تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زحمة التصريحات وتناقضاتها!!

حدث وتعليق
الأحد 19-5-2013
أحمد حمادة

رغم زحمة التصريحات الأميركية حيال سورية وتناقض ألفاظها ومدلولاتها بين التصعيد تارة على لسان جون كيري وزير الخارجية الأميركي أو حتى الرئيس أوباما نفسه،

وبين التهدئة أحياناً على لسان بعض مسؤولي الإدارة الأميركية إلا أن اللافت أن القاسم المشترك بين هذه التصريحات هو الرغبة الأميركية بالوصول إلى نتيجة واحدة، وهي تدمير مؤسسات الدولة السورية واقتصادها وقوتها حتى تنام اسرائيل قريرة العين لسنوات عديدة.‏

فالبعض يؤيد انعقاد مؤتمر جنيف الثاني والبعض أمثال السفير فورد يدعو المعارضة إلى الانخراط في جهود الحل السلمي الذي يبذله المجتمع الدولي وفريق ثالث يطل بين الفينة والأخرى للتلويح بالخيارات العسكرية والتذرع بحجة السلاح الكيماوي مرة وضمان استقرار المنطقة مرة أخرى.‏

وإذا كانت التحذيرات الأميركية من خطورة التداعيات الكارثية على المنطقة برمتها وتأثيراتها على خيارات الأمن والسلام والاستقرار هي التي طغت في الأيام الأخيرة بسبب خوف أميركا على أمن اسرائيل أولاً فإن لهجة التصعيد عادت للبروز من جديد في أعقاب التقارب الأميركي-الروسي والحديث عن مؤتمر جديد في جنيف حيث لاحظ المراقبون انقلاب المسؤولين الأميركيين على هذا التفاهم وكأنهم يريدون فرض أجنداتهم على المؤتمر قبل انعقاده.‏

إذاً نحن أمام مشهد جديد تحاول أميركا فرضه بعد فشل مشروع «فوضاها الخلاقة» وإعطاء جرعة إضافية لدفع السيناريو الذي تخطط له إلى الأمام في الوقت الذي تدعي فيه أنها حريصة على الاستقرار وعلى الحل السلمي وعلى مؤتمر جنيف الثاني وعلى ضرورة جمع الحكومة والمعارضة معاً على طاولته، فهل ندرك مغزى هذه التصريحات الأميركية المتناقضة؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية