|
ثقافة
لربما اكثر من ذلك لكن الحياة لن تتوقف لانهم يقدمون ارواحهم من اجلها ولها، لكل طفل وكل امرأة ورجل، ابطال حرب تشرين التحريرية هاهم الان يرسمون الدرب من جديد يعيدون اليه ألقه وبريقه ويصنعون للامة كل الامة مجدا مكللا بالغار والرياحين وحبات القمح وبسمات الاطفال وزغردات امهات يزرعن ابناءهن شهداء على دروب الحرية، مهما كان الشهيد ومهما كانت التسميات فإننا مقصرون تجاه تضحياته الهائلة التي لا يمكن لاي تضحية اخرى ان تصل الى اعتابها, قرابين الشهداء التي ما انتهت ابدا منذ ان كان الانسان السوري على هذه الارض سيدها وفاديها وحاميها، ولم ولن تنتهي ابدا ففي المواكب الكثير الكثير من قوافل الوعد والعهد وهم قادمون لرسم ملامح النصر الاكيد،أي اديب او مبدع لم يعطر قلمه او حبره بشيء من مداد هم المقدس فإن ابداعه سيبقى باردا باهتا لا معنى له ابدا. لان الابداع هو نسغ الحياة وملحها والشهادة والشهداء هم القديسون الحقيقيون الذين لولاهم ما كنا هنا وما كنا لننعم بالوطن الآمن، ابطال تشرين كما رآهم الشاعر الراحل سليمان العيسى هم دروبنا الى الخلود وكيف لا وعند هامات الشهداء تلاقى الله والبشر... قال الشاعر سليمان العيسى: ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا عند الشهيد تلاقى الله والبشر ناداهم الموت فاختاروه أغنية خضراء مامسها عود ولاوتر تقدس المطر المجدول صاعقة وزنبقا ؛ ياشموخ الأرض يامطر لاتفلتي قبضة التاريخ عن غدنا أطفالك السّمر ياصحراء قد كبروا ريش على صهوات الرّيح فجّرها بالمعجزات وريش راح ينتظر تعانق النسر والتاريخ ملحمة وكبّرالعشب والينبوع والحجر تعانق الفارس المقدور من ألم والتل ّ؛ فالعاشقان التلّ والشّرر وأينعت بالدم الجولان وانضفرت سيناء ؛ ياروعة الاكليل ينضفر سرّ الصحارى وسلها كلما يبست من أين ينبع فيها الظلّ والشجر ؟ افتح جناحيك ياتشرين ؛ مدّهما على الرياح وخلّ الأرض تستعر تشرين لم ينته الشوط الذي بدأت خيولك البيض.. في الميدان من نفروا في خندق النار مازلنا؛ وتعرفنا خنادق النارعن قرب وتذّكر قل للحضارات: لن تمحي بزوبعة سوداء تطغى ؛ فتستعلي ؛ فتنكسر قل للغزاة: كأسلاف لكم ؛ خبر أنتم على أرضنا ان تنتفض ؛ خبر لأننا - وجذور الشمس في يدنا - نقاتل الحلك الباغي سننتصر نعم سلام لك ايها الشاعر في عليائك وطوبى لكم ايها الشهداء فأنتم الوعد الحق والكلمة التي كانت في البدء وستبقى لانكم من روح اليقين، ولا يقين اكثر من الفداء والتضحية من اجل ان ينعم ابناء الوطن بالحرية، ومن اجل شجر التين والزيتون والعنب، من اجل قطرة ماء ورغيف خبز معجونة بطهر الامهات ونبل العطاء، سلام لكم ايها الشهداء ها هي اجيال واجيال تسير على دروبكم ولن تترك للغربان ان تعشعش في ارضنا، وسنبقى نردد معا خير المطالع تسليم على الشهداء. |
|