض السياسات المعطلة للعمل الجماعي العربي .‏

فمن الخطأ الكبير التعاطي مع هذه القضايا بنفس الأسلوب السابق أو التهرب من مواجهة هذه المسألة بالترحيل إلى اجتماعات وقمم قادمة, فاللجوء لمثل هذه الحلول يخلق المزيد من العراقيل والعقبات ويفتح الطريق لاحتمالات تغذي الشكوك وانعدام الثقة بمجمل الإصلاحات في آلية عمل الجامعة العربية ومؤسساتها .‏

التجربة المريرة مع العمل العربي المشترك طوال السنوات الماضية لا تمنح المزيد من التفاؤل, ولكن يبقى الامل قائما مادامت الأخطار تواجه الجميع دون استثناء, ومن الصعب مواجهتها بشكل انفرادي أوحتى بتكتلات جزئية, ومن المفترض أن يأخذ العرب بعين الاعتبار فوائد التكتلات الإقليمية والدولية على كافة الصعد وأهمية تفعيل تعاونهم للتمكن من استمرارية التعاطي مع هذه القوى التي عادت إلى منطق الهيمنة والسيطرة بجميع أوجهها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية