|
البقعة الساخنة أما المسألة الأولى فهي هذا العدوان الجائر الذي تشنه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في سياق حرب إبادة مكشوفة ترتكز على تدمير البنى التحتية وارتكاب المجازر والقصف العشوائي والاغتيال المستهدف, حتى إذا ما أخذ العالم يحذر من مغبة هذه السياسة الرعناء وتداعياتها على استقرار المنطقة والسلم الدولي, انبرت الادارة الأميركية على لسان مندوبها بولتون أو غيره من الموالين للصهيونية في البيت الأبيض أو الخارجية أو البنتاغون للتغطية على هذا العدوان الفاضح تارة باعتباره(دفاعاً عن النفس) وتارة برد أسبابه إلى سورية وإيران لمجرد أنهما تقفان مع الحق وترفضان الباطل. وأما المسألة الثانية فهي الفشل الذريع الذي منيت به السياسة الأميركية في الشرق الأوسط, وما ترتب عليه من مأزق استراتيجي يستحكم بهذه السياسة ويتسع أفقاً وشمولاً دون أن تلوح في الأفق أي إمكانية للخروج منه, مايجعل واضعي هذه السياسة يغطون على فشلهم بالبحث عن كبش فداء أو شماعة يعلقون عليها أخطاءهم المتوالية في محاولة مكشوفة لامتصاص النقمة الداخلية وحالة الامتعاض الدولي من سياستهم التي شكلت سبب كل توتر في أوضاع المنطقة والعالم, وأدخلت أميركا في تناقض جذري مع مصالحها الطبيعية ومع غالبية دول العالم من الشرق الأوسط إلى آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا..! تصوروا أن أميركا المحافظين الجدد تحتل العراق وأفغانستان, وتدعم إسرائيل على غير وجه حق, وترتكب قواتها المجازر الجماعية والتعذيب الوحشي بحق العراقيين, وتطلق التهديدات السافرة ضد سورية وإيران, وتفرض الحصار الجائر ضد الشعب الفلسطيني, وتتدخل في لبنان والسودان بصورة استعمارية قذرة, وتتبنى سياسة الفوضى( الخلاقة) على حد وصف المحافظين الجدد لها, لانجاز هدف التفتيت القومي والطائفي والمذهبي في المنطقة, ثم يخرج مندوبها بولتون الموالي لإسرائىل أكثر من موالاته لبلاده ليضع تهمة توتير أوضاع المنطقة في سورية. وفي سياق هذا التضليل يتجاهل المندوب الأميركي عدوان إسرائيل الوحشي ضد الشعب الفلسطيني واستفزازاتها المتكررة للبنان وسورية وآخرها خرق الطائرات الاسرائيلية للأجواء السورية في انتهاك فاضح للسيادة السورية والقانون الدولي, ودور هذه السياسة العدوانية في دفع المنطقة لا إلى مزيد من التوتر فقط, بل كذلك إلى الهاوية. قد تستطيع أميركا أن تمارس الكذب والنفاق السياسي علانية, لكن ما لاتستطيع فعله على الاطلاق هو تحويل أكاذيبها إلى قناعات في أذهان الرأي العام الدولي, وخير دليل على هذا افتضاح أكاذيب سياستها في العراق وفي لبنان وضد سورية وإيران و كل مكان تدس أنفها فيه, وهو الأمر نفسه الذي ستنتهي إليه أكذوبة بولتون الأخيرة ليكتشف أنه إذ اتهم سورية كذبا, فإنما كان يكذب على نفسه. |
|