تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أصدقاء بايدن «الرائعون» !!

البقعة الساخنة
الإثنين 6-10-2014
علي نصر الله

بغض النظر عن اعتذارته فقد قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبل يومين ما قال في جامعة هارفارد عن أصدقاء إدارته الرائعين ( الأتراك، السعوديون، الإماراتيون وغيرهم ) من أنهم قدموا الدعم لتنظيم القاعدة الإرهابي وللتنظيمات المرتبطة به في سورية؛ ومن أنهم قدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح، سكت الأعراب لكن العثماني المجرم والاخواني الإرهابي ما سكت؛ وحاول الرد على بايدن بالنفي!.

الآن .. الآن يجب على حشد الأكاديميين الأميركيين الذين حاضر فيهم السيد بايدن في هارفارد أن يدفعوا الشخصية الثانية في إدارتهم - احتراماً لعقولهم المكنوزة معرفة وفلسفة ومنطقاً علمياً - لتقديم أدلته القاطعة على تورط وانخراط حكومة أردوغان على الأقل بدعم الإرهاب طالما أنه لم يسكت على فضيحته وأراد التطاول على مشغليه وأسياده.‏

وعلى بايدن ذاته أن يلجأ إلى هذا الخيار لدفع التهمة عن بلاده إذا كان حريصاً على سمعتها الملطخة بصناعة الإرهاب وليس دعمه فقط، وما لم يسع نائب الرئيس الأميركي لإثبات زعمه الذي يعرفه العالم ويمتلك الروس وغيرهم الكثير من الحكومات والسياسيين وإدارات المصارف والعاملين في تجارة السلاح الأدلة التي تثبت صحته ودقته، فإنه وإدارته سيبقيان في دائرة الإدانة والاتهام؛ وسيكون كمن يقدم أدلة الإدانة والاتهام على ذاته.‏

هذه ربما هي الحدود الدنيا المطلوب فعلها من قبل الإدارة الأميركية، وطالما أنها تتنطح لقيادة الحرب على الإرهاب فعليها أن تقدم مجموعة الأدلة التي تدين داعمي الإرهاب إلى مجلس الأمن الدولي، وأن تلزم الأمين العام للأمم المتحدة بتضمين تقريره كل المعلومات التي بحوزتها، وأن تدفعه إلى تقديمه للمجلس اليوم قبل الغد؛ لا أن تنتظر مرور ال / 180 / يوماً التي تحدث عنها القرار 2178 ، وما لم تفعل فإنها تكون كمن يكشف لعبته وخيوطها والأوراق بهدف خلطها لا بهدف تصويب المسار وقول الحقيقة المتصلة بالحرب على الإرهاب.‏

نعرف؛ ويعرف معنا العالم كله أن شيئاً من هذا وذاك لن يحصل، لا لأن الإدارة الأميركية لا تملك المعلومات؛ ولا لأنها ستنسحب طواعية من السجال مع اللص أردوغان، لكنها لن تفعل شيئاً من كل ما تقدم لأنها تكذب وتنافق في سياساتها وممارساتها؛ ولأنها لا تمتلك إلا إرادة فعل الشر؛ ولأنها ستكمل في هذا الطريق الذي رسمته هي والصهيونية منذ زمن بعيد؛ وهو ما سيجعلها تحتاج بالمستقبل مجموعة الأصدقاء الذين وصفهم بايدن بالرائعين .. وهو قبل غيره يعرف كم كان «رائعاً» بنظر الصهاينة والسلاجقة الإرهابيين، وكم ستكون إدارته «رائعة» معهم إذا واصلت العمل وتوزيع الأدوار بينها وبينهم!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية