|
الاندبندنت الا وضع اللائمة على الاستخبارات البريطانية متهما اياها بتضليلية علما ان تقارير اجهزة تجسس المملكة المتحدة حول هذا الموضوع نشرت قبل ايام على شبكة الانترنت اتهام بلير هذا حكومة بغداد بامتلاك اسلحة دمار شامل اورده تحقيق شيلكوت الاخير الذي رفعته ادارة الاستخبارات البريطانية امام محاكم المملكة مؤخراً ليكشف التحقيق الفضيحة على لسان ضابط تلك الاجهزة الاستخباراتية كيف ان بلير ظهر قبل يوم واحد من قيامه بزيارة الرئيس جورج بوش الابن آنذاك بأنه لا علاقة له بهذه التهمة وكان اللقاء المذكور في نيسان 2002 ثم عاد من الولايات المتحدة وقد طرأ تغيير على سلوكه اذا اصدر امراً بأعداد ملفات يرغب باستخدامها لتبرير زج القوات البريطانية في الحرب على العراق . ويعري تقرير تشيلكوت اسلوب بلير في اتخاذ قراره هذا وتتهمه المحكمة بادراك وفهم ما وجهه الاخير من اتهامات فيما بعد لحكومة القذافي لان ليبيا كذلك تشكل تهديداً حقيقياً على الغرب. وانتقد التقرير كذلك معرفته بالذرائع التي اوردها لإقناع البرلمان البريطاني بامتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل انطلاقا من ان تلك الاسلحة هي المخرج الوحيد له وتم تسجيل محادثات بلير حول هذا الموضوع يوم 4 نيسان 2002 اي قبل ان يتوجه الى تكساس ويمضي اسبوعا برفقة بوش الابن بشكل منفرد وكان العميل السري سيس 4 وهو من ابرز ضباط جهاز الاستخبارات البريطانية قد ادلى بتلك المعلومات خلال جلسة مغلقة خلص بها الى القول ان بلير يدرك ان تصريحه بامتلاك طرابلس الغرب اسلحة دمار شامل يعتبر اكثر تهديداً للغرب مما تشكله اسلحة بغداد وهو اعتراف صريح لبلير ليتم التركيز على العراق اولاً ثم ليبيا ثانياً. ففي التاريخ المذكور مطلع نيسان 2002 اكتشفت الاستخبارات البريطانية ان الحكومة الليبية تنشط برنامجها النووي سراً حسب ما افاد السير ريتشارد احد كبار ضباط جهاز الاستخبارات البريطاني هذا في حين يتابع ضابط بريطاني اخر زميله يعمل في حقل الجاسوسية استجوبته كذلك محكمة لندن مؤخراً لم يذكر اسمه تقرير تشيلكوت ان العراق لم يملك يوماً اسلحة نووية قادرة على تحقيق الدمار الشامل وانما بقايا نفايات نفطية كيميائية فحسب. فمن المؤكد ان استضافة بوش الابن لـ “بلير “ في تكساس حيث تقع مزرعة الرئيس الامريكي الاسبق كان لها تأثير كبير على هذا الاخير وعلى تفكيره بشكل اساس وفي خلوة تثير الشبهات لم يشارك فيها اي من مستشاريهما اجتمع بوش الابن وبلير بمفردهما ليخرج على اثرها رئيس حكومة لندن شخص اخر حسب ما افاد الادميرال البريطاني بوسيبوتس رئيس الفريق المسؤول عن شؤون الدفاع السابق المرافق لـ “بلير” يومئذ. وسيتعرض رئيس الوزراء البريطاني الاسبق للمساءلة عندما سينتهى التحقيق في تقرير تشيلكوت اواخر هذا العام . وقد صرح “ اليفين لييد “ احد الذين تسلموا وثيقة مشاركة القوات البريطانية في غزو العراق وهي موقعة من بلير ان هناك اسراراً اخرى سيتم كشفهما لاحقاً وتؤكد اثر لقاء بوش مع بلير 2002 ان هذا الاخير عقد العزم على خوض حرب العراق خلال اقامته في مزرعة كراو فورد وقد قلب الرئيس الامريكي رأس بلير دفعة واحدة بعد ان اغرم بنجومية بوش الابن فقبل هذا اللقاء كان الشأن العراقي يأتي في اخر سلم اهتمامات لندن كما ظهر في تحقيقات تشيلكوت لتتعرض اجهزة الاستخبارات البريطانية لضغوط خاصة اثر عودة بلير من تكساس وقد طلب من ادارتها دعمه والوقوف الى جانبه في الحرب على العراق علماً ان تلك الادارة لم تكن شهيتها مفتوحة على الحرب كما اعترف العميل السري البريطاني سيس 4 فمعظم من كان معنا يضيف هذا العميل استغربوا تصرف رئيس حكومة لندن هذا لأنه اصبح عندهم ادراك بحجم الكارثة التي حلت بشعب المملكة المتحدة جراء مشاركة بلادنا في حرب العراق. اما بالنسبة لمختبرات السلاح الكيميائي العراقية فلم تكن سوى كذبة تم تسويقها للرأي العام الغربي وقد اصدرت لجنة تابعة للاستخبارات البريطانية في اذار 2002 مذكرة تفيد ان العراق غير قادر على انتاج اسلحة نووية مع استمرار فرض الغرب عقوبات اقتصادية عليه ويعقب العميل سيس 4 ان التصريح بوجود اسلحة دمار شامل في العراق كما في ليبيا استخدم كذريعة لخوض القوات الاطلسية الحرب في المنطقتين . ويعلق كاتب هذا المقال “توبي دوج” من معهد الدراسات الاستراتيجية على التحقيقات الجارية حالياً ضد رئيس حكومة لندن الاسبق قائلاً: “ستنقض” الاستخبارات البريطانية على بلير لأنه اساء استخدام صلاحياته . |
|