تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قصة البهلوان الأخيرة..

البقعة الساخنة
الأحد 19-5-2013
 ديب علي حسن

كاد موسم حجيج العبيد إلى سيد البيت الأبيض يختتم موسمه، بزيارة بهلوان العثمانية الآبقة، وقد سبقه عربان وجربان، وغلمان، وعلى متن الأمنيات النتنة حملتهم الأوهام.. وبعد هذا الطوفان الحجيجي ماالذي يمكن للمرء أن يلمسه على أرض الواقع..؟!

المعطيات الأولية تقول: إن بهلوان العثمانية لم يكن بأحسن أحواله في مرتع البيت الأبيض والدليل على ذلك حديث بعض الأتراك عن شعورهم بالإهانة لأن وسائل الإعلام تنقل كلمة أردوغان مباشرة..؟!‏

والثاني أن البهلوانية التي قفزت آخر قفزاتها بدأت تفقد آخر أوراقها فما جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليس خارج إطار هذا الصخب الحجيجي أمام سيد البيت الأبيض بتوجيهه.. صحيح أن الصخب كان أكبر من الفعل وردات الفعل، لكن الأكثر صحة أن أوراقهم التي تساقطت واحدة تلو الأخرى كشفت عن عفن وعقلية سياسية أقرب ماتكون أو أشبه ماتكون بحالة ( جدي) مراهق في قطيع ماعز يرعى مع الخراف والكباش في جبل شاهق، ربما قضم عشبة مخدّرة فصال وجال وتوهم أن له قرنين، وأنه سيناطح الكباش ويقود القطيع، وربما سيفعل ويفعل.. تركه الراعي يلهو قليلاً.. تركته الكباش يصول ويجول لعلّه يعود من سكرة مابه، لكنه صدق نفسه وظن أن الدنيا ملعبه، ولاشيء يرده عن فعل مايريد بقوة الوهم، أو العلف الذي تناوله وفعل فعله.. لكن طيشه ورعونته وقد سلّت الراعي والكباش قادته إلى حتفه وإلى الهاوية التي لاقرار لها، هذه حال الكثيرين من المراهقين السياسيين رؤساء وملوك وأمراء...وأشباه الحالمين بالسلاطين.. لايختلف شيء أبداً..‏

لنسأل أنفسنا أولاً: كيف لسياسي أن يعلن أنه نعجة في مكان ما، ثم نصدق أنه نمر في مكان آخر.. وكيف لفقاعة نفطه وغازه أن تنفق حتى الآن عشرات المليارات على تسليح وتدريب العصابات الإرهابية وكيف له أن يسجن شاعراً لمجرد قصيدة، ثم يتحدث عن الحرية والديمقراطية والتغيير وهو الذي امتهن العبودية وإلاذلال وليس في جعبته أي شيء غير ذلك، بالأمس كان قطعان المستوطنين يدنسون الأقصى، صالوا وجالوا، ولم نسمع كلمة واحدة منه أو من مفتيه الغارق بالعمالة ودنس المال..؟!‏

أوراق البهلوانات تساقطت أمام ضربات جيشنا الباسل، ومع صمودنا وتفاعل شعبنا السوري الخلاق، ورؤيته للمؤامرة وأبعادها.. وإذا كان هذا الشعب المقاوم قد أعطى العروبة معناها ومبتغاها، وكان منذوراً لها ولهم، فلايعني أن الذين لوثوا نقاءها وصفاءها، وباعوها في أقرب مزاد وتخلوا عن قضاياها، سيفلتون من عقاب الشعب العربي ومهما كانت رقصاتهم البهلوانية ساحرة وخادعة فلن تطول وغالباً ماتكون رقصات البهلوان قبل سقوطه هي الأكثر انفعالاً ولفتاً للانتباه.‏

موسم الورم، يودّع، والساحات الحقيقية تنتظر لم تغب عن البوصلة، ولم تكن خارج حسابات النضال والمقاومة وإن كان مشهد الحجيج والبهلوانات قد طغى مثل الأرض ثمة من يرسم غداً جديداً ووطناً جديداً وسورية متجددة، وعروبة نقية، ولتيوس السياسة ومراهقيها الهاوية سحيقة سحيقة...‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية