|
حديث الناس ففي حين انخفضت أسعار العملات الأجنبية, فإن أسعار المواد والسلع لم تنخفض تبعاً لذلك قد يكون هناك ما يبرر ارتفاع أسعار السلع المستوردة, لكن ما مبرر ارتفاع أسعار السلع المنتجة محلياً, كالخضار والفواكه والزيوت والفول والحمص وغيرها من المنتجات المحلية التي تعتمد على المواد الأولية المحلية!! فلو تتبعنا حركة تسويق سلعة كالحمضيات مثلاً, ابتداءً من الحلقة الأولى التي تبدأ عند المنتج مروراً بحلقات تجارة الجملة ونصف الجملة وصولاً الى تجارة المفرق, لوجدنا الفارق الكبير بين السعر الذي يبيع المنتج كيلو غرام الكرمنتينا بثماني ليرات ويشتري المستهلك الكيلو غرام ب30-35 ليرة,.. وأين يذهب هذا الفارق الكبير بين السعر الذي يبيع به الفلاح أو المزارع والسعر الذي يشتري به المستهلك, وهل يعقل أن يربح التاجر خلال ساعات أو أيام أضعاف ما يتقاضاه المنتج خلال عام كامل?! وهل يستحق تاجر المفرق لمجرد استجرار المادة من أسواق الهال أن يحصل على ربح يفوق ما يربحه المنتج بأضعاف?!َ وبدلاً من أن ينعكس ارتفاع الأسعار على المنتجين نراه يذهب الى جيوب التجار والسماسرة في ظل غياب الجهات التي يمكن أن تتولى عملية التسويق وتصدير الفائض من الإنتاج. وفي كل عام وخلال موسم قطاف الحمضيات تتكرر نفس المشكلة وتعلو أصوات الفلاحين شاكية من انخفاض الأسعار التي لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج, وقد تصل أحياناً الى حد الخسارة أو تحقيق ربح بسيط!! ومنذ سنوات نسمع وعوداً بحل هذه المشكلة وايجاد آليات لتسويق الحمضيات بأسعارٍ مجزية تنعكس ايجابياً على المنتجين ولا بأس أن يتوزع الربح على جميع الحلقات في سلسلة العملية الإنتاجية- التجارية وتحقيق التوازن بين طرفي المعادلة في حلقتيها الأولى والأخيرة, وإلا بقي الخلل قائماً وبقيت المشكلة هي نفسها منذ سنوات!! والذي ينطبق على الحمضيات ينطبق على التفاح والخضروات والفواكه وتأتي مناسبة الأعياد لتعطي التجار المبررات برفع الأسعار في ظل غياب أي رقابة للأسعار وترك عملية التسعير للتجار والسماسرة وخاصة تجار أسواق الهال الذين يحددون الأسعار في كافة المحافظات من خلال التنسيق فيما بينهم وتوجيه هذه الأسواق بما يتناسب ومصالحهم. أما شركة التخزين التي اندمجت مع شركة الخضار والفواكه وشركة اللحوم, فدورها محدود ولا تقوم سوى باستجرار كميات ضئيلة من الإنتاج الكبير من الحمضيات والخضروات والفواكه. فهل نعمل على خلق توازن بين طرفي المعادلة وننصف المنتج والمستهلك وهما الأضعف في سلسلة العملية التسويقية ?! |
|