|
دمشق وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة كلارين ووكالة الأنباء تيلام الأرجنتينيتين أننا مع أي عمل لوقف العنف في سورية، نحن مع أي عمل يؤدي إلى حل سياسي، ولكن الحل السياسي لا يمكن أن يتم مع استمرار العنف، نحن رحبنا بالتقارب الروسي - الأميركي، ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة، ولكن لا نعتقد بأن كثيراً من الدول الغربية تريد بالفعل حلاً في سورية، ولا نعتقد بأن الكثير من القوى التي تدعم الإرهابيين تريد حلاً للأزمة.
واشار الرئيس الأسد الى ان المعارضة التي تعيش خارج سورية، هي قوى مرتبطة بدول خارجية، وبالتالي ليست قوى مستقلة القرار، هذه القوى تعتاش من الخارج، تأخذ أموالاً من الدول الخارجية، تعيش في ظل مخابرات تلك الدول، وتقول ما تقرره لها هذه الدول، إذاً هي ليست مستقلة والأهم أنه ليس لديها قاعدة شعبية فعلية في سورية. وحول الاسباب التي جعلت الأزمة الراهنة في سورية تستمر لفترة طويلة وتتعمق بشكل كبير.. اشار الرئيس الأسد الى أن هناك عناصر متعددة ساهمت في الأزمة داخلية وخارجية، أهمها التدخل الخارجي، ثانياً لأن حسابات الدول التي أرادت أن تتدخل في سورية كانت حسابات خاطئة، تلك الدول كانت تعتقد بأن المخطط يمكن أن ينتهي خلال أسابيع وأشهر ولكن هذا الشيء لم يحصل، ما حصل بأن الشعب السوري قاوم ورفض كل أشكال التدخل الخارجي وما زلنا نقاوم حتى الآن. بالنسبة لنا هي عملية دفاع عن الوطن. كل قتيل سوري خسارة وحول عدد الشهداء والقتلى الذين سقطوا في الأزمة.. قال الرئيس الاسد: عليك أن تسأل أولاً الذين يطرحون هذه الأعداد عن مصادرهم... عليك أن تسألهم عن مدى مصداقية تلك المصادر... قبل كل شيء أقول لك أن القتل شيء بشع، سواء كان العدد شخصاً واحداً أو مئات الأشخاص.. فهو إنسان سوري... لكن هل نستطيع أن نغفل أن الكثير من القتلى الذين يتحدثون عنهم هم أجانب جاؤوا ليقتلوا الشعب السوري.هم ليسوا سوريين... بالنسبة لنا كل قتيل سوري خسارة... لا نستطيع أن نغفل أيضاً أن هناك كثيراً من السوريين في عداد المفقودين، وعليه فإن دقة الأرقام تعتمد على كل النقاط السابقة، ما عدد السوريين القتلى، وماعدد الأجانب، وما عدد المفقودين..حالياً لا نستطيع إعطاء رقم دقيق، لكننا نعرف أن آلاف السوريين قتلوا.. طبعاً هذا الرقم يتغير دائماً، لأن الإرهابيين يقتلون الناس وأحياناً يدفنونهم في مقابر جماعية لا نكتشفها إلا عندما يدخل الجيش العربي السوري إلى تلك المناطق. واجب الجيش والقوى الأمنية الرّد على الإرهابيين وفيما يتعلق باستخدام القوة الزائدة من قبل القوات الحكومية في المواجهة؟ اجاب الرئيس الأسد..ما تعريف القوة الزائدة.. كيف لك أن تحدد إن كان هناك استخدام لقوة زائدة أم ناقصة.. ماهو المعيار... إذاً من غير الموضوعي الحديث بهذا الأمر من هذه الزاوية... أنت تقوم بالرد بحسب نوع الإرهاب الذي تتعرض له.. وكلما تطور شكل الإرهاب الذي تواجهه يجب أن تتطور أساليبك بالرد عليه، في البداية كان إرهاباً محلياً، ثم إرهاباً من الخارج، ما أدى إلى تطوير نوعية الأسلحة التي تأتي لهؤلاء الإرهابيين وأصبحوا يقومون بأعمال إرهابية واسعة وبالتالي فإن من واجب الجيش والقوى الأمنية الرد على هؤلاء، كل حالة حسب نوع وشكل الإرهاب الذي تواجَهُ به، بالشكل الذي يضمن تنظيف المنطقة من الإرهابيين وبنفس الوقت وبنفس الدرجة حماية المدنيين والحفاظ على حياتهم.. إذاً النقاش هنا ليس ما هو حجم القوة المستخدمة أو نوعية السلاح، المعيار هو أولاً شكل وحجم الإرهاب الذي نتعرض له وواجبنا الرد عليه، وثانياً النتيجة التي يجب أن تصل إليها من أجل حماية مواطنينا وبلدنا. لا يمكن أن يكون الإرهاب هو الطريق للإصلاح وحول امكانية التوصل إلى حوار لمنع حدوث تدخل أجنبي قال السيد الرئيس بشار الأسد في البداية كانت المطالب إصلاحية، ولو أن هذا الطرح كان بالمظهر، كان غطاءً أو قناعاً لكي يتم إظهار الموضوع بأنه موضوع إصلاح، قمنا بالإصلاحات، غيّرنا الدستور، غيرنا القوانين، ألغينا حالة الطوارئ، وأعلنّا عن حوارمع القوى السياسية المعارضة، ولكن مع كل خطوة كنا نقوم بها كان الإرهاب يزداد.. السؤال المنطقي هنا ما هي العلاقة بين الإرهاب والإصلاح؟ لا يمكن أن يكون الإرهاب هو الطريق للإصلاح؟ ما علاقة إرهابي من الشيشان بالإصلاح في سورية؟ ما علاقة إرهابي يأتي من العراق أو من لبنان أو من أفغانستان بالإصلاح في سورية، تم مؤخراً إحصاء حوالي 29 جنسية تقاتل في سورية، ما هي العلاقة بين كل هؤلاء والإصلاح الداخلي؟ هذا الكلام غير منطقي.. بالنسبة لنا نحن قمنا بالإصلاح والآن لدينا أيضاً مبادرة سياسية تتضمن حواراً، الأساس في أي حل سياسي هو ما يريده الشعب السوري، وهو ما تحكمه صناديق الاقتراع، لا توجد طريقة أخرى، أما الإرهابي فلا أحد يحاور إرهابياً، الإرهاب ضرب من أميركا إلى أوروبا، هل قامت أي حكومة من الحكومات بمحاورة الإرهابيين، أنت تحاور قوى سياسية، لكن لا تحاور إرهابياً يقوم بالذبح والقتل ويضرب بالغازات السامة وهي أسلحة كيميائية. نحن مع أي عمل يؤدي إلى حل سياسي وفيما يتعلق بالإصلاحات وهل ستضمن أن يكون هناك تمثيل ديمقراطي فعلي وأن يكون هناك حرية للصحافة اوضح الرئيس الأسد: ربما تعلم أو لا تعلم أن هناك قانوناً جديداً للصحافة صدر مع حزمة القوانين مؤخراً، لكن نحن انطلقنا من عنوان أكبر، الحوار هو حوار القوى السياسية، هذا الحوار سيؤدي إلى مبادئ عامة ولدستور، الدستور بالطبع بحاجة لتصويت الشعب، وهذا الدستور سينص على حريات أكبر ربما، طبعاً هذا شيء موجود في الدستور الحالي، لكن القوانين التي ستصدر لاحقاً ستبنى على الدستور الجديد، ومن البديهي أن يكون فيها حريات سياسية، وحريات إعلامية، وحريات بالمعنى العام، لا تستطيع أن تتحدث عن حرية الصحفي بدون أن يكون هناك حرية سياسية بشكل عام. فهذا شيء بديهي. وحول تقييم مؤتمر الحوار نهاية هذا الشهر في ضوء الاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة وروسيا في ظل التدخلات البريطانية والفرنسية في هذا الموضوع؟ أشار الرئيس الأسد الى اننا مع أي عمل لوقف العنف في سورية، نحن مع أي عمل يؤدي إلى حل سياسي، ولكن الحل السياسي لا يمكن أن يتم مع استمرار العنف، نحن رحبنا بالتقارب الروسي - الأميركي، ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة، ولكن لا نعتقد بأن كثيراً من الدول الغربية تريد بالفعل حلاً في سورية، ولا نعتقد بأن الكثير من القوى التي تدعم الإرهابيين تريد حلاً للأزمة، لذلك هم ردّوا مباشرة على الاجتماع الروسي - الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سورية، نحن ندعم التقارب ونرحب به، ولكن علينا أن نكون واقعيين، لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسياً، وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك حلٌ من طرف واحد في سورية.. أنت بحاجة إلى طرفين على الأقل. المعارضة الخارجية ليست مستقلة وتعتاش من المال الخارجي وبالنسبة للشكوك تجاه القوى المعارضة أو بعض الدول أو القوى العظمى التي لا تريد أن يكون هناك حل في سورية قال الرئيس الاسد: عملياً هذه القوى المعارضة التي تتحدث عنها، والتي تعيش خارج سورية، هي قوى مرتبطة بدول خارجية، وبالتالي ليست قوى مستقلة القرار، هذه القوى تعتاش من الخارج، تأخذ أموالاً من الدول الخارجية، تعيش في ظل مخابرات تلك الدول، وتقول ما تقرره لها هذه الدول، إذاً هي ليست مستقلة والأهم أنه ليس لديها قاعدة شعبية فعلية في سورية والدليل أنه لو كان لها تلك القاعدة لكانت أتت إلى البلاد. نحن في سورية لدينا معارضة سياسية، موجودة في الداخل، ولديها قاعدة شعبية بنسب مختلفة، لم تقم الدولة بالضغط أو بالتعدي على هذه المعارضة وبالتالي ما هو المبرر لبقية المعارضات أن تكون خارج سورية سوى أنها تابعة لتلك الدول، إذاً ورداً على سؤالك هل تشك بالدول أم بالمعارضة فكلاهما واحد، والأهم أنها ليست شكوكا، بل هي حقائق لأنهم هم من أعلنوا أنهم لا يريدون حواراً، نحن لم نشك ولم نستنتج بناء على شكوك، هم الذين أعلنوا رسمياً وفي أكثر من مكان ومناسبة, آخرها كان الأسبوع الماضي أنهم لا يريدون حواراً مع الدولة السورية. نتحاور مع أي طرف عدا الإرهابيين ومن تعامل مع إسرائيل وعن الاطراف التي يمكن الحوار معها.. اوضح الرئيس الأسد: نحن كنا ومازلنا نحاور أي طرف يريد الحوار دون استثناء، طالما أنه يريد لسورية أن تكون أفضل في ظل سيادة قرارها وحريته، طالما أنه لم يتعامل مع إسرائيل لا سراً ولا علناً، وبالتالي نحن منفتحون على الجميع، لكن هذا لايشمل الإرهابيين، لا توجد دولة تحاورالإرهابيين. إنما عندما يُلقي المسلح سلاحه ويأتي للحوار السياسي فلا يوجد لدينا مشكلة وهذا حصل، فهناك عديد من الأشخاص حملوا السلاح، واكتشفوا بعدها أن ما يجري في سورية ذهب في مناحٍ أخرى، فألقوا السلاح وانتقلوا للعمل السياسي وهاهم الآن يتعاملون مع الدولة بالحوار، لديهم مطالب، لديهم أفكار والدولة تتعامل معهم. لكن كي نفهم الحل علينا أن نكون واضحين، هناك خلط الآن في العالم بين الحل السياسي وبين الإرهاب، هم يعتقدون بأن مؤتمراً سياسياً سيؤدي إلى توقف الإرهاب على الأرض، هذا كلام يجافي الحقيقة. الإرهاب يتلقى الدعم من الدول الخارجية، هناك أموال تأتي، وهناك سلاح يأتي، وبالتالي هذه الدول لن تتوقف عن ذلك لأن مصلحتها الأولى هي تخريب سورية، أما العمل السياسي فهو سيؤدي بالضرورة إلى تطوير سورية وخروجها مما هي فيه وهذا عكس ما تريده هذه الدول تماماً، فكيف لها أن تدعم حلاً سياسياً سيؤدي إلى عكس ما ترغبه لسورية. الشعب السوري لديه تصور لمستقبل سورية، تأتي كل القوى إلى المؤتمر، تتحاور وتقرر ما تراه مناسباً ابتداءً من الدستور مروراً بالقوانين الجديدة وأي إجراءات لها علاقة بالنظام السياسي ومنها شكل النظام في سورية سواء برلمانياً أو رئاسياً أو أي نظام آخر، وبناء عليه ستكون سورية المستقبل. الإرهاب هو موضوع مختلف تماماً، فلو اجتمعنا اليوم وكان مؤتمر الحوار ناجحاً هذا لا يعني توقف الإرهاب، طالما هناك دول كقطر وتركيا وغيرهما ليس لها مصلحة في وقف العنف في سورية، وليس لها مصلحة بأي حل سياسي فإن الإرهاب سيستمر، لذلك بالنسبة لنا فإن الجانب الأساسي الذي يستطيع أي مؤتمر دولي المساهمة فيه بشكل جدي هو وقف إدخال الأموال والسلاح إلى سورية، ووقف إرسال الإرهابيين الذين يأتون بشكل أساسي عبر تركيا وبتمويل قطري مع بعض الدول الخليجية الأخرى، ومنها السعودية على سبيل المثال، عندما تتدخل الدول الكبرى لمنع هذا التمويل والتدريب والإرسال عندها تصبح مكافحة الإرهاب أسهل في سورية، ويصبح العمل السياسي منتجاً في ذلك الوقت، أما أن تأتي بدستور جديد وقوانين جديدة والشعب السوري يُقتل بالشوارع بسبب إرهابهم، فما قيمة أي حل سياسي. وحول احتمالات التحاورمع القوى الخارجية.. قال الرئيس الأسد: طبعاً.. نحن قلنا منذ البداية إننا نحاور أي قوى في الداخل أو الخارج ، لا توجد مشكلة، شرط أن لا تحمل سلاحاً، لا تستطيع أن تحمل بندقية وتأتي إلى الحوار، هذا هو الشرط الوحيد، نحن لم نضع أي شروط على الحوار، حتى أنّ هناك قوى ربما من الناحية القانونية مطلوبة للقضاء، لكننا لم نقم بأي إجراء قضائي ضد أي جهة لكي نفتح مجالاً للحوار ونسمع من الجميع، وهناك شارع وشعب سوري هو الذي سيقرر من هو وطني ومن هو غير وطني، من هو صادق ومن هو غير صادق، نحن لم نقل بأننا نريد حلاً على طريقتنا كدولة، لم نطرح ما هو شكل الحل، تركناه للشعب السوري. إسرائيل تدعم الإرهابيين وتوجههم وتعطيهم المخطط العام لتحركاتهم وبالنسبة للدور الذي تلعبه إسرائيل بالأزمة في سورية وخاصة بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع في سورية .. أكد الرئيس الاسد أن إسرائيل تدعم بشكل مباشر هذه المجموعات الإرهابية بطريقتين، الطريقة الأولى هي تقديم الدعم اللوجستي لهذه القوى، على الأقل هذا ما نراه بالأعين من خلال تقديم المساعدة للجرحى الإرهابيين على الجبهة السورية في الجولان،على الجانب الآخر هي ترسل لهم التوجيهات، كيف يقومون بالهجوم ، أي مواقع يهاجمون، مثلاً هم هاجموا مواقع رادار، والرادار طبعاً مرتبط بمنظومة الدفاع الجوي لكشف أي طائرة تأتي من الخارج، بدأوا بتوجيههم بمهاجمة هذه المنظومات لأن هذه المنظومات لها علاقة بأي حرب بين سورية وإسرائيل، فهي توجههم وتعطيهم المخطط العام كيف يتحركون، وبنفس الوقت تقدم لهم الدعم اللوجستي. لسنا بحاجة لمن يدافع عنا في سورية وحول ما يشاع عن وجود عناصر من حزب الله ومن إيران يقاتلون إلى جانب الجيش العربي السوري.. اجاب السيد الرئيس بشار الأسد: بدأ هذا الطرح في الغرب عندما تحدثنا عن مقاتلين أجانب يقاتلون في سورية فكان ردهم أن حزب الله وإيران أيضاً يقاتلون في سورية. إن سورية بسكانها 23 مليون ليست بحاجة لأي دعم بشري من أي دولة كانت، لدينا جيش ولدينا قوى أمنية ولدينا سوريون يدافعون عن بلدهم، وبالتالي نحن لسنا بحاجة لمن يدافع عنا في سورية، لا من إيران ولا من حزب الله. طبعاً العلاقة بيننا وبين حزب الله وإيران هي علاقات قديمة جداً ومعلنة وعمرها عشرات السنين، وهناك تبادل خبرات في كل المجالات وهذا شيء معروف. أما ما يقال عن مقاتلين فهذه قضية من المستحيل إخفاؤها لو كانت صحيحة، لو كان هناك مقاتلون فسيراهم الشعب السوري بعينه وعندها لا يمكن أن نخفي ذلك... فأين هم هؤلاء... وبنفس الوقت اعلم تماماً أننا شفافون وسنعلن هذا الشيء إن حصل أو إذا كان هناك حاجة لحصوله أصلا.. لا يوجد لدينا مقاتلين من خارج سورية من أية جنسية كانت، ولا يوجد حاجة لأي دعم من أي دولة عربية أو أجنبية في هذا الإطار، هناك أشخاص من حزب الله وإيران موجودون في سورية، وهم منذ ما قبل الأزمة بسنوات طويلة يذهبون ويأتون إلى سورية. بقائي أو عدمه يكون بقرار شعبي فقط وعبر صناديق الانتخابات وبخصوص وجود توقيت لكي تسلم القوى المعارضة أسلحتها وأن يتم التوصل الى اتفاق، والتخلي عن «السلطة».. قال الرئيس الأسد: بالنسبة لبقائي أو عدم بقائي، هذا يرتبط بالشعب السوري، أنا كرئيس ليس قراري الشخصي أن أبقى أو أذهب، هذا قرار الشعب إن أرادك فستبقى وإن لا فستذهب. لا يمكن لك أن تحكم وأنت غير مرغوب بك من الناس، هذا الكلام من البديهيات وليس بحاجة إلى الكثير من النقاش، هذا يعتمد على الدستور، على صندوق الانتخاب، في الانتخابات الرئاسية عام 2014، الشعب يقرر هذا الموضوع، لكن بالنسبة للمجموعات المسلحة التي تتحدث عنها، هي ليست جهة واحدة، أنت تتحدث عن مجموعات، عصابات صغيرة، عددها ليس بالعشرات، بل بالمئات، وأحد أسباب استقالة كوفي أنان أنه لم يعرف من يحاور في الطرف الآخر، هناك دولة واحدة والدولة فيها رئيس وحكومة ولديها هيكلية واضحة، أما هؤلاء الإرهابيون فهم عبارة عن جماعات، عصابات، فيها اللصوص ومهربو المخدرات، فيها المتطرفون وفيها آخرون، أي إنها خليط، وكل مجموعة لديها قائدها المحلي، إذاً أنت تتحدث عن آلاف الأشخاص، مَنْ يستطيع أن يوحّد آلاف الأشخاص؟ هذا هو السؤال، إذاً لا نستطيع أن نتحدث عن جدول زمني مع جهة لا نعرف من هي, ليس بالضرورة أن تكون كل هذه المجموعات لديها أجندة سياسية، وليس بالضرورة أن تكون كلها متطرفة، كما قلت هناك مجموعات من اللصوص.. هم الآن يبنون ثروة في هذه الأزمة، هم هاربون من وجه العدالة، لهم مصلحة في استمرار الوضع الحالي، فإذاً العملية معقدة من الناحية المحلية، لذلك عندما يكون لديهم بنية واحدة يمكننا أن نعطي جواباً على هذا السؤال. لكن بالنسبة لنا نحن نتعامل مع كل حالة بشكل إفرادي، فكل شخص من هؤلاء وكل مجموعة أشخاص تقوم بتسليم السلاح نعتبر فوراً بأننا انتقلنا معهم إلى الحوار، ولو لم يكن هذا الحوار حواراً شاملاً، نحن لا نعتمد على مبدأ أن تحقق كل شيء أو لا تحقق شيئاً، أنت تستطيع أن تحقق أشياء تدريجية، وهذه الآلية ساعدت على تخفيف الأزمة في الكثير من المناطق في سورية. وأضاف الرئيس الأسد: مسألة أن أترك منصبي أم لا ليس قراراً شخصياً، أنا رئيس منتخب من قبل الشعب والشعب السوري فقط هو من يحدد بقائي من عدمه وصندوق الانتخابات هو الحكم، والشعب السوري هو من سيقرر ذلك سواء بالحوار أو بالانتخابات القادمة. أما أن تقول إن على الرئيس السوري أن يذهب لأن أمريكا تريد ذلك، أو لأن الإرهابيين يريدون أو بعض الدول الأخرى تريد، فالموضوع بهذه الطريقة غير مقبول، هذا الموضوع يكون بقرار شعبي فقط وعبر صناديق الانتخابات. لا نقبل من أحد أن يحدد لنا ما الذي نفعله.. لا الولايات المتحدة ولا غيرها وبشأن إعلان أميركا عدم نيتها التدخل في سورية شرط تخلي الرئيس عن منصبه كما أعلن جون كيري.. قال الرئيس الأسد: لا أعرف إذا كان كيري أو غيره أخذ تفويضاً من الشعب السوري لكي يتحدث باسم الشعب السوري عمن يجب أن يذهب ومن يجب أن يبقى، نحن قلنا منذ البداية أنّ أي قرارات لها علاقة بالإصلاح في سورية أو بأي عمل سياسي هي قرارات سورية محلية غير مسموح لا للولايات المتحدة ولا لأيّ دولة أن تتدخل فيها، هذا الموضوع مُنتهٍ، ومحسوم في سورية، لكي نكون واضحين، نحن دولة مستقلة، نحن شعب يحترم نفسه، لا نقبل لأحد أن يحدد لنا ما الذي نفعله، لا الولايات المتحدة ولا غيرها، لذلك هذا الاحتمال يحدده الشعب السوري تحديداً، أنت تذهب إلى الانتخابات، ترشح نفسك، هناك احتمال أن تنجح وهناك احتمال العكس، هذا هو الاحتمال وليس الاحتمال أن ندخل إلى المؤتمر مسبقاً ونقرر شيئاً لم يقرره الشعب، هذا أولاً. جانب آخر، البلد الآن في أزمة، عندما تكون السفينة في قلب العاصفة فالربان لا يهرب، الربان أو قبطان السفينة، لايهرب من العاصفة، أول شيء يقوم به هو مواجهة العاصفة وإعادة السفينة إلى المكان السليم وعندها يتم القرار في هذا الموضوع، فأي تخلٍ للرئيس عن مهامه الآن وتحت أي عنوان هذا هروب من المسؤولية، وأنا لست الشخص الذي يهرب من المسؤولية. وبشأن ما قاله كيري عن استخدام الجيش السوري غاز السارين في حلب، واصرار الغرب على تلك الاتهامات هل يمكن أن تمهّد الطريق إلى تدخل عسكري مباشر في سورية، وخشية سورية من ذلك.. أوضح الرئيس الأسد.. التصريحات الغربية بشأن سورية، سواء الكيماوي أو موضوع التنحي تتغير كل يوم، اليوم هناك كيماوي أو هناك دليل بأن هناك استخداماً لأسلحة كيماوية وفي اليوم التالي يقولون إنه لا يوجد دليل، وفي ثالث يوم هناك دليل، علينا أن ننتظر لكي يستقر رأي المسؤولين الغربيين على شيء واحد، علينا أن لا نضيع وقتنا على تصريحاتهم، المهم هو الواقع، فالأسلحة الكيماوية هي أسلحة دمار شامل، قالوا بأننا استخدمناها في أماكن سكنية، لو قلت لك الآن بأن هناك قنبلة نووية ألقيت على مدينة أو على ضاحية وعدد القتلى هم عشرة أو عشرون شخصاً فهل تصدق هذا الكلام؟ استخدام أسلحة كيماوية في مناطق سكنية يعني سقوط آلاف أو عشرات الآلاف من القتلى خلال دقائق، هل يمكن أن تخفي شيئاً كهذا؟ أين هم هؤلاء الآلاف من القتلى، نعود لجذر القضية، متى طرحوا موضوع الأسلحة الكيماوية؟ طرحوها عندما قامت المجموعات الإرهابية باستخدامها في حلب في خان العسل منذ حوالي شهرين وثبّتنا ذلك بالأدلة، لدينا الصاروخ المستخدم والمواد الكيماوية، تم تحليل هذه المواد وقمنا بإرسال رسالة رسمية إلى مجلس الأمن لكي يرسلوا بعثة لتثبيت هذه الحادثة، عندها أُحرجت الدول المعنية، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وقالت إنها تريد أن ترسل بعثةً للبحث عن الكيماوي في مناطق بدؤوا يدّعون بأنه استخدم فيها، ويريدون أن يقوموا بالتفتيش فيها، فوضعوا هذا الشرط لكي لا يرسلوا مجموعة تفتش عن الحادثة الحقيقية التي حصلت، وبدؤوا بالادعاء بأن سورية تستخدم أسلحة كيماوية ضد الإرهابيين. في الواقع أحد أعضاء لجنة التحقيق في الأمم المتحدة، وهي كارلا ديل بونتي أعلنت للإعلام الأسبوع الماضي بأن الإرهابيين في سورية هم من يستخدم السلاح الكيماوي، ولكن كل هذه الدول بما فيها الأمم المتحدة لم تهتم بهذا التصريح، أما أن يستخدم هذا الموضوع كمقدمة للحرب على سورية فهذا من الاحتمالات الواردة. الغرب يكذب ويكذب ويزوّر ويقوم بحروب، هذا من طباع الغرب، طبعاً أي حرب على سورية لن تكون سهلة، هم يعرفون هذا الشيء يعرفون أنها لن تكون نزهة، سورية وضعها مختلف. أن نقول إنهم يفكرون دائماً أو تجذبهم فكرة الحرب فهذا منطقي جداً ولكن لا يوجد لدينا أي أدلة بأن هذا الشيء قائمٌ، ولكنه يبقى احتمالاً لايجوز أن نلغيه من أذهاننا. عدوان إسرائيل من أجل رفع معنويات المجموعات الإرهابية وحول الخوف من حصول عمل عسكري مباشر ضد سورية اجاب الرئيس الأسد.. هذا ما حصل الأسبوع الماضي من قبل إسرائيل، هو احتمال قائم ووارد يحصل من وقت لآخر خاصة بعد أن تمكنّا من ضرب المجموعات الإرهابية في مناطق كثيرة من سورية وبدأ ميزان القوى على الأرض يتغير بشكل كبير، فقامت هذه الدول بتكليف إسرائيل بأن تقوم بهذا العمل من أجل رفع معنويات المجموعات الإرهابية. فهذه الدول تريد للحرب وللعنف والدماء في سورية أن تستمر لزمن طويل لأن هذا الشيء يضعف سورية بشكل كبير. فهذا احتمال كبير جداً وليس مستبعداً على الإطلاق، نفترض بأنه سوف يحصل في أي وقت نوعٌ من التدخل ولو كان محدوداً. وحول تطور الأزمة عسكرياً خلال الأيام الأخيرة.. أشار الرئيس الاسد الى ان مصطلح السيطرة من عدمها يستخدم عندما تخوض حرباً مع جيش أجنبي دخل إلى أراضيك عندها نقول إنه سيطر على منطقة أو سيطرنا على منطقة أخرى، لكن الوضع في سورية مختلف تماماً، نحن نتعامل مع إرهابيين، هؤلاء يتغلغلون في أماكن متفرقة، قد يكونون في مبنى مقابل، وهنا أنت لا تستطيع أن تتحدث عن سيطرة الإرهابيين في هذا المكان، الإرهابي يهرب من مكان إلى آخر، لأنهم ليسوا جيشاً بالمعنى التقليدي. أما الجيش العربي السوري فلم يذهب إلى مكان وقرر الدخول إليه إلا وتمكن من ذلك، لا يوجد مكان لم يتمكن الجيش من دخوله،هنا يمكن لك أن تتحدث عن السيطرة. هناك مناطق يتحرك فيها الإرهابيون، وبشكل طبيعي لا يمكن لأي جيش في العالم أن يكون موجوداً في كل زاوية من زوايا الوطن، ما نقوم به الآن هو ضرب الإرهابيين وليس تحرير أراضٍ، وقد حققنا نتائج كبيرة جداً في الفترة الأخيرة على هذا الصعيد لذلك جزء كبير من الإرهابيين هرب إلى خارج سورية، وهناك جزء استسلم للدولة... بالتالي نحن لا نقول بأننا سيطرنا على منطقة ما أم لم نسيطر، نحن نخوض حرباً ضد الإرهاب والمعركة طويلة ونحقق فيها تقدماً بشكل جيد. الولايات المتحدة مازالت منحازة لإسرائيل ضد حقوق الشعب العربي وفيما يتعلق بسياسة اوباما الخارجية وأن هناك اختلافاً واضحاً بينه ومن سبقه من الرؤساء الأميركيين.. قال الرئيس الأسد: في الولايات المتحدة هناك مؤسسات تحكم السياسة، وهناك لوبيات، أي مسؤول يأتي يكون له دور معين، بمعنى بصمة خاصة، ولكن لا يستطيع أن يرسم كل السياسة بمعزل عن العناصر الموجودة في السياسة الأمريكية، لذلك بالنسبة لنا في سورية الاختلافات في الإدارات الأمريكية هي اختلافات بسيطة، وليست كبيرة، لأن المؤسسات لم تتغير، ولأن اللوبيات لم تتغير، فلا نستطيع أن نقيّم السياسة من قبل شخص سواء كان رئيساً أم وزير خارجية، والمهم بالنسبة لنا في سورية لو أردنا أن نقيّم السياسة الأمريكية، هو أن الولايات المتحدة مازالت منحازة لإسرائيل ضد حقوق الشعب العربي، وخاصة الفلسطينيين، وهي لم تفعل منذ أكثر من عشرين عاماً أي شيء جدي بالنسبة لعملية السلام، احتلت أفغانستان والعراق ومازالت تسير بنفس السياسات، وعلى الصعيد الإنساني هي مازالت تدير سجن غوانتانامو، فإذاً ما الذي تغيّر؟ الخطاب؟ الخطاب ليس له قيمة، المهم الأفعال على الأرض،أعتقد بأن الإدارات الأمريكية متشابهة في معظم الأمور، والفروقات هي فروقات بسيطة. وحول التغيير في السياسة الاستراتيجية في الولايات المتحدة، وامكانية أن يحدث أيّ غزو لسورية من قبل القوات الأميركية.. أكد الرئيس الأسد.. نستطيع ان ننظر للموضوع من زاويتين، هناك حوار أيضاً داخل الولايات المتحدة بأن هذه الإدارة لا تريد الحروب ولكن لماذا؟ هل بسبب الوضع الاقتصادي، هل بسبب تغير الموازين الدولية، هل بسبب الفشل في العراق وأفغانستان وغيرها، أم أن القضية قضية مبادئ، أنا أشك بأن تكون القضية كذلك، أعتقد بأن هناك ظروفاً تتغير هي التي تمنع الولايات المتحدة من القيام بمغامرات جديدة، خاصة أنها مغامرات تكلفهم أموالاً ولا تحقق نتائج سياسية لمصلحة الولايات المتحدة، ولكن بكل الأحوال أنا لست بديلاً عن الأمريكيين لأُقيّم هذه النقطة، نحن ننظر من الخارج، لكن الزاوية الأخرى التي نراها بوضوح هي دعم الإرهابيين سياسياً ولوجستياً وإرسال ماسموه وسائل غير قاتلة للإرهابيين، وهنا يحضر سؤال، هل تمت أحداث 11 أيلول بوسائل قاتلة؟ على العكس، إذاً ليس بالضرورة أن تدعم الإرهاب بالسلاح، مجرد دعمه بالمال والأجهزة اللوجستية المختلفة، فأنت تزيد من فعالية القتل لديه، من كل ما سبق قد تكون السياسة الأمريكية انتقلت من الغزو المباشر إلى نوع آخر من الحروب، فالحروب ليست فقط القيام بغزو، والسؤال الآخر والأهم، هل تتبنى أمريكا الآن سياسة تحقق الاستقرار، الجواب لا، لا الولايات المتحدة ولا الغرب يقومون بأي شيء من أجل الاستقرار في العالم، لاحظ ما الذي يحصل الآن في كوريا الشمالية، في سورية، في الدول العربية، في العراق، في أفغانستان لا يوجد استقرار، هذا ما نركز عليه، الحرب هي أداة، وسيلة، نحن نتحدث الآن عن المبدأ وليس عن الأدوات، ليس بالضرورة أن يكون توقف أمريكا عن الغزو المباشر يعني أنها غيرت مبادئها، غيرت الأدوات نعم لكن المبادئ لا أظن. ما يهم الغرب هو أن يكون هناك حكومة موالية له وفيما يتعلق بالتعاون الأميركي مع قطر والسعودية لكي تتولى السلطة في سورية حكومة متطرفة قال الرئيس الأسد: بالنسبة للغرب ما يهمهم هو أن يكون هناك حكومة موالية له كالحكومات التي كانت موجودة في أمريكا اللاتينية والتي كانت تمتص خيرات الشعوب لكي تقدمها للولايات المتحدة بشكل أساسي أو للقوى الغربية الحليفة لها، أما بالنسبة للحكومات إن كانت متطرفة أم لا، فهناك وجهتا نظر، الأولى أن البعض في الغرب يخشى من حكومة متطرفة، فيدفع باتجاه حكومة غير متطرفة لكن عميلة له وتنفذ ما يريد. الثانية تقول إن البعض الآخر يفكر بأنه لا مشكلة في وجود حكومة متطرفة نستخدمها الآن ونكافحها فيما بعد، وهذا قصر نظر لأن ما حصل في أفغانستان وفي نيويورك لاحقاً هو نتيجة هذه الأفكار والسياسة الأمريكية، دعموا طالبان وفي 11 أيلول دفعوا الثمن غالياً. دخلوا افغانستان تحت ادعاء أنهم يكافحون الإرهاب، واليوم الإرهاب والتطرف أقوى بكثير مما كان عليه قبل 10 سنوات، بمعنى أن دخولهم لافغانستان جعل الإرهاب أقوى وأكثر انتشاراً، فبينما كان محصوراً في افغانستان قبل ذلك، اصبح اليوم منتشراً في كثير من بقاع العالم... إذاً.. هم يريدون حكومة عميلة موالية تنفذ ما يريدون مهما كان شكلها، الأخطر من ذلك، هو أن الدول الوهابية في المنطقة تريد نشر هذا الفكر المتطرف في كل المستويات الشعبية وليس فقط في الحكومة، وهذا خطير جداً. الحوار الوطني الذي نحضّر له هو الذي سيحدد ما هو الشكل والصيغة التي نريدها وحول وجود مراقبين دوليين في انتخابات 2014 وصحافة عالمية اجاب الرئيس الأسد..هذا الموضوع يعتمد على الحوار الوطني الذي نحضّر له الآن، ونحن كما تعلم نعمل مع القوى السياسية داخل سورية وبدأنا بمشاورات للتحضير للمؤتمر، وهو الذي سيحدد ما هو الشكل والصيغة التي نريدها حتى في الانتخابات. لأكون صريحاً معك، موضوع الرقابة على الانتخابات لا يمكن لي أنا وحدي أن أجيبك عليه، فهو ليس قرار فردٍ، حتى لو كان رئيساً، هو قرار وطني.. هناك فئة من الشعب لا تقبل فكرة الرقابة الخارجية أصلاً انطلاقاً من مفهوم السيادة الوطنية، فكيف من الممكن أن تأتي بجهات خارجية لتقول للسوريين أنتم أصبتم بكذا وأخطأتم بكذا، فالشعب السوري لا يثق بالغرب أساساً لأنه يسيّس الأمور، وهناك فئة أخرى من الشعب إن قبلت فستسأل من أي دول ستكون هذه الرقابة، من دول صديقة؟ من روسيا مثلاً أو من الصين، هذا إذا كانت، وأنا لا أقول أنها ستكون، كما ذكرت لأنه ليس قراري، هو قرار الشعب. إذاً هناك وجهات نظر والأفضل أن يأتي الجواب من خلال مؤتمر الحوار الوطني في سورية والذي ستشارك فيه كل القوى السياسية. لا يحلم أحد أن يأتي رئيساً لإيران ويحولها إلى دمية أميركية و حول الانتخابات الرئاسية التي ستجري في إيران في الفترة القادمة، وهل سيكون هناك أيّ تغيير في توجّه إيران.. أكد الرئيس الأسد قائلاً: طبعاً إيران دولة مهمة في المنطقة، هي دولة كبيرة تلعب دوراً سياسياً أساسياً، فأي شيء يحصل في إيران يؤثر سلباً أو إيجاباً على الاستقرار في كل هذه المنطقة، من هذا الجانب إيران تهم سورية، من جانب آخر هناك تحالف قديم بين إيران وسورية عمره الآن أكثر من ثلاثة عقود، فمن الطبيعي كدولة صديقة لإيران أن نهتم بالتبدلات الداخلية فيها لأن هذه التبدلات ستؤثر بشكل أو بآخر على دور سورية في المنطقة ونعتقد أن إيران كأي دولة في منطقة الشرق الأوسط فيها حراك سياسي داخلي، وتتبدل الأمور فيها كل بضعة أشهر أحياناً، وأحياناً كل بضعة سنوات، فلا بد أن تعكس الانتخابات المقبلة في إيران التغيرات في المجتمع الإيراني وأن تعكس أيضاً زيادة وزن إيران في المنطقة، إيران التي نعرفها اليوم تختلف عن تلك التي نعرفها قبل عشر سنوات، اليوم هي أهم وأقوى وهي دولة محورية أكثر، فلا بد أن تعكس هذه الانتخابات هذا التبدل، ولكن لا أعتقد بأن هذا التبدل سيكون كما تطمح الولايات المتحدة بأن يأتي رئيس جمهورية يحوّل إيران إلى دمية أمريكية، عليهم ألا يحلموا بهذا الموضوع، لابد أن تعكس هذه التبدلات التغيّر الداخلي الإيراني وليس ما يريده الغرب لإيران. وحول رفض محرقة الهولوكوست أو أن يكون هناك هولوكوست آخر، والخلاف مع خطاب إيران التاريخي، هل هذا الخلاف يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير اشار الرئيس الأسد.. أنا أودّ أن اسألك..لماذا نتحدث بالهولوكوست ولا نتحدث عما يحصل في فلسطين ومن قتل فيها عبر سنوات، لماذا لا نتحدث عن المليون ونصف المليون عراقي الذين قتلتهم أمريكا في العراق، لماذا لا نتحدث عن بضعة ملايين قتلوا في كوريا الشمالية في حرب الخمسينيات. الهولوكوست مسألة تاريخية بحاجة لرؤية شمولية وواسعة، لا أن تستخدم كموضوع سياسي بحت دائماً... أما أن تكون واقعاً أم غير واقع فأنا لست باحثاً تاريخياً لأحدد ما هو الدقيق من غير الدقيق في هذا الموضوع.. القضايا التاريخية هي قضايا تتبع لمن كتبها فالتاريخ يُغيّر ويزوّر في بعض الأحيان.. جاليتنا في الأرجنتين جسر ثقافي بين منطقتين متباعدتين وحول جاليتنا في الأرجنتين وقلقها على الأحداث في سورية .. والأفق المستقبلية أكد الرئيس الأسد..المستقبل هو الذي يحدد موقعك في التاريخ... وكل إنسان يخطئ ويصيب. وعندما تصل إلى موقع المسؤولية تفكر بشيء وحيد أنك كإنسان قد تقوم بأعمال صحيحة وأخرى خاطئة، لكن المهم أن تكون قد قمت بها انطلاقاً من العمق الوطني. أما بالنسبة للجالية الكبيرة الموجودة في الأرجنتين وفي أمريكا اللاتينية بشكل عام فنحن دائماً كنا ننظر إلى هذه الجالية على أنها جسر ثقافي بين منطقتين متباعدتين، لذلك فإن شعوب أمريكا اللاتينية تفهم ما يحصل في منطقتنا أكثر مما تفهمه دول أوروبا الموجودة على مسافة قريبة من الشرق الأوسط أو من العالم العربي،الآن في هذه الأزمة تستطيع هذه الجاليات أن تلعب دوراً أكبر من ذي قبل في هذا المجال. أي معلومات عن دخول صحفيين بشكل غير مباشر ننقلها إلى الدول المعنية وحول اختفاء صحفيين في سورية.. واختطاف المطرانين ابراهيم ويازجي.. بين الرئيس الأسد أن هناك حالات دخل فيها صحفيون لسورية من جهات عدة بشكل غير نظامي لمناطق يتواجد فيها الإرهابيون.. دون معرفة الدولة السورية... وعند توافر أي معلومة عن أي صحافي دخل بشكل غير شرعي إلى البلاد نحن ننقلها مباشرة إلى الدولة المعنية. ولا يوجد لدينا أي معلومة حتى الآن عن الصحفيين اللذين ذكرتهما أنت. بالنسبة للمطرانين هناك معلومات أولية بأنهما موجودان على الحدود التركية السورية ونحن الآن نتابع هذا الموضوع ونتواصل مع البطركية الأرثوذكسية في سورية للعمل على تحريرهما من يد الإرهابيين الذين قاموا باختطافهما. |
|