|
نافذة على حدث وهو أن رأس المؤامرة الولايات المتحدة، تنساق رغم أنفها إلى ممارسة سلوك جديد تجاه الأحداث في سورية بقبول حل الازمة سياسياً بينما إسرائيل ومنظمة إيباك تراقبان من كثب، و حلفاؤها في المؤامرة في حيرة من أمرهم وخاصة تركيا وقطر. ومع ذلك فالأوساط العالمية لا تعول في قناعتها كثيراً على أن أميركا كانت في يوم من الأيام يُعقد عليها ولو بارقة أمل. ويتبين أن أكثر ما تبقى من هذه «المؤامرة» هو إكمال التخريب البطيء في سورية، ولكن الدول الغربية- على حد قول الكاتب الغربي بيير دورتيغوييه- لا تملك الوقت للاستمرار في «العدوان» وأن عدم مشروعية النزاع على حد قوله بدأت تصبح أكثر وضوحاً في وسائل الإعلام الغربية التي ترى أن أزمة عدم مصداقيتها تتسع بشكل مهول. ولكل ذلك اكتشف الغرب من أجل الخروج من هذا المأزق أن الضرورة تقتضي اللجوء إلى بوتين صاحب الوزن الحقيقي في الحل السياسي واحترام مواقف حليفته سورية وعقد اجتماع جنيف. وطبقاً لعدم مشروعية العدوان التي راحت تشعر بها الشعوب الغربية بقوة، تغدو كل القرارات التي اتخذتها دول أوروبا وأميركا بالعقوبات على سورية وقرارات الجمعية العامة العديمة الجاذبية والفاقدة للوزن كلها غير مشروعة، وكذلك أدوات العدوان بدءا من تنظيم الإخوان المسلمين إلى المعارضة الخارجية التي تدعي العلمانية غدت لهم أن لا شرعية لها ولذلك عمل السفير الأميركي فورد على إقناع ممثلي المعارضة للمشاركة في جنيف، ومادام هؤلاء غدوا مغضوباً عليهم في الشارع العربي بعد نزولهم بالمظلات في مصر وتونس وليبيا ليحكموها، وهنا يظهر أن البديل أو الوكيل الأميركي ذو الوزن الجديد المقدم إلى الواجهة في معادلة الحل هو هذه الهيئة التي ستمثل الجانب الأميركي والإسرائيلي في اجتماع جنيف والتي تنسق جيداً مع السفير الحاقد على سورية المدعو فورد؟ |
|