|
شؤون ثقا فية
فتميز يخصوصية الاسلوب والموضوع وقد بدى هدوؤه متربصاً للحظات فرج , كي ينفجر محطماً القيود , وتنفلت في وجوهنا عوالم إنسانية مختلفة , من الصعوبة إيقافها رغم تلك السكينة الوادعة , /أشباح / عرض تواصلت شخصياته مع أشباحها , فاعترفت باسترسال حر عن كل أزماتها التي حاصرتها في قوالب وسجنتها بقوة الى ان وصلت الى الذروة - البوح والتصالح - فكل شخصية في العمل شكلت عالماً بحد ذاته , بأزماتها ,صراعاتها وتفاعلاتها مع حياتها , أما الحوارات تضمنت الكثير من التحليلات والتفاصيل التي صورت الدواخل المتحفزة جنباً الى جنب مع ذلك الكمون الهامد ظاهراً والمتقد في العمق ,فيتم الافصاح عن سجل ذواكر مترعة بالمعاناة الشخصانية والانسانية والمآزق التي حفرت بعمق شديد تلك النفوس البشرية , وهاهي في لحظات المكاشفة وعندما تنهار الستارات وتتعرى الحقائق , تنهمر دون هواده , ويتم التناول لكل الحالات بالتحليل والتشريح والتعمق كل هذا وسط بيئة خاصة جداً استحوذتها غالبية عناصرالمسرحية الضوئىة منها الصوتية والموسيقية لفتح الطريق أمام المتلقي الى مساحة تأملية يتجلى عبرها أسلوبية إخراجية تناسب الموضوع الاجتماعي الانساني الذي عالجته المسرحية , حيث تبلور المشهد وحقائقه من خلال مجموعة معطيات إنسانية متشابكة ومتفاعلة الى جانب الاستقلالية الذاتية لكل شخصية التي تعمقت أكثر فأكثر لكشف المزيد من الابعاد فمن عوالمها وعلاقاتها وظروفها حتى الوصول الى التطهر والصفاء والاعتراف خلفية العرض كانت ثلاثة مستويات في الستائر وإضاءات مدروسة تقدم الشخصيات وأشباحها لتأخذ مواقعها بشكل متدرج يسمح للتأمل ما بين دفتي العرض المسرحي المتلقي والمحتمل ذلك الذي تم الاعتماد النص من عليه بشكل كبير عبر العمل بمنحى عن المؤثرات المسرحية الاخرى . عن العرض وأسلوبية الاخراج قال الفنان /جهاد سعد / : أسلوب /الاشباح / ينتمي الى المسرح الحديث ويعتمد تجريد النص من مكانيته وزمانيته ,لنقله الى الشمول والعالمية ,باعتبار مقولة العمل تخص الانسان أينما كان كما وظف الايحاء والصمت بشكل كبير ,وعولجت الفكرة بطريقة السهل الممتنع ,تلك الطريقة التي تلاءمت مع ميزات عديدة في المسرحية ويمكنني القول بأن عرض الاشباح يختلف عن باقي العروض التي قدمتها سابقاً والجديد إضافة الى تجريد النص,الاعتماد على البعد البصري كما تبسيط السينوغرافيا / وان كان من الممكن الاعتماد على طرائق أخرى ,فإن هذه الصيغة مثلت حلولاً إخراجية بسيطة لنقل المعنى من الخشبة الى الصالة ,حيث للنص خصوصيته ويتطلب الاسلوب الخاص . وبما يخص النقد والآراء النقدية قال الفنان : نقادنا المسرحيون تعودوا على إيقاع التلفزيون , وبعضم الاخر غير متابع للحركة المسرحية أما مقالاتهم فيها تغليب للآراء الشخصية على النقدية وشتان ما بين الاثنين , حيث من الضروري الوقوف باحترام أمام أي عرض جاد , على الاقل في هذه المرحلة وقد اضمحل المسرح وأنشطته من رؤساء العالية المستوى حتى يمتلك مقياساً نقدياً ميدانياً , تحليلياً وموضوعياً, فالنقد بحد ذاته علم ويجاري مستوى العمل الفني أهمية , إذ نرى بعض المقالات التي على أساس انها نقدية ليس لها علاقة لابالفن ولا بالنقد , وأوجه هنا نداءً , إذ اننا بأمس الحاجة لإعادة النظر والصياغة لما ننجزه من عصرنا الراهن وأتمنى من رؤساء الصفحات الثقافية عدم إعطاء فرصة لمن لايعطي الكلمة حقها ومصداقيتها ,فهم يحتملون على الناقد كحد ادنى ان يشاهد عشرات العروض . |
|