تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عبد الرحمن الداخل في ملتقى النحت الأول لمعهد الفنون التطبيقية.. في إسبانيا

ملحق ثقافي
الثلاثاء20 /12/2005
مانيــــــا معــــروف

برفع العلم العربي السوري كانت شارة البدء لملتقى النحت لمعهد الفنون التطبيقية في مدينة المنكب« اسبانيا» وفي أهم حديقة لها كان موقع العمل..

وأيادٍ بيضاء أسست لفكرة الملتقى وأولهم الأستاذ رفعت العطفة مدير المركز الثقافي السوري بمدريد وعمدة المدينة خوان كارلوس بنابيدس وبدعم من قبل مؤسسات تجارية كانت المبادرة الطيبة واللافتة حيث قدمت كل من مؤسسة ماس الاقتصادية- مؤسسة غوناما- مؤسسة يوجي والتي طبعت البروشورات المساهمة المادية وهي بادرة جيدة تساهم في مثل هكذا تظاهرة ثقافية على الرغم من أن النشاط كان خارج سورية وهي في جوهر الأمر تنعكس على كلا الجانبين بالفائدة إذا اعتبرنا أن تعريف البلاد الاخرى بمؤسساتنا الاقتصادية عن طريق هكذا تظاهرات ثقافية للوقوف على أهمية هذا الملتقى كان لنا لقاء مع المشاركين فيه:‏

وبداية مع الأستاذ أكثم عبد الحميد مدير معهد الفنون التطبيقية والفنان التشكيلي المعروف في حديث يحمل الكثيرمن النشاط والحماس حيث قال بمناسبة مرور 0021 عام على دخول عبد الرحمن الداخل «صقر قريش» الى مدينة« المنكب» كانت فكرة الملتقى والعنوان الأبرز إحياء هذه الاحتفالية في أهم حدائق المدينة والتي تميزت بكثرة روادها وسياحها انعكس إيجاباً على أعمالنا النحتية حيث وجهت الدعوة لنا لإقامة هذا الملتقى النحتي، فقمت باختيار الفنانين النحاتين من خريجي المعهد السابقين والأساتذة أيضاً.. كما توجهت الى المؤسسات الاقتصادية لدعم هذه التظاهرة وشرح مدى أهمية هذه الاحتفالية بـ عبد الرحمن الداخل ومدى تأثيره وتأثير الإسلام في إسبانيا مع دعوة موجهة إليهم.. إضافة الى أن هذه المنحوتات التي سنقوم بها سوف توضع في ركن من أركان الحديقة يسمى« الركن السوري» مع وضع اللوغو الخاص بكل مؤسسة ساهمت في دعم الملتقى ضمن المطبوعات والمنشورات التي سترافق الملتقى وتوزع من خلاله حيث تم توزيع 0071 كتالوك لهذه المناسبة الثقافية وعن الإقبال الذي شهده الملتقى من قبل الناس والسياح..‏

كان رد الأستاذ أكثم وهو سعيد بما حققوه إن وجودهم كان ضمن حديقة عامة روادها وسياحها كثر أعطى انطباعاً إيجابياً إذ إن السياح الأجانب كانوا يقصدون حديقة« باركي ماخويلو» لرؤية أشجارها النادرة وأتى اختيار عمدة المدينة لتنفيذ أعمالنا في الحديقة للاحتكاك المباشر واليومي مع زوارها ويعايشون العمل النحتي منذ بدايته كحجر الى اكتماله كعمل ونصب نحتي له أبعاده الفنية..‏

حيث رافقنا الناس بشكل دائم على اعتبار ان النحت ثقافة بصرية خلقت عند المشاهد تساؤلات عن نوعية الحجر والتقنيات النحتية المطروقة في التشكيل السوري كما كان لوجود النحاتات السوريات وهن من طالبات المعهد الأثر الايجابي والحضور اللافت بالنسبة للناس الذين تابعوهم ما عكس الصورة السلبية المأخوذة عن المرأة السورية خصوصاً والمرأة العربية عموماً حتى يومنا هذا وكانت علامات الدهشة مرتسمة لمشاهدتهم النحاتات يحملن الأدوات الصعبة في مواجهة الكتل النحتية الكبيرة والتي يصل ارتفاعها إلى المترين ونصف المتر، فكان التواجد الصحفي الإسباني كبيراً ومواكباً يومياً لنشاطنا حيث تم تغطية الملتقى السوري تلفزيويناً وفي صحفهم التي تصدر في غرناطة وهذا الملتقى هو الأول الذي يخرج بصفة سورية وليس بمشاركة فردية وقد عرض علينا من قبل مصورين فرنسيين فكرة إنشاء ملتقى لديهم والجميل أيضاً اهتمام المدارس بذلك حيث كان تواجد طلاب المدارس كبيراً وباهتمام مبكر بثقافات اخرى..‏

وفنون وافدة من بلدان أخرى فالتفاعل كان حياً.. بين الناس وبيننا وأظهروا روحاً من الألفة الإنسانية فكانوا مثلاً يصوروننا.. وفي اليوم التالي يعطوننا نسخاً من الصور للذكرى، فأهمية هذه الملتقيات لبلدنا كبيرة بتعريف الآخر على حضارة بلدنا وثقافته.. وعن ساعات العمل أضاف عبد الحميد أن العمل كان بشكل يومي من التاسعة حتى الثامنة ما أثار استغراب المشاهدين لنا وتساؤلهم أليس من وقت للراحة..؟ هدفنا كان الحرص على إنجاز الأعمال بشكل متميز.. إضافة الى جعل طلاب المعهد يواجهون الكتل الحجرية الكبيرة كما وعد عمدة المدينة بإعادة إحياء هذا الملتقى في المستقبل القريب لما لاقاه من رغبة و إقبال الناس والسياح عليه.. أما عن العمل الذي قدمه الفنان اكثم عبد الحميد فقد كان عبارة عن كتلة كبيرة من مادة الرخام القاسي بارتفاع مترين و نصف وعرض 071 سم وهي ذات لون جميل وهذا ما أكده: حاولت طرح موضوع تشكيلي يخدم المناسبة ويكرس لها حيث استفدت من بعض الرموز الشرقية وسميت العمل« بوابة المنكب» العمل لاقى الإعجاب من خلال ما قدمه من رموز شرقية بحتة وهناك فكرة لإقامة ملتقيات نحت اخرى تتبع رحلة عبد الرحمن الداخل في اسبانيا تخليداً لأعماله. اما الاستاذ عماد الدين كسحوت- رئيس قسم النحت في معهد الفنون فقد اضاف: بأن الملتقى كان إنجازاً عظيماً من خلال وجوده خارج سورية وإبراز ثقافتها وثقافة شعبها لإبراز مالدينا من فنون وإبداع، فالثقافة والفن هما الطريق الذي يوصلنا الى الآخر أينما كان. كان عملي النحتي المشارك عبارة عن بورتريه يجسد بشكل مبسط وحديث عبد الرحمن الداخل حاولت إبراز شخصيته من خلال تصوري له وتبسيط بعض الرموز التي يتميز بها (صقر قريش) من خلال جديليتين متوضعتين بطريقة تفريغ من الخلف والجوانب واللباس والزخارف وقلادتين على جانبي العمل لهما طابع شرقي ، انطباعي عن الملتقى بأنه مميز لتعايشه مع الناس بشكل يومي اضافة الى أن وجودنا كفنانين ينقل صورة سورية الحضارية لاسبانيا وسياحها ويقرب تراثنا لهم حيث كان بالنسبة لنا نقلة نوعية وحافزاً لطلاب المعهد على تقديم الأفضل وملاحظة أيضاً ان المعهد نقل منحوتاته الى ساحات المدن وكان لفريق الملتقى من طلاب المعهد وعددهم خمسة كنانة لكود وسمر سليمان وعبير وردة وهن من النحاتات اللواتي لفتن الأنظار إليهن على اعتبارهن فتيات ويقمن بنحت كتل كبيرة من الرخام ومن الشباب« همام السيد وعلي نيوف»كان لنا وقفة معهم للحديث عن تجربتهم الاولى في النحت خارج الوطن ، بداية كانت مع كنانة اعتبرت ان الملتقى فرصة جيدة لخريجي المعهد لمثل هكذا ملتقى وفرصة لأي مبتدىء نحات لاختبار نفسه ومنحه خبرة واحتكاكاً مع الناس والعمل الذي نقوم به وماكنا لنقوم بذلك لولا جهود المعهد ومتابعته لنا كان انطباع الناس غريباً عنا: متسائلين هل يوجد نحاتات سوريات هذا أعطانا حافزاً أقوى لإثبات وجودنا،هذا باختصار عن مشاركتي العمل حجمه كبير تجريدي يعطي إيحاءً بعنصرين أو التقاء كتلتين يحكي / حوار حضارتين/. سمر سليمان: الملتقى اهميته تكمن بأنه أول ملتقى نحتي خارج سورية بالنسبة لخريجي المعهد..عملي ارتفاعه متران وعرضه متر واحد وهو حجر رخام له علاقة بالخط العربي لوجود منحنيات وتقاطع. أود أن أضيف شيئاً تحدثوا عنه سابقاً هو المواكبة اليومية لنا هناك من أطفال المدارس الى السياح وسكان المدينة دلالة على مدى الاهتمام بالفنون والنحت خاصة.. عبير وردة: كان الملتقى بالنسبة لنا فرصة لعمل شيء مهم ومثل هذه الملتقيات تزيد من معرفة الآخرين في دول العالم بنا وتزيد من خبرتنا كطلاب عملها كان تجريدياً، التقاء سطوح بارتفاع مترين وأربعين سنتمتراً وعرض 021 سم حيث اعتمدت الاختزال وتفاوت الكتل لإعطاء حركة في الفراغ. وأضاف همام السيد أحد المشاركين في الملتقى وهو من خريجي المعهد: تأثير العرب فيها لمدة 008 سنة جعله يحس بالتآلف مع المكان الذي يحمل نكهة الشرق وسورية في أرجائه فن عمارته شوارعه حتى وجوه الناس فيها تحمل ملامح شرقية. إن وجود العرب «أجدادنا» منحني إحساساً لاينسى بمدى تأثيرهم في الحضارات الأخرى على مدى عقود من الزمن. وكان استغراب الناس لوجودنا بشكل مباشر الأثر الجميل في نفسي، فهم لم يروا من قبل أعمالاً نحتية مشغولة امامهم.. اضافة لانتباهي عدم وجود أية أعمال نحتية في المنطقة التي تواجدنا فيها « المونيكار» مما جعل اعمالنا تتألق وتحرك تساؤلاتهم. وسأتحدث عن عملي، من خلال فكرة اسميتها «نقطة ماء» وهو عبارة عن حجر ارتفاع مترين ونصف وبسماكة 061 سم أخذ العمل شكل قطرة ماء مجردة بشكل سطوح وفي جانب من جوانب العمل كان تأثير النقطة تمثل « نحن» والتموجات التي حولها كانت هي «الآخرون» أي التأثير فيهم أما على سطح آخر فكان عبارة عن موجات فقط وحالة الوصل بين السطحين هي حالة « امتداد».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية