|
شؤون سياسية وعلى الموقف السوري من الأزمة النووية الإيرانية (جرى استخدام كلمة إيران وإيرانية أكثر من 40 مرة), كما تم الحديث عن مشاريع الإصلاح السورية, والموقف السوري من المسألة العراقية ومستقبل السياسة الخارجية السورية. يريدون من سورية أن تؤمن باستقلالية لبنان هل يؤمنون هم باستقلالية لبنان هم أنفسهم الذين يتحدثون عن الندية ففي موضوع العلاقة بين سورية ولبنان والوضع السياسي الذي يمر به لبنان اليوم, فقد أكد السيد الرئيس رفضه للاتهامات لسورية بأنها هي من خلقت الانقسام السياسي الحالي الموجود في لبنان وأكد أن هذا الانقسام هو (جزء من تاريخ لبنان. لم ينشأ لا في الحرب الأهلية ولا في وجود سورية. انه موجود قبل الوجود الفرنسي نفسه.. الحديث عن الانقسام مستحدث ومختلق وهو كلام غير واقعي). وأكد سيادته أن لا مصلحة لسورية في تعميق هذا الانقسام, وهي التي دفعت دماء في الأرض اللبنانية وتحملت ضغوطاً دولية لعقود من أجل لبنان بهدف تحقيق المصالحة الوطنية اللبنانية أثناء وبعد الحرب الأهلية اللبنانية, وأكد أن تعميق الانقسام سيعني أن يؤدي الوضع من جديد إلى حرب أهلية, فهل كانت الحرب الأهلية عندما بدأت في 1975 ضارة لسورية واليوم أصبحت مفيدة لها?... أي انقسام مع تبعاته هو ضرر مباشر لسورية). وحول موضوع زيارة رئيس الوزراء اللبناني الرئيس فؤاد السنيورة أكد رئيسنا أن سورية رحبت مرتين وعلى لسانه شخصياً بالرئيس السنيورة في دمشق مرة بعد القمة العربية ومرة بعد زيارة الرئيس نبيه بري إلى دمشق مع أو من دون جدول أعمال مسبق, وأن السبب في عدم إتمام هذه الزيارة هو امتناع الرئيس السنيورة عن طلب تحديد موعد له في دمشق للقاء الرئيس. ورداً على تساؤلات حول ما إذا كانت أبواب دمشق مفتوحة أمام بعض الشخصيات اللبنانية الأخرى كالنائبين سعد الحريري والعماد ميشال عون, أكد الرئيس بشار أن دمشق ترحب بأي زيارة يقوم بها النائبان حريري وعون بغض النظر عن المنصب الذي قد يتوليانه في المستقبل أو وقت الزيارة, وأشار سيادته أن سورية تتريث الآن في إقامة الاتصالات مع بعض الشخصيات اللبنانية لإتمام مثل هذه الزيارات في انتظار (نتائج الحوار اللبناني. أحياناً نبتعد عن بعض التفاصيل لئلا تتهم سورية بأنها جزء من الحوار. وبالتالي ستتهم بأنها الجزء المعرقل في حال حصلت عرقلة أو أنها توقف الحوار أو أي شيء من هذا القبيل. لكن, كمبدأ, أبواب سورية مفتوحة بكل تأكيد), مع بروز استثناء وحيد هو النائب وليد جنبلاط الذي أغلق باب الحوار مع دمشق سياسياً وأخلاقياً ما يجعل الحوار معه صعباً اليوم. وحول النصيحة التي يسديها السيد الرئيس اليوم للبنانيين المجتمعين على طاولة الحوار أكد الرئيس الأسد أن على المتحاورين أن يكونوا صادقين و(أن يكون الحوار انطلاقا من الإيمان بلبنان الوطن وليس لبنان الطائفة, ولا لبنان المصالح المحلية التي ربما لاتتجاوز بضع حارات. هذا هو المبدأ الأساسي. هذا لا يعتبر تدخلا وكل شيء يصب في هذا الاتجاه سيكون جيدا). كما تحدث الرئيس بشارالأسد عن رؤيته لمستقبل الوضع السياسي اللبناني حيث قال أن (الحوار هو الذي سيحسم مستقبل الأمور في لبنان. لا أعرف إذا كانوا لم يتفقوا حتى الآن حول أي موضوع من القضايا الجوهرية. ولنقل على سبيل المثال موضوع قانون الانتخاب. الشرخ الطائفي كان موجوداً حتى خلال وجود سورية وحتى بعد الطائف. ونراه يكبر الآن. كيف سيتعاملون مع كل هذه المواضيع.. الطائف لم يطبق منه أي بند من بنوده, وفي مقدمها إلغاء الطائفية. كل هذه الأمور ستلعب دورا في تحديد شكل لبنان وسرعة انتخاب الرئيس المحتمل. ولا أعتقد بأن هناك أحدا يستطيع أن يحدد من هو الرئيس المقبل, ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع). وحول موضوع إقامة علاقات ديبلوماسية سورية لبنانية وإنشاء سفارة سورية في لبنان قال الرئيس الأسد أن (سورية لم ترفض في يوم من الأيام فكرة سفارة في لبنان بل كانت تقول ليست ضرورية, خصوصا أن المسافة بين بيروت ودمشق هي أقرب من المسافة بين دمشق وحمص. هذا هو المبدأ, أي أن العلاقات تسير من دون هذه السفارة, إذاً لا يوجد مبدئياً اعتراض على السفارة, لكن لا يمكن أن تأتي السفارة بفرض, لا دولي ولا محلي ولا إقليمي). وحول مستقبل العلاقات السياسية السورية اللبنانية فأكد الرئيس الأسد أن المشكلة اليوم في عدم وجود لبنان سياسي واحد اليوم, بل هناك اليوم لبنانات في الطبقة السياسية, (فالآن عندما نتحاور مع طرف لا يعني ذلك أننا نتحاور مع بقية الأطراف), لذلك فمن أجل تطوير العلاقة السياسية السورية اللبنانية يجب )على اللبناني أن يحسم مشكلته ويضع تصوراً واضحاً ونحن مستعدون عند ذلك للقيام بمبادرة للتعامل معه باتجاه معين. لكن هناك الآن اتجاهات وتناقضات في ما بينها, وأي اتجاه تتعامل معه يعتبر الطرف الآخر أنك تتعامل مع الطرف الذي لا يمثله. عندما يتفق اللبنانيون على الشكل النهائي والتفاصيل النهائية لكل المواضيع المطروحة تستطيع سورية عند ذلك ان تتعامل معه وهي مرتاحة من دون عقد). أما في موضوع التحقيق الدولي بشأن جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري, فقد أعرب الرئيس الأسد عن ثقة وارتياح سورية في المسار الذي يتخذه التحقيق منذ تولي المحقق الدولي الجديد سيرج براميرتز دفة التحقيق, حيث أكد أنه التقى المحقق الدولي براميرتز لساعة من الزمن وكان مرتاحاً قبل وأثناء وبعد المقابلة, وقال سيادته: (نحن لسنا قلقين من سير التحقيقات, لأننا نرى الأمور تسير باتجاه توضيح أن سورية ليس لها يد في هذا الموضوع, خصوصا مع ازدياد الاحتمالات. وهذا هو السير الطبيعي للتحقيق أن تكون هناك احتمالات مختلفة كما يوردها التقرير الأخير). وأكد سيادته أن التحفظات السورية على التقريرين الأول والثاني للجنة التحقيق الدولية أنها ركزت على احتمال كون سورية هي المتهم الوحيد في جريمة اغتيال الشهيد الحريري, متعامية عن أي احتمال ثانٍ ومستبعدة له عن قصد, وذلك لتحقيق أهداف سياسية ليست خافية عن أحد, (نحن لم نقل ألا يضعوا سورية كاحتمال لكن ليس من المعقول أن تكون سورية الاحتمال الوحيد. هذا هو الفرق بين التقرير الحالي وبقية التقارير). وجدد سيادته القول بأن أي مواطن سوري يثبت ضلوعه في هذه الجريمة سيحاسب وفق القانون السوري (القاسي في ما يخص مثل هذه الأمور) ومن ثم سوف يسلم إلى لجنة التحقيق الدولية. عندما تكون لديك شريحة واسعة من الشعب اللبناني تعتقد بأنك سبب مشكلة في لبنان أو بأنك خلف اغتيال الحريري أو بأنك كنت محتلاً, أو كل هذه الاتهامات فهذا بكل تأكيد يسبب جرحا لكل سوري من دون استثناء وفي سؤال إذا ما كانت الأوراق السورية في لبنان قد قلّت إثر انسحاب القوات السورية من لبنان أجاب الرئيس الأسد (بالعكس لأننا كنا نحمل كل السلبيات, حتى ولو لم تكن لنا علاقة بها. الآن من الصعب تحميلنا كل السلبيات بكل التفاصيل. الآن واضح تماما أين هي المشكلة على رغم الاتهامات الإعلامية, لكن في المضمون بالنسبة إلى المواطن في لبنان فهو يعرف أن سورية لم تعد لها علاقة بمعظم الأمور.. الأمور لم تتحسن ولم يظهر أن هذه القضايا التي كانت تحمل لسورية, أن سورية مسؤولة عنها). وفي استذكار لقرار سحب القوات السورية فوراً من لبنان قال رئيسنا أن هذا القرار لم يكن صعباً بل كان القرار الطبيعي ف (عندما كنا نقرر خروج القوات السورية على مراحل, فإن وجود القوات في أي مكان هو عبء. عبء على القوات وعلى الدولة وعلى البلد الآخر. هذا شيء طبيعي, ومن الطبيعي أن تعود القوات. كلما سحبنا المزيد من القوات كنا نرتاح أكثر بالممارسة, لكن شكل العلاقة مع الشعب اللبناني هو الذي آذى السوريين كثيرا). وحول موضوع الندية في العلاقة السورية اللبنانية, أكد السيد الرئيس أن الندية في العلاقات هي مطلب سوري أساساً ف (سورية كانت دائماً حتى خلال الوجود العسكري, تحاول أن تبني هذه العلاقة الندية لكن قسما كبيراً من السياسيين اللبنانيين لا يؤمن بقوة بلده أو لا يراها ربما أو لا يهتم), كما أن مبدأ الندية في العلاقات اللبنانية الخارجية هو مطلب عربي أيضاً ف (عندما تكون العلاقات ندية, فمعنى ذلك أن لبنان ليس بحاجة إلى أمهات حنونات, أي يصبح عربياً. أما عندما لا يكون نديا فسيبقى الوضع على هذا الشكل). فالمشكلة في الندية تنشأ من هذا القسم من السياسيين اللبنانيين الذين لايؤمنون بقوة لبنان ومكانته والذين لا يمارسون الندية في (علاقتهم مع فرنسا أو مع أميركا. يأخذون الأوامر من السفراء أو من بعض المسؤولين), وشدد سيادته على كذب الادعاء بأن الرئيس السوري لا يمكن أن يعترف باستقلال لبنان حيث ذكر سيادته أنه قام شخصياً (بزيارة لبنان عام 2002 ونزلت في المطار وحييت العلم). إذا فكرت بضرب دولة لديها قدرة نووية تخيل فوضى في دولة نووية ماذا تعني الموضوع أخطر بكثير من قضية مجرد رد عسكري هنا وإطلاق صاروخ هناك أما الموضوع الثاني من حيث الحجم في هذا الحديث فكان الملف الإيراني النووي, حيث أكد الرئيس الأسد ألا هواجس لدى سورية من قيام دور إيراني فاعل في المنطقة ففي (كل الأحوال ليس هناك ما يمنع أي دولة أخرى في المنطقة أن تلعب دوراً فاعلاً ومنها إيران كدولة مهمة), وأن الجواب للهواجس التي قد تنتاب البعض في الدول العربية حول مثل هذا الدور هو (بأن يكون هناك دور عربي.. فلنتحرك في شكل فاعل وليكن هناك دور عربي. لا أحد يمنعنا من أن نقوم بدور عربي فاعل). وفي رد على سؤال حول رؤية سيادته لمستقبل المنطقة العربية في ضوء الأدوار الإقليمية التي تلعبها إيران وتركيا وإسرائيل رفض سيادته التشبيه بين الدول الثلاث, فإيران وتركيا هما دولتان جارتان وشعبان عاش معهما العرب في وئام وتفاهم - رغم بروز بعض الأزمات أحياناً - في علاقات ود وحسن جوار لمئات السنين, في حين أن إسرائيل هي دولة احتلال عنصري توسعي, لذا لا يمكن وضع الدول الثلاث في خانة واحدة. وقال سيادته أن صورة المنطقة العربية يحددها العرب أنفسهم ف (إذا لم تكن هناك رغبة بدور عربي فلن نكون موجودين.. إذا أردنا أن نكون هامشيين لا نستطيع ان نطلب من الآخرين أن يكونوا هامشيين كي نبقى أقوياء. يجب أن نكون أقوياء وعندها لا نقلق من الأدوار التي تتحدث عنها. لكن على ما يبدو هذه الدول لديها الرغبة في لعب دور. وأقصد تركيا وإيران ولا أتحدث عن إسرائيل.. وهذا شيء وطني أن ترغب هذه الدول بلعب دور إقليمي. وكل دولة يجب أن تتمنى أن تلعب هذا الدور, لكن ليس بالتناقض فيما بينها). وحول الرؤية السورية للحل في مسألة أزمة البرنامج النووي الإيراني أكد الرئيس الأسد على ضرورة استبعاد الخيار العسكري وشدد أنه ليس باستطاعة أحد (أن يحدد أين تنتهي الأمور...لا بحدودها الجغرافية ولا بحدودها التدميرية بالمعنى النوعي وليس بالمعنى الجغرافي. لا اعتقد بأن هناك عاقلا الآن في الولايات المتحدة وغيرها يعتقد بأن هناك إمكاناً لحسم الأمور في هذا النوع من الحرب), وأكد سيادته أن الحوار هو المخرج الوحيد (في البداية كان الحوار مرفوضاً, الآن بدأ الحديث عن الحوار ونتمنى أن يبدأ الحوار في شكل فعلي. الأمور تسير بالاتجاه الصحيح كما نراها). كان المطلوب منا أن نحاصر حماس, أن نضرب حماس هذا هو التغيير المطلوب في السلوك السوري كما تطرق الحديث عن العلاقات السورية الخارجية سواء مع فرنسا أو مع الولايات المتحدة, حيث أكد الرئيس الأسد أن العلاقات مع المؤسسات الفرنسية الرسمية جيدة والعلاقات السورية الفرنسية ككل لم تتأثر, ولكن هناك مشكلة في الجانب الشخصي للعلاقة مع الرئيس جاك شيراك, وأكد على أن العلاقات السورية الفرنسية لا يمكن إلا أن تكون علاقة مباشرة ولا يمكن لسورية قبول أن تمر هذه العلاقة عبر بلد ثانٍ سواء أكان لبنان أم غيره. أما العلاقة مع الولايات المتحدة فقد أكد سيادته أن سورية كانت دائماً تدعو إلى الحوار مع الولايات المتحدة (بمعزل عن شكل الدعوة سواء برسالة أم عبر طرف ثالث, أم بتصريحات إعلامية نحن في أغلب خطابنا السياسي نتحدث عن ضرورة الحوار وتحديدا مع أميركا.. لكن هل هذه الإدارة قادرة على الحوار هذا هو السؤال الأهم, حتى الآن لا يبدو أنها قادرة), وكشف سيادته عن قيام عدد من الوفود الأمريكية بزيارة إلى سورية دون تغطية إعلامية بناء على طلب تلك الوفود المقربة من الإدارة الأمريكية. وحول المطلب الأمريكي لتغيير السلوك السوري فقد أكد الرئيس الأسد على أن حقيقة هذا الطلب هو تقديم الغطاء السوري لكافة المخططات والطروحات الأمريكية في المنطقة بغض النظر عن توافق أو مخالفة هذه المخططات والطروحات للمصلحة الوطنية والقومية لسورية والعرب. وحول مثلث دمشق الرياض القاهرة الذي طالما شكل صمام الأمان بالنسبة للأمة العربية أكد سيادته أن (هذا المثلث مهم ويلعب دوراً ربما ليس من طريق اجتماع ثلاثي على طريقة القمة أو اجتماع وزراء الخارجية, إنما التنسيق السوري السعودي والسوري المصري والمصري السعودي موجود الآن في القضايا نفسها وننسق في شكل مستمر, فهو كمضمون الآن موجود ولكن في شكل مختلف), وأكد الرئيس الأسد أن العلاقات مع العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله متينة وكذلك مع الرئيس المصري حسني مبارك, كما نفى السيد الرئيس وجود أزمة سياسية مع الأردن. أما في إطار السياسة الخارجية السورية بشكل عام فقد أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية رغم تركيزها على علاقات متينة مع الصين وروسيا التي (تقف معنا في المراحل الصعبة في شكل حازم وواضح). تسعى أيضاً (أن نوسع علاقاتنا مع دول آسيا في شكل عام ومع دول أميركا اللاتينية, وهذه العلاقات مهمة الآن في هذه الظروف الدولية التي فيها تفرد أميركي في قيادة العالم). ونفى الرئيس الأسد أن تكون سورية تعاني من العزلة السياسية كما يحاول البعض تصوير الأمر حيث قال (قضية العزلة قضية شكلية, عندما نبحث عن دور شكلي نكون الآن في حالة عزلة. وسورية لم تكن تسعى إلى دور شكلي دائما كانت تسعى إلى دور حقيقي فاعل.. حالياً تبدو سورية معزولة في الشكل, لكن في المضمون لم يتغير شيء على الإطلاق. ما زال دورنا هو دورنا وعلى العكس اصبح الدور السياسي السوري الآن أفضل من قبل سنوات قليلة بكثير. والسبب في ذلك أن الرؤية السورية تثبت أنها كانت صحيحة). سورية كانت ضد الحرب بالأساس وبقيت من اليوم الأول وحتى الآن مع خروج القوات المحتلة من العراق في شكل معلن وفي الشأن العراقي أكد الرئيس الأسد عدم خشيته من تأثير الحوار الأمريكي الإيراني على الشأن العراقي والدور العربي هناك, حيث أكد إنه (ليس المطلوب أن نعزل إيران كي نقول أن سورية تلعب دورا عربياً نحن نلعب دورا عربياً بالتعاون مع إيران) وشدد سيادته على الطابع الإيجابي لهذا الدور السوري والذي سيكون (لمصلحة العراقيين الذين نستقبل كثيرين منهم. سورية كدولة عربية وكدولة مجاورة للعراق لا يمكن تجاوز دورها). إن هذا الدور السوري في العراق مبني على ركيزتين الأولى هو الموقف السوري الرافض للحرب على العراق ف (سورية كانت ضد الحرب بالأساس وبقيت من اليوم الأول وحتى الآن مع خروج القوات المحتلة من العراق في شكل معلن. فمن البديهي جداً أن نقدم كل مساعدة ممكنة من اجل خروج قوات الاحتلال أو لنقل كل تسهيل لأن المساعدة ربما تأخذ معاني أخرى). والثاني المصلحة الوطنية السورية والقومية العربية التي تتعرض للخطر اليوم في العراق جراء احتمال اندلاع حرب أهلية في العراق - لا سمح الله - و(تأثير التفاعلات التي تأتي على خلفية أشياء من هذا النوع في العراق بالنسبة إلى بقية الدول في المنطقة التي تتشارك في البيئة الاجتماعية نفسها سيكون لها تأثير بعيد المدى, وسورية ستتأثر بكل تأكيد). إن هذا الدور السوري في العراق هو العمل بالتوافق مع الأشقاء العرب لإيجاد (صيغة سياسية تتوافق مع هذا الطرح المشترك وتوحد العراقيين, والصيغ السياسية الموجودة الآن نسمع هناك الكثير من الاعتراضات عليها البعض يعترض على الدستور وعلى أشياء أخرى وهناك فئات في المجتمع العراقي تعتقد بأنها خاسرة ورابحة, وهناك فئات تعتقد بأنها مظلومة, هذا شيء خطير بالنسبة إلى مستقبل العراق بمعزل عن وجود الاحتلال وعدمه), هذه الصيغة لا بد أن ترتكز على مبدأ عروبة العراق )العراق عربي وكل شيء يستند إلى هذه العروبة(, ونبه السيد الرئيس أن الوصول إلى هذه الصيغة لا يزال يحتاج إلى الكثير من العمل. علينا أن نحدد أولويات الإصلاح أولويات الإصلاح بالنسبة إلينا كانت دائما الوضع الاقتصادي وتركيزنا كله على هذا الاتجاه وكعادته دائماً في جميع المناسبات الإعلامية كان لا بد للسيد الرئيس الحديث عن المشروع الإصلاحي الذي يقوده في سورية, حيث شدد رفضه للمقولات التي تقول بأن الإصلاح يسير بخطى بطيئة أو تأخر حيث أكد سيادته أن (الإصلاح هو أن تسير بأقصى سرعة بأقل خسائر.. المهم هل نسير إلى الأمام أم لا.. نحن نسير إلى الأمام بخطوات كبيرة والدليل أن النمو في عام 2000 كان في حدود الصفر. واليوم بحسب تقرير صندوق النقد الدولي فإن نسبة النمو في القطاع غير النفطي هي 5.5 في المائة. لولا الإصلاح لما كنا حصلنا على هذا الرقم من الناحية الاقتصادية). وأكد أن سورية حققت هذا النمو والعديد من الإصلاحات رغم العديد من العراقيل التي وضعت أمامها السياسية الخارجية منها و(العراقيل الواضحة والمباشرة من أميركا وبعض الدول الأوروبية لعملية الإصلاح في سورية(, بالإضافة إلى العوامل الداخلية والتي منها التطرف ف )الإصلاح في حاجة إلى إبداع, والإبداع لا يمكن أن يكون مع وجود الانغلاق, والانغلاق هنا يعبر عنه بالتطرف, التطرف أو الإرهاب لان الهامش بينهما قليل). التطرف والإرهاب جعلا الحكومة السورية تضع أولوية الدفاع عن الناس والحفاظ الأمني للمجتمع وحماية المواطنين وممتلكاتهم الخاصة والعامة مع أولويات الإصلاح الاقتصادي والسياسي والإعلامي, حيث قال الرئيس الأسد إن المحور الأمني ليس (قبل الاقتصاد وقبل الطعام والوضع المادي للناس. لكن الآن أضعه بالتوازي معه, ما فائدة أن تكون شبعاناً اليوم ولكن تجوع غدا, يجب أن تعيش كي تشبع وتشبع وتعيش لكي تحقق تطويرا في المجالات الأخرى, هذا هو المنطقي). إن الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وسيادة القانون هم عماد التقدم والتطور والنماء والازدهار في بلادنا. |
|