|
دمشق هذا وتحتفل جمهورية بيلاروسيا (روسيا البيضاء) في الثالث من تموز من كل عام بعيد استقلالها الذي يشكل بالنسبة للشعب البيلاروسي الصديق نقطة تحول هامة في تاريخهم والذي شهد قبل عام 1944 عام الاستقلال حربا طاحنة ابان الحرب العالمية الثانية حصدت أكثر من ثلثهم ودمرت اقتصاد بلادهم بالكامل. وتكتسب العلاقات الثنائية بين سورية وبيلاروسيا أهمية خاصة في مختلف المجالات والميادين حيث شكلت علاقات الصداقة والتعاون التي كانت قائمة بين سورية والاتحاد السوفييتي السابق اساسا للعلاقات بين البلدين الآن والمتمثلة بسعي حكومتيهما نحو تطويرها على المستويين السياسي والاقتصادي. وقد عبرت جمهورية بيلاروسيا في أكثر من مناسبة عن دعمها للمطالب العربية العادلة المتعلقة بايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي من خلال تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة كما عبرت عن قلقها الكبير ازاء تدهور الاوضاع في الاراضي العربية المحتلة جراء العنف والاستخدام المفرط للقوة من جانب اسرائيل والتي خلفت أزمة انسانية ومأساوية للشعب الفلسطيني نتيجة العمليات العسكرية واسعة النطاق التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضده. وتعتبر جمهورية بيلاروسيا ان لابديل للسلام في الشرق الاوسط حيث يشكل مبدأ الارض مقابل السلام المخرج الوحيد من الازمة ومنطلقا هاما لتحقيق الامن والاستقرار في هذه المنطقة كما أكدت أكثر من مرة ان مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت تشكل مقدمة هامة جدا لاحلال السلام المنشود. وقد أكدت بيلاروسيا في مناسبات عديدة أن سورية تشغل مكانة هامة في العلاقات الخارجية لها وهي تقدر عاليا مواقف سورية التي كانت من الدول الاولى التي أقامت علاقات دبلوماسية مع بيلاروسيا في آب 1992 وكانت دمشق العاصمة العربية الثانية التي افتتحت بها سفارة بيلاروسية عام 1998 الامر الذي يعكس رغبة البلدين في تطوير علاقاتهما المستقبلية حيث ساهمت زيارة الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو إلى دمشق في كانون الثاني عام 2003 وهي الثانية من نوعها إلى سورية في تطوير علاقات التعاون وتبادل الاراء حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. ويرتبط البلدان الصديقان سورية وبيلاروسيا بعدد كبير من الاتفاقيات الثنائية في مجالات التعاون التجاري والاقتصادي والفني ومنع الازدواج الضريبي والتشجيع والحماية المتبادلين للاستثمارات والتعاون الاعلامي والصحي والعلمي والثقافي والسياحي والمصرفي والنقل البري والصناعي الى جانب الزيارات المتبادلة والمستمرة للوفود النقابية والتعاون القائم بينهما في مجال التعليم العالي والذي بدأ منذ عام 1960 حيث تخرج مئات الطلبة السوريين من جامعات بيلاروسيا وخاصة في مجال الطب والعلوم التقنية. وقد أسست اجتماعات اللجنة السورية البيلاروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي لاقامة نظام فاعل لتبادل المعلومات في المسائل الاقتصادية والتجارية بين غرف التجارة والصناعة في كلا البلدين وساهمت في اقامة المعارض في البلدين إلى جانب الترخيص لصناعة تجميع جرارات ام تي زد في مدينة حلب. |
|