تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضرورات النقل وهوية الاستقبال

اقتصاديات- خارج السرب
الاثنين 3 /7/2006
خالد الاشهب

اقرأ كثيرا , بحكم طبيعة العمل في الصحافة او بحكم الاجتهاد , آراءا ووجهات نظر وتصريحات لجهات مسؤولة او منتجة , وسواء كانت صناعية الطابع او غيره , حول الطريقة الافضل لاستقدام التقنية واستخدامها , او حول تطبيقات نظم الادارة والانتاج المستفادة من بعض تجارب الآخرين , وحتى تلك التي يزعم انها يمكن ان تكون نتاجا وطنيا خالصا ,

وألاحظ تركيزا على مسالتي الهوية والخصوصية في كل تلك الاستفادات كما لو انها مسلمة غير قابلة للنقاش بالمطلق , او كما لو انها الشرط اللازم الذي لاهدنة ولاتجاوز معه , لأية استفادة او تطبيق كلي او جزئي لتجربة اقتصادية او ادارية مستوردة , فاذا اخذنا بأية تجربة من هذه التجارب المخاضة في الغرب , ومهما كان نوعها وتصنيفها , او حاولنا استنساخها او نسخها , فعلينا اولا مطابقتها مع شروط الهوية والخصوصية وقياس مدى ملاءمتها مع ماننطوي عليه ثقافيا واجتماعيا واخلاقيا , فإن لم تتطابق ... قلنا إنها لاتنفعنا , وإن تطابقت في جزء من اجزائها مهما كان صغيرا وغير مؤثر حاولنا تعميم الجزء على الكل ولو .. بالوهم والخيال وتحت وطأة الضرورة , ثم لانلبث ان نكتشف ان مانقلناه فشل في تادية المهمة , سواء كان نقلا بتصرف , او كان اقتباسا بتصرف ايضا , او كان تطويعا قسريا لما توهمناه مطابقة .‏

ومع هذا , فإن اية محاولة لتقويم التجربة واكتشاف مكامن الخطأ فيها لايمكن ان يقارب مسألتي الهوية والخصوصية , ولايمكن لأي منا الاعتراف علانية بأن هاتين المسألتين بالذات كانتا وراء فشل التجربة واخفاق توطينها.‏

والمشكلة الحقيقية ليست في الاعتراف بسببية هاتين المسألتين , ولا بحضورهما الضاغط والطاغي في كل مانقوم به من محاولات تطوير او تحديث سواء على المستوى الرسمي او الخاص , بل هي في حالة التقديس وهالة العصمة والعفة والطهارة التي تحيط بالمسألتين وبقرار مسبق غير قابل للنقاش لدينا , وبالتالي في الاصرار على الابقاء على هاتين المسألتين شرطا , او لنقل حاجزا او جدارا , يحول بين مانطمح اليه وبين مانحصل عليه في الواقع , فهما القدر الذي لايرد ولاسبيل الى الفكاك منه , بل هما المستحيل الذي لاوسع للبشر من تجاوزه او التغلب عليه او حتى تجاهله .‏

مالعمل ?‏

لدي بعض الاسئلة المتصلة بهاتين المسألتين , سوف اطرحهما مبدئيا , على ان يكون مقدمة للخوض في غمارهما دون تشنج او تحالف مسبق او انتصار لهما , وان يكون مقدمة لتحريض الكثيرين للكتابة الى هذه الزاوية كما يفعل البعض .‏

السؤال الاول , لماذا لانكشف استار الهوية والخصوصية فنتحدث عنهما ونوصفهما بشيء من الحياد والنزاهة والشفافية , ماهما وكيف نستدل عليهما واين تتوضعان في مانعمل ومانطمح ?‏

السؤال الثاني , اذا كان ثمة بعد ثقافي واجتماعي لما هو تقني وتكنولوجي كمنظومة لاتنفصل عن بعضها البعض , فأين هي حدود ذلك البعد في مانستنسخه او نقتبسه او نستفيد منه في تجارب الآخرين وخاصة تجارب الغرب ?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية