|
شؤون ثقا فية فإذا كان المهرجان بحد ذاته وفق توصيف سفيرنا في بكين محمد خير الوادي نقطة نجاح ستفتح أبواب العلاقات العربية الصينية باتجاهات إيجابية, فإن رؤية الفعاليات الصينية والاهتمام الملحوظ يؤكد أن المسألة تجاوزت فتح الباب لتسجيل حضور لا بد من التركيز عليه والبناء من خلاله لأي نظرة مستقبلية إزاء تلك العلاقات. فالاهتمام لا ينحصر ببعده السياسي الذي لا يمكن تغييبه أو تجاهله بأي حال ولكن الحضور الثقافي بمعناه الأساسي في بنيته ودوره والمساحة التي يستطيع أن يشغلها عبر هذا الموقف تشكل الجوهر الذي يمكن أن نجد نقاط حوار حوله ,وتمثل هذه النقاط الأبعاد الأخرى بمختلف جوانبها واتجاهاتها. وقد برزت في هذا الاتجاه الرغبة في معرفة حدود التلاقي والعوامل الجاذبة للحوار والتفاعل بين ثقافتين خاضتا غمار مواجهة عادية عبر قرون عديدة والمأخذ الفعلي أنهما كانتا منعزلتين في المواجهة, بعيدتين عن شروط الفهم الموضوعي لأبعاد تلك المواجهة التي تقتضي العمل على فتح جسور تواصل تقوي من القدرة على التحمل والصمود حيث الاستهداف وإن اختلفت نماذجه وأشكاله .. وأن يكون واحداً, بل يمكن الجزم أنه متشابه الى حد التطابق. من هنا ربما بدأت الخطوة بمعناها الفعلي ببعدها الثقافي والسياسي في الآن ذاته, ولا سيما حين يكون التوجه العام محكوماً بذلك البعد حيث تصبح المفاهيم طبقاً لذلك عملية توصيف لواقع يمكن أن يكون أفضل. واللافت أن حدود الالتقاء ومساحاته أكبر بكثير مما يظن البعض.. بل هي وفق كل الاعتبارات فسيحة وربما أكثر من طاقات الاستثمار المتاحة حالياً وأكبر من نقاط التوظيف التي تتم وهذا يعكس تفاؤلاً مشروعاً ترجمته على الأقل الانطباعات المشتركة التي توجتها فعاليات مهرجان الفنون العربية في بكين. هذا على الأقل في الخطوط والعناوين العريضة التي تظل حجر زاوية تصلح للقياس والاستنتاج كما تصلح لتكون معياراً لقراءة أولية تحتاج لمزيد من التعمق في الاستنتاجات التي تقود إليها ولا سيما حين تبدو والرغبة في التمازج الثقافي وليدة مفاهيم مشتركة تحقق قدراً كبيراً وشاسعاً من المصالح. |
|