|
رؤية أحمد فؤاد نجم الشاعر الزجال الذي كانت أزجاله تحرض على الانتفاضات الطلابية والشعبية. هو بحق منبر الوطن الجريء والجريح. أزجاله السياسية الجريئة دفعته إلى السجن لمدة عشرين عاماً, لكنه لم ينثن أو يلين, وهكذا المناضلون حقاً. منذ أبي ذر الغفاري. وأحمد فؤاد نجم لم يأت من فراغ. بل إنه سليل مدرسة عريقة من الزجل الشعبي السياسي الملتزم. فهو يواصل ما بدأه عبد الله النديم في مجلته (النديم), وما جاء به بعد ذلك بيرم التونسي من أشعار وأزجال أقضت مضجع المحتل الانكليزي لمصر, والحكم الملكي. فنفي خارج مصر عشرين عاماً. وعندما شكل أحمد فؤاد نجم ثنائياً فنياً مع الشيخ, نجم يكتب والشيخ إمام يلحن ويغني تلقفت الجماهير ما قدمه الاثنان بتعطش شديد. ذلك لأن الشاعر والمغني قدما ما ينبض به الشارع الشعبي من معاناة ولم يقتصر انتشارهما على الشارع المصري, بل امتد إلى الشارع العربي, كان وسيلتهما في ذلك شريط الكاسيت البسيط الذي استطاع أن يتفوق على وسائل الإعلام المتطورة. واستطاع أن يخترق الحدود والحواجز, ليصل إلى كل عربي. أحمد فؤاد نجم الذي يحل بيننا اليوم في دمشق ضيفاً عزيزاً, لا شك سوف نرشف جرعة رائعة من أزجاله التي طالما حركت وجداننا. |
|