تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سياسات المركزي وكمائنه ومعطياته كفيلة بتطويق إشاعاتهم وانهيار أوهامهم.. ما يجري في سورية شبيه ببعضه والليرة ستحتفظ بمقعدها أمام الدولار وغيره

الثورة
مصارف
الأحد 19-5-2013
لن تستفيد ( الشباب الطيبة ) من هذه الارتفاعات الجديدة لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ومهما عقدوا من حلقات الرقص على معاناة السوريين وبلائهم فعلاً لن يستفيدوا شيئاً ولن يستطيعوا تحقيق شيء من مآربهم الخبيثة،

لأن هذا الارتفاع الذي يحققه الدولار ليس إلا ارتفاعاً وهمياً بالفعل، وبالوناً فارغاً سرعان ما سوف نشهد حجمه القزم عند أية إبرة حادة تخترق جسده الهش الذي لن يحتمل أكثر من وخزة صغيرة.‏

إن كل ما يجري في سورية يشبه بعضه من حيث الأهداف، ولا نشك للحظة بأنه سيشبه بعضه من حيث النتائج، فارتفاع سعر الدولار الوهمي اليوم يشبه إلى حد بعيد جلوس ائتلاف المعارضة العميل على مقعد سورية في القمة العربية، هو في الشكل جلس على المقعد، ولكنه يدرك قبل غيره أنه في المضمون لم يكن إلا جلوساً وهمياً لاطعم له ولا قدر ولا احترام، وهذه الأوصاف لا تقبلها سورية ولا تتصف بها إطلاقاً ولذلك فالأمر لم يؤثر بشيء على ذلك، وبقيت سورية هي سورية بنبضها القوي المعروف، وقد رأينا بالأمس كيف انهار ذلك الجلوس الوهمي لشلّة الائتلاف على مقعدٍ لا يطوله، وجاء الانهيار على لسان أحد عرّابيه ( نبيل العربي ) بشخصيته القذرة الأفّاقة، التائه من أعراض الوهم، حيث أحسّ بأعراض صحوة، قد تكون عابرة، ولكنها حصلت باعترافه الواضح والصريح أن مقعد سورية محفوظ في الجامعة، وأن جلوس الائتلاف عليه لا يعني منحه له ..!!‏

الذي لا نشك فيه أيضاً أن مقعد الليرة أمام الدولار وغيره من العملات الأجنبية الأخرى لا يزال محفوظاً ولن يستطيع أحد المساس به، لأن جملة المعطيات تؤكد قوة الليرة، وقوة الاحتياطيات النقدية بل والذهبية الدّاعمة لها رغماً عن أنوفهم.‏

من هنا نجد حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة يتحدّث بلهجة الواثقين أن انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار في السوق غير النظامية إلى هذا الحد ( حيث يتراوح الدولار حالياً بين 130 و140 ليرة ) يشير إلى أن الارتفاع الحاصل هو استمرار للعبة البعض بالمضاربة على الليرة مستغلين إغلاق المصارف ومؤسسات الصرافة المرخصة خلال العطلة الرسمية الطويلة في الأسبوع الماضي، وقدّم الدكتور ميالة دليلاً بأن حجم العمليات المنفذ بسعر 145 ليرة للدولار يكاد لا يذكر ما يؤكد أن الأسعار المتداولة في السوق السوداء هي أسعار وهمية بهدف تحقيق مكاسب غير مشروعة .‏

على كل حال الأمور تسير بشكل طبيعي وتمويل عمليات الاستيراد بهدف تأمين استمرار تدفق السلع والمواد الأساسية بأسعار مقبولة لا يزال مستمراً، كما أن عملية التدخل عن طريق بيع القطع الأجنبي للمصارف ومؤسسات الصرافة للدفاع عن سعر الصرف والحفاظ على استقرار الليرة السورية لا تزال مستمرة أيضاً، ويخطئ كثيراً من يعتقد بالنهاية أن السوق السوداء تنفرد بتحديد أسعار القطع والليرة، فالمصرف المركزي له سياساته وصدماته التي يختارها، بل وكمائنه أيضاً التي قد توحي للمضاربين أنهم نجحوا في تحقيق أهدافهم في الوقت الذي يكونون هم يحفرون فيه الحفرة لأنفسهم، ونحن على ثقة أن مثل هذه الكمائن والصدمات ليست مقتصرة على تشديد الحملات التي يقوم بها المصرف المركزي بمؤازرة الجهات المختصة لضبط الأنشطة غير النظامية في السوق السوداء وإيقاف المتعاملين بها ومصادرة المبالغ الموجودة بحوزتهم وتغريمهم غرامات مالية كبيرة وفق القوانين والأنظمة النافذة، الأمور لا تقف عند هذا الحد، والأيام القادمة تحمل في طياتها الاثبات والقرينة، ولذلك لن يستفيد المتلاعبون بأسعار الصرف ومقدّرات الوطن شيئاً من تلك الشائعات الكاذبة التي يطلقونها حول ضعف الليرة وقوة الدولار، وكل المراقبين المختصين يحتارون أساساً بالكيفية التي تقدّم من خلالها الليرة هذا النموذج من الصمود، وهو ليس صموداً فقط بمقدار ما هي حالة تعكس حقائق على الأرض وتفرزها عن الأوهام البائسة، كتلك الأوهام التي جرّت شلة الائتلاف إلى قمة الدوحة ..!‏

المصرف المركزي دائماً كجنودنا البواسل على الأرض بلباس الميدان، ومثلما يدافعون عن الوطن وكرامته، يدافع هو عن هذا الرمز الوطني ( الليرة ) متسلحاً بمعطياته واحتياطياته القوية الكفيلة بإدهاشهم وإيقاعهم دائماً في دوامة المفاجآت غير المحسوبة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية