|
اقتصاد عربي دولي الفساد يعني غياب الشفافية, ويعني توقيع عقود فوق الطاولة تختلف قيمتها الحقيقية عن تلك المكتوبة بحبر سري بين «البائع والشاري» وهذه كلفت جمهورية الكونغو الديمقراطية على سبيل المثال نحو 1,3 مليار دولار في قطاع عقود التعدين، وفي عامين فحسب،مايعادل ضعفي ميزانيتي الصحة والتعليم في هذه الدولة المنكوبة،فما بالنا إذا تتبعنا العلقة الأوروبية الأمريكية التي دأبت على سرقة طعام الأفارقة وغدهم لإدمانها التوقيع بالحبر السري. في سياسة المصالح التي لايفقه غيرها أولو الاقتصاد العالمي تقرأ العجب العجاب، فتصور أن نصف مليون عامل ممن يعملون في قطاع تعدين النحاس في زامبيا ،المنكوبة بالفساد أيضا ، يدفعون ضرائب أعلى من تلك التي تدفعها كبرى شركات التعدين المتعددة الجنسيات(من الدودة الكبيرة ). المقدمات تتسق أبداً مع النتائج، فحيث لاحوكمة ولاشفافية تتحول البلد شيئاً فشيئاً الى بقرة حلوب ,وتتحول كذلك الى قطب نابذ للاستثمار وطارد للرساميل، وعليه لاعجب ان تشهد خاصرة القارة الإفريقية «نزيف أموال غير مشروعة» ولاغرابة ان يقترب المبلغ النازف من 1400 مليار دولار خلال الثلاثين عاما الماضية( المنتهية في 2009 ) والرقم يمثل أربعة أضعاف ديون القارة الملتهبة فقراً ويقترب من إجمالي ناتجها المحلي. «إفريقيا تفقد من خلال هذه الثغرات ضعف ما تحصل عليه من المانحين» هو توصيف معدي(تقرير تقدم إفريقيا) الاممي. ايضاً لاعجب في التوصيف، فالمانحون «الكبار» وباستثناء اليابان هم ممن يتخذون من «أمير» ميكافيلي الها لايعبدون سواه وبالأخص في تلك الجزئية التي تقتضي على الأمير ان يتمسك ببقرته الحلوب «دون النظر الى الوسائل». |
|