تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حـــزب العمــــل الكــــوري.. «69» عـــــامـــــاً مـــــن النضــــــال

الثورة - خاص
أخبــــــــــار
الإثنين 6-10-2014
تحتفل جمهورية كوريا الديمقراطية بالـذكرى 69 لتأسيس حزب العمل الكوري، الذي تأسس عام 1945 بمبادرة من الزعيم الراحل كيم إيل سونغ، وقاده بعد ذلك الرئيس كيم جونغ إيل.

ما إن أبصر الحزب نوره، حتى طرح مهمته العاجلة للقيام بالثورة الديمقراطية المناهضة للامبريالية والاقطاعية، وقاد الشعب إلى بناء المجتمع الجديد، ففي العام التالي من تحرر البلاد، حرص على تنفيذ كل الإصلاحات الديمقراطية مثل الإصلاح الزراعي وتأمين الصناعات الرئيسية والمساواة بين الجنسين.‏

كما قام بتقوية الجيش الثوري الشعبي الكوري الذي حرر كوريا بطريقة حرب العصابات الممتدة إلى 20 سنة ضد الإمبرياليين اليابانيين، وتطويره إلى الجيش الشعبي الكوري، بصفته قوات مسلحة نظامية، وعني بتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية 9 أيلول 1948 وهي أول دولة ديمقراطية شعبية في الشرق. فإن صورة كوريا التي كانت مجتمعاً مستعمراً متخلفاً شبه إقطاعي تغيرت من أساسها لمدة قصيرة من الزمن بعد التحرر.‏

ولكن الحرب الكورية 1950 - 1953 التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية وضعت عقبات خطيرة أمام تقدم حزب العمل الكوري. حاولت الولايات المتحدة وقوى 15 دولة تدور في فلكها خنق هذه الجمهورية الفتية في مهدها. دعا حزب العمل الكوري جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب إلى الحرب العادلة من أجل الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله، حتى دافعوا عن سيادة الدولة وكرامتها بشرف، بعد أن ألحقوا بالولايات المتحدة التي كانت تتبجح بأنها «أقوى» دولة في العالم، أول هزيمة في تاريخها.‏

وبعد الحرب، استنهض الحزب جميع أبناء الشعب وقادهم إلى النضال من أجل إعادة التعمير والبناء، وكذلك إرساء الأسس الاشتراكية.‏

وطرح الحزب الخط الرئيسي لبناء الاقتصاد، الذي يتمثل في إعطاء الأولوية لتطوير الصناعة الثقيلة، مع تطوير الصناعة الخفيفة والزراعة في آن واحد، وقادة النضال لتنفيذه، وبقيادة حزب العمل الكوري، حققت كوريا بنجاح التعاون الزراعي وتحويل الصناعة الحرفية الفردية والتجارة والصناعة الرأسماليتين على النهج الاشتراكي، لمدة قصيرة من الزمن، حتى أقيم النظام الاشتراكي تماماً في آب عام 1958، وحول حزب العمل هذا البلد إلى دولة صناعية اشتراكية بمدة 14 سنة فقط، بأحداث نهضة ثورية كبرى تشمل الشعب كله تسمى «حركة تشوليما».‏

وفي تشرين الأول عام 1980، طرح حزب العمل الكوري في مؤتمره السادس المهام الرئيسية والأهداف العشرة المنظورية للبناء الاقتصادي الاشتراكي والتي وجب تنفيذها في الثمانينيات من القرن الماضي، فاذا بلغت كوريا هذه الأهداف، دخلت بجدارة من دون شك في صفوف البلدان المتقدمة في تطور الاقتصاد.‏

لكن حزب العمل الكوري فوجئ بالحوادث الطارئة منذ أواسط الثمانينيات، إذ أن عواصف «الإصلاح» و»إعادة الهيكلة» اجتاحت الأحزاب الحاكمة في البلدان الاشتراكية المختلفة، بما فيها الاتحاد السوفيتي السابق، حتى انتكست الاشتراكية فيها واحدة بعد الأخرى، وعلى ذلك فقد حزب العمل الكوري حلفاءه السياسيين والسوق الاشتراكية، استفادت القوى الامبريالية من هذه الفرصة، لتركز هجومها العام المعادي للاشتراكية على كوريا وأسوأ من ذلك ان توفي مؤسس حزب العمل الكوري، الرئيس كيم ايل سونغ الذي يقوده طوال ما يقرب من خمسين سنة في تموز عام 1994، وما يزيد الطين بلة ان كوريا اضطرت الى التعرض للكوارث الطبيعية المتكررة التي لم يكن لها مثيل، كان كل ذلك محناً قاسية لم يرها هذا الحزب من قبل.‏

أعلن حزب العمل الكوري رسمياً عن انطلاق كوريا إلى طريق بناء الدولة القوية المزدهرة الكبرى، من خلال المقالة الافتتاحية المشتركة للصحف الرئيسية، بما فيها صحيفة الحزب، الصادرة في الأول من كانون الثاني عام 1999. يقول الكوريون ان هذه الدولة تعني بلداً قوي القدرة الوطنية، وثري كل الاشياء، ويعيش فيه جميع أبناء الشعب برخاء، من دون اشتهاء ما لدى غيرهم، وكان ذلك رغبة الرئيس كيم ايل سونغ طول عمره، مؤسس كوريا الاشتراكية، فيستنهض حزب العمل الكوري بقوة الحزب والدولة والشعب كله للنضال من أجل فتح بوابة تلك الدولة حتماً في عام 2012 الذي يصادف الذكرى المئوية لميلاد الرئيس، تركز كوريا اليوم كل جهودها على بناء الاقتصاد، في ظروف بلوغ قدرتها السياسية والفكرية والعسكرية مستوى الدولة القوية المزدهرة الكبرى، فإنها تدفع تطور الاقتصاد الوطني المستقل قدما بقوة، عن طريق تنشيط الصناعة، وزيادة الانتاج الزراعي وتوسيع بناء أراضي الدولة، وتطوير العلوم والتكنولوجيا وغيرها.‏

تحت قيادة حزب العمل تشهد كوريا انجازات مدهشة في بناء الدولة الاقتصادية القوية، فقد اطلق القمر الصناعي الجديد «كوانغ ميونغ سونغ رقم3-2» الى الفضاء في العام الماضي، واكمل نظام إنتاج حديد زوتشيه دون استخدام فحم الكوك ابداً، ويحدث التصاعد غير المسبوق في الانتاج، نتيجة لإدخال تقانة التشغيل الرقمي الرائدة بالكمبيوتر على نطاق واسع.‏

القائد كيم جونغ وون للحزب الأم‏

يسمى أبناء الشعب الكوري حزب العمل الكوري الذي يستقبل الذكرى التاسعة والستين لتأسيسه في اليوم العاشر من تشرين الأول.. القائد العظيم له الأمين الأول كيم جونغ وون.‏

وهنا جزء من الكلمة التي ألقاها القائد كيم جونغ وون في العرض العسكري للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الرئيس كيم إيل سونغ، الجاري عقب انتخابه أميناً أولاً لحزب العمل الكوري 11/4/2012.‏

عزم حزبنا وتصميمه الأكيد هو عدم إجبار شعبنا، أفضل شعب في العالم، الذي يدعم الحزب بإخلاص، متغلباً على كل المحن، على شد أحزمتهم مرة أخرى على البطون، بل جعلهم يتمتعون بنعم الاشتراكية وترفها بملء رغبتهم.‏

يمثل حب القائد للشعب نقطة انطلاق لجميع تفكيراته و نشاطاته، وأعلى مبدأ وأسمى هدف لسياسته.‏

يوصي القائد الكوادر بأن يضمنوا مصالح الشعب أولاً وقبل كل شيء وبصورة مطلقة، ويركضوا حتى تبلى أحذيتهم من أجله.. وهذا مطلب مفروض عليه أيضاً.. مثال دامغ على ذلك هو توجيهاته الميدانية التي قام بها لبناء متنزه رونغرا الشعبي الذي أكمل في شهر تموز الماضي. زار القائد موقع بنائه ثلاث مرات في مدة تزيد على الشهرين قليلاً، وأعطى تعليماته المفصلة لبنائه متنزهاً جامعاً بالدرجة الأولى في العالم. زاره قبل تدشينه بيوم واحد، وتجول في أنحائه، مثل ساحة الجوف المصغرة، والملاهي المائية، وقاعة الدلفين واحدة وواحدة، وأعار اهتماماً دقيقاً حتى لا تشهد فيها أتفه نواقص، بعد أن حضر حفل تدشينه، عبّر عن ارتياحه الكبير لبنائه بروعة، بوصفه مكاناً للاستراحة الثقافية للشعب، وهو يسمع ضحكات الشعب من كل حدب وصوب من المتنزه.‏

إن حزب العمل الكوري الذي يتمتع بقيادة أمينه الأول كيم جونغ وون، سيشرف النصر خالداً وهو يحظى بالتأييد والثقة المطلقة من الشعب، باعتباره حزباً أماً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية