|
ثقافة
الجمال الذي ارخت له وارست معالمه جدتنا ( عشتار) او ( فينوس) او (افروديت) الحسناء الكاملة التي ولدت من زبد البحر كما تخبرنا الاساطير السورية العتيقة وتحدثنا عن جمال موج الاوقيانوس الذي احتفل بخروج الآلهة الحلم لتظل الربة الحاضرة في مجمع الارباب فتبرزها النقوش واللوحات والتماثيل لنا : انثى تعتمر التاج وفوقها النجمة الثمانية تحمل بيدها الصولجان وترتدي مئزرا يكشف في معظم الاحيان عن النصف الايسر من كامل جسدها وفي كثير من الاحيان تقف فوق لبوءتين رمزاً لقوتها وسطوتها والى جانبيها تنتصب بومتان كرمز للموت والبعث فيما هي تشرئب بعنقها عارية وتحدق الى الزمن بعينين ثابتتين واثقتين?!! موسم انتخاب ملكات الجمال الذي عشناه مؤخرا بحذافيره على شاشات ( التلفزيون) وكالعادة الملكة الفائزة لا تنال رضى الجميع الذي يعتقد معظمهم بأن التاج يذهب لمتبارية حددت مسبقاً كمجاملة لبلدها.. في باريس في اللوفر ينتصب تمثال فينوس الشهير وقلة هم الذين يعرفون بأن النحات الذي نحته هو السوري ( فيديا) وقد نحته كصورة طبق الاصل عن جسد الجميلة السورية الفيلسوفة الشهيرة ( اسبازيا) وللمهتمين تمثال اسبازيا موجود في المتحف الوطني بدمشق وللمفارقة انها متدثرة بعباءة شرقية?! تمثال فينوس المكتنز الارداف ما زال يبهر العالم وتحديداً خبراء الجمال وتستوحى منه اهم اللوحات لعل سلفادور دالي اشهر عشاق هذا التمثال .. والى جواره وفي قاعة ليست ببعيدة لوحة الموناليزا التي افتتحت عهداً جديداً من الجمال الملتبس المبهم وكأن دافنشي اراد ان يعلن عن انوثة فائقة مختبئة وراء ملامح وجه عادي وسجل لنفسه مجد اشغال علماء الجمال في تحليل سر الموناليزا بل وكأنه ارخ للغز وليس لوجه جميل او عادي او قبيح كما تختلف الآراء حوله. الى ان جاء القرن العشرون الذي احتكر اشهر الجميلات اللواتي قدمتها له السينما على طبق من ذهب تتصدره مارلين مونرو ذات النظرة المغناج المتوسلة والاغواء الصارخ وبارد والشهوانية وكاترين دونوف الثلجية الملامح ومارلين دتيرش حيث الجمال ترافقه السيجارة?! وتوالت الوجوه الجميلة سمراوات وشقراوات وبين بين.. لكن كعادة الرسامين فإن بيكاسو اكتشف وخلد اهم الوجوه هو وجه الملهمة الاشهر بعد الموناليزا وجه صديقته اليوغسلافية ( دورامار) واصبحت ايقونة بيكاسو التي استوحى منها عشرات اللوحات الاكتشاف العبقري الذي اعلنه بيكاسو في هذا الوجه هو ( الحزن) فوجهها يسرب جوهر الوجود الانساني( الالم) وقد اعترف بيكاسو ان جميع الوجوه الانثوية التي حفلت بها لوحته الجدارية الشهيرة ( غرنيكا) جميعها مستوحاة من وجه واحد هو (دورامار). وهذه مشكلة ربما مستفحلة لدينا لكنها موجودة في كل بقاع العالم مع ا ختلاف السوسيولوجيا الخاصة بكل شعب وهذا ما اكد خبير الجمال في مجلة ( فوغ) العالمية للازياء وذلك في مقابلة له مع اوبرا حيث قال بأن النساء تحولن الى كائنات ترتدي الصنادل لا يبذلن اي جهد لارتداء ملابس تخفي الترهلات او تدل على حس انثوي انيق وذكر النموذج المثال في الستينات ( جاكي كيندي) التي كانت تعتني بتصفيف شعرها وارتداء التياور اينما تحركت وفي اي وقت وذلك كان حال معظم النساء اما الآن فان حال الاناقة مزر خاصة مع غياب الفساتين?! ومسابقات الجمال فشلت على نحو شبه واضح ومعلن بتقديم النموذج الذي ينال رضى الجميع وعلى المستوى العربي وحدها لبنان واظبت على تقديم ملكة سنوية لكنها فشلت باعادة تجربةملكة الكون (جورجينا رزق) ..? يبدو ان ( الجمال ) بحد ذاته رفيق مفترض للبشرية لكنه اما خائن او يتم تخوينه على ايدي مصممي الزي والنموذج الفضائحي الذي يخاطب الغريزة.. حتى الازياء الشعبية المسماة ( فلكلورية) غابت لصالح التمدن العشوائي الهجين مثلا استبدلت العباءات البدوية المذهبة ( بجلابيات) مستوردة من الصين وتايوان مزينة بتنانين ونباتات صينية لا علاقة لها بنا .. يبدو ان ميزة مطلع الالفية الثالثة ان : البشرية تعلن عن فذلكاتها دفعة واحدة بحيث تضمن اننا حين نفيق من الصدمة.. سيكون كل شيء قبيح اصبح امرا واقعا ..لا محالة... ترحموا على جدتنا عشتار.... |
|