تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استراتيجية عابرة للقارات

الكنز
الاثنين 2-10-2017
عامر ياغي

تريلون و80 مليار ليرة سورية عدّاً ونقداً ... هذه ليست قيمة جائزة يانصيب .. ولا قيمة أملاك أحد أثرياء العالم .. ولا التكلفة التقديرية ولا حتى الحقيقية لإعادة إعمار ما دمرته خفافيش الظلام،

وإنما هي قيمة أربعة مشاريع فقط لا غير من حزمة المشاريع التي سيتم توقيعها وبكل الأحرف (الأولى والأخيرة) وشرب نخب تنفيذها مع مارد الصناعة الروسي.‏

هذا ما تم كشف النقاب عنه يوم أمس في وزارة الكهرباء التي يبدو أن استراتيجيتها البعيدة المدى تحديداً (استراتيجية عابرة للقارات من آسيا إلى أوروبا) تمتد إلى ما بعد بعد بعد إعمار كل متر مربع في سورية، وهذا ما تؤكده العقود التي وقعت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخراً والتي لامست عتبة الـ 2000 ميغا واط، والتي ستضاف دفعة واحدة ليس فقط إلى إجمالي الكمية المولدة حالياً، وإنما إلى 2300 ميغا واط التي تم الاتفاق عليها مع عملاقي الطاقة والصناعة الروسيين الذين سيدخلان وبقوة على خط عملية إعادة البناء والإعمار كما انضمامهم إلى حرب مكافحة الإرهاب التكفيري الوهابي العابر للحدود.‏

هذا هو وبالتفصيل (.. والقادم أكبر كما تشير التأكيدات الصادرة من داخل الوزارة) ما يجري العمل عليه داخل أروقة الوزارة استطاعت الجمع بين الصمت والمفاجآت .. وزارة صمتت وصمتت ثم نطقت ليس بكلمات وصورة وتصريحات ووعود وتطمينات وتأكيدات إعلامية طنانة رنانة نالت وبشكل لحظي الصفة البراقة .. وإنما بمفاجآت مليئة بالمحطات والمحولات والعنفات والأبراج والأمراس.. مفاجآت كان لها وقعها الكبير في شطب كلمة المدخرات واللدات من قاموس أصحاب الدخل المحدود والمولدات من قاموس أصحاب الدخل اللامحدود ... مفاجآت كان لها وقعها وأثرها في شطب ونسف ومحو الآلام التي عاشها الموظف والطبيب والمهندس والعامل وأصحاب المحال والصيدليات .. مفاجآت أعادتنا (حتى تاريخه) إلى أيام ما قبل محاولات غزو المغول والتتار الفاشلة البائسة (الصدئة).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية