تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وغداً تشرين آخر

نافذة على حدث
الإثنين 6-10-2014
ريم صالح

هو تشرين العزة والفخار جاء اليوم ليشهد في عيده على ملاحم الغر الميامين الذين غيروا وجه الزمان ووقفوا بوجه أعتى غيلان الإرهاب والإجرام وسحقوا المحال وقالوا للصهاينة بالأمس ولـ»ربيع النعاج» وأسياده اليوم كلمتهم فكان.

واحد وأربعون عاماً مرت ومازال جيش تشرين يسطر أروع البطولات والانتصارات، لم تفتر عزيمته، ولم يخنه إيمانه بأن «قوة الحق» أبقى وأمضى من «حق القوة» وبأن من حطم أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر» قادر اليوم بإرادته وثباته على دحر كل الأساطير «الأوبامية» والخرافات»الأردوغانية» والأساطيل «التحالفية»، وبأن سورية التي قلبت الطاولة على الصهاينة في تشرين التحرير ووضعت حداً لأوهامهم التوسعية الإستيطانية المزمنة وباغتتهم من حيث لم يحتسبوا وفاجأتهم بهزيمة ما زالوا يتجرعون مرارتها إلى الآن بأنها ستغير خارطة العالم وتعيد رسمها من جديد على توقيت الميدان السوري وصيحات حماة الديار وهرولات «جرذان الأنفاق».‏

السادس من تشرين الأول ليس مجرد ورقة في روزنامة الأيام بل هو لوحة انتصار خالدة خطت بريشة التضحية والفداء وحبرت بمداد الدم السوري الزكي وعَرَت «المستعمر والمستنعج والمرتهن» الذين يلبسون اليوم ثوب التآمر ذاته وإن اختلفت ألوانه ومقاساته وتصميماته.‏

في بلاد «العم سام» و«واحته الديمقراطية» و»محمياته النفطية» ثمة من كان يرصد هذا النصر التشريني ويعمل على مصادرته ويضع الخطط ويرسم السيناريوهات ويوزع الأدوار ويستبدل الدمى الوهابية بإخوانية بداعشية بخوراسانية ويمزج بينها إن اقتضت الضرورة ،هم لم يقرؤوا التاريخ السوري ولم يستفيدوا من دروسه وعبره وحكمه بأن من طرد المحتل العثماني والمستعمر الفرنسي ومرغ أنف الصهيوني عام1973وصمد ثلاث سنوات ونيف بوجه 83 دولة وآلاف التكفيريين الظلاميين ورد كيدهم إلى نحورهم وطهر الأرض من دنسهم سيبقى الرقم المستحيل الذي لا يمكن تجاوزه أو إلغاؤه شاء من شاء وأبى من أبى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية