تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المؤامرة وتنافسية الاقتصاد السوري

منطقة حرة
الأحد 19-5-2013
د: حيان أحمد سلمان

تعتبر التنافسية من أهم المؤشرات الاقتصادية على مستوى الاقتصاد الجزئي والكلي و العلاقة بينهما هي علاقة تكاملية ؛ حيث أن كل منهما تؤثر بالأخرى , وحتى الآن لا يوجد تعريف ثابت وموحد ومتفق عليه من قبل كل الدول والاقتصاديين للتنافسية ,

لذلك فهي أقرب إلى المفهوم منه إلى المصطلح إضافة إلى أن جوهرها يختلف من زمن لآخر , فمثلاً في سبعينيات القرن الماضي كانت مرتبطة بشكل مباشر بالتجارة الخارجية بينما في الثمانينات ارتبطت بالسياسة الصناعية وفي التسعينيات بالتقانة ومع مطلع الألفية الجديدة ارتبطت بشكل مباشر مع تحسين مستوى معيشة المواطنين والعدالة في توزيع الدخل , ومن الأهمية الإشارة إلى أن التنافسية تختلف عن المنافسة , حيث أن المنافسة تعتبر من أهم مؤشرات التنافسية في السوقين الداخلية والخارجية لأن المنافسة هي وصف آني ومؤقت لحالة السوق والتسابق بين موقعين اقتصاديين, أي أن مفهوم التنافسية هو أوسع واشمل من المنافسة وتنطوي على تحسينات دائمة ومستمرة , ولذلك فإن من أهم النتائج الاقتصادية المترتبة على التنافسية هي زيادة القيمة المضافة والناتج المحلي الإجمالي والربح والربحية وتقليل معدل البطالة وزيادة الدخل الفردي وتعديل الميزان التجاري وحجم التدفقات الاستثمارية وإنتاجية العمل ...الخ , ومن خلال تحليلنا لواقع اقتصادنا السوري فإننا لاحظنا تأثير المؤامرة الكونية على بلدنا الغالي , هذه المؤامرة التي تفجرت بشكل مباشر في 15/3/2011 وأثرت على كل المؤشرات الاقتصادية وخاصة المتعلقة بمؤشرات التنافسية السورية , وهنا سنعالج بعض المؤشرات على سبيل المثال وليس الحصر ومنها (مؤشرات رؤوس المثلث الاقتصادي الأقدس ) ونقصد بذلك كل من معدل النمو الاقتصادي ودخل الفرد ومعدل البطالة والتضخم , ومن خلال تحليلنا لهذه المؤشرات وللسنوات من عام 2008 ولبداية عام 2013 كما يلي :‏

- تراجع معدل النمو الاقتصادي بسبب تدمير المواقع الاقتصادية من خلال العصابات الإجرامية وسرقة المواسم والثروة النفطية بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً , ونتيجة ذلك تحول معدل النمو الاقتصادي إلى سالب , فقد كان في عام 2008 معدل 4,5% وفي عام 2009 بمعدل 6% وعام 2010 بمعدل 3,25 وفي عام 2011 بمعدل سالب - 2% ومن المتوقع أن يكون سالبا في عام 2012 بمقدار 2,5% .‏

- ارتفع معدل التضخم بشكل واضح ونقصد بذلك الزيادة المستمرة في الأسعار للسلع والخدمات , وهذا يعني التراجع المستمر في القوة الشرائية لليرة السورية , ما ينعكس بشكل مباشر على المجتمع السوري وخاصة ذوي الدخل المحدود , فقد كان معدل التضخم في عام 2,8% بمعدل 14,8% وانخفض في عام 2009إلى 4,2% وارتفع إلى 4,5% عام 2010 و حسب تقديرات صندوق النقد الدولي فإنه وصل إلى 6% عام 2011 وبعد ذلك مباشرة زاد في عام 2012 على 13% .‏

- تأثر معدل البطالة حيث كان في عام 2008 معدل 10,95 وانخفض إلى 8,1% عام 2009 وارتفع عام 2010 إلى 8,4% و عام 2011 وصل إلى 14,9% وتجاوز نسبة 20% عام 2012 حسب بعض الدراسات , وتركزت البطالة العالية في أوساط الشباب أي في الفئة العمرية ( 15- 24) سنة ووصلت إلى حدود 39% لعام 2011 , وما سبق يتبين لنا كيف أثرت المؤامرة على كل المجتمع السوري وفي كل المجالات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية