تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(غوانتانامو) تحت الأضواء

حدث وتعليق
الاثنين 3 /7/2006
نادية دمياطي

ليس من باب المبالغة القول بأن معتقل غوانتانامو القابع في جزيرة كوبا الكاريبية سرقت شهرته الاضواء من الفاتنة هوليوود والفرق بين الاثنين ان ابطال غوانتانامو حقيقيون وليسوا نتاج خيال قصصي أو ابداع مخرج يترجى ابهار المشاهدين, فالمخرج في غوانتانامو هو الادارة الامريكية التي لم تحسن اخراج احداثه فبات المعتقل الاشهر بممارسة الظلم والقهر والتعذيب على يد سجانيه وواحدا من مبررات عديدة لفشل ادارة الحرب على الارهاب بقيادتها الامريكية ايضا.

وكثيرة هي الاسباب التي تقود الى استنتاج كهذا.. فالمعتقل بات في ضمير المجتمع الانساني رمزا لتجاوزات هي الاخطر لحقوق الانسان .. ومن خلف قضبانه السوداء الموشحة باللباس البرتقالي للمعتقلين تتوارد الانباء عن التعذيب وسوء المعاملة وحالات الوفاة والانتحار في تداعيات لما يجري في معتقلات تحت الاحتلال في العراق وافغانستان .‏

منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي دانت الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل لتجاوزاتها الخطيرة لحقوق الانسان في اشارة الى اعتقال الآلاف بدون محاكمة واختفاء اخرين في تلك الدول, واستنكرت شبكة السجون الطائرة للاستخبارات الامريكية والتقاعس عن محاسبة المسؤولين على أعلى المستويات ومن بينهم افراد قد يكونون مذنبين بارتكاب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية بحق دول وشعوب تحت الاحتلال ومنها بالطبع فلسطين المحتلة.‏

وعلى وقع صورة قاتمة - ان لم نقل مظلمة - للانتهاكات في غوانتانامو طالبت هيئات ومنظمات دولية وايضا دول اوروبية وعربية باغلاق المعتقل الشهير الذي يشكل باعتراف الامريكيين وصمة عار في جبين وطنهم وغيره من المعتقلات تحت الاحتلال, والتي باتت بؤرا تغذي الارهاب.‏

لكن وقبل ان يجيب الرئيس الامريكي على مطالب الاغلاق .. وجهت المحكمة العسكرية العليا الامريكية هزيمة له بشأن غوانتانامو بما اعتبر اهم قراراتها لهذا العام عندما اعلنت ان هذا المعتقل ينتهك مواثيق جنيف للأسرى والمعتقلين بقدر انتهاكه للفصل الدستوري بين السلطات في المشهد السياسي الامريكي .‏

هزيمة موجعة للرئيس بوش هي قرار إبطال محاكم غوانتانامو العسكرية, تضاف الى وصفه الرئيس الاسوأ للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية والى متاعب ادارته الاخلاقية والانسانية والدولية لتجعل من استمرار احتلال العراق وربطه بمكافحة الارهاب سببا رئيسيا في انفراط عقد مايعرف بالتحالف الدولي ضد الارهاب الذي بدأ بسحب معظم الدول المشاركة في الحرب على العراق قواتها مع نهاية العام لتبقى الولايات المتحدة وحدها تتجرع نتيجة حرب فتحت وليس من السهل اغلاق أبوابها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية