|
دراسات (سحابة من الضيق والقلق تخفض حرارة الحماس لأعياد رأس السنة) هذا ماعنونته وبأناقة صحيفة( فيلادلفيا أنكويرر) وما يمكن أن يشعر به نصف المواطنين الأميركيين الذين يعانون من حكم بوش منذ خمس سنوات إذ أضحت الأحداث كأبواب من النيران لا يكاد يغلق باب حتى يفتح الآخر فلا يمضي يوم دون خبر مفجع يأتي ليزيح خبراً سبقه الليلة الفائتة مع أن كل خبرمنها يكفي الصحافة الشرهة لأن تقتات عليه لمدة أسبوع في الأحوال العادية. الخطاب الأخير لبوش والذي تحدث فيه بالتفصيل عن استراتيجية قومية من أجل تحقيق النصر في العراق أثار السخرية والتهكم بجميع فقراته ومابينها, لقد تحدث عن عروض لتوجهات معلوماتية وكانت كلمة( واضح) تتكرر بشكل دعا وارد هاكارفي من صحيفة( فيلاج فواس) إلى الاستهزاء قائلاً خيل إلي أني أحضر درساً في العلوم كما عملت واشنطن بوست وبسرعة على كشف أن عبقريات البيت الأبيض كانت قد استعانت بجامعتين لتحضير هذا الخطاب ولا تكتفي الصحافة بتوجيه سهامها إلى الرئيس بل تبحث وبجدية عن تحقيقات كنا قد نسينا أنها تستطيع فعلها, فكل يوم مقال جديد لفضيحة جديدة. صحيفة( لوس أنجلوس تايمز) قدمت الأسبوع الماضي وبعد لقاءات أجرتها مع أربعين شخصاً من أعلى المستويات وصفاً فيه الكثير من الغموض عن تسلل مقاومة وميليشيات إلى صفوف الشرطة العراقية, في اليوم الثاني تكشف الصحيفة ذاتها أن البنتاغون باع مقالات رئيسية إلى الصحافة العراقية وتم تسليمها باليد عن طريق البعض من مجموعة ( لانكولن) مع أنه عشية ذلك اليوم كان رامسفيلد يتغنى بحرية الصحافة في العراق قائلاً( لديهم وسائل إعلام حرة وهذا صمام أمان فهم قادرون على المناقشة والمحاججة والتباحث).. ويتحسر أحد رؤساء التحرير في الغارديان بقوله: ( لو كنت أعلم أن الحكومة الأميركية هي التي ستبيع المقالات لكنت طلبت الكثير الكثير من المال) وإذا كان الأمر يتعلق فقط بوسائل الاعلام فلربما كان الكونغرس قد حقق هدفاً إنما هناك الكثير من المشكلات: أمامه الاصلاح المالي وفضائح الهجرة والتعذيب في السجون العراقية والتنقيب عن البترول في آلاسكا, إنها معارك حامية ومواجهات بين الجمهوريين المتشددين أو المعتدلين وأعضاء مجلس الشيوخ الكابيتول والبيت الأبيض. وفي مجلس النواب لم تتوقف الاضطرابات التي هزت جماعة اليمين منذ غياب توم دولاي المتهم في تكساس بتبييض الأموال مما أدى إلى استقالته من منصبه في أيلول الماضي إضافة إلى أنه صديق جاك آبرامون اللوبي الذي أحسن الدخول بامتياز إلى(موسوعة غينيس).. وماذا أيضاً! اعتراف محزن للجمهوري المحنك راندي غانيغهام ( الدوق) ذي النفوذ الكبير في مجلس النواب إذ اعترف بأنه قبض 2,4 مليون دولار كرشوة لقاء بيع صفقة أسلحة. يجب على الرئيس بوش أن ينتبه لأعوانه المخلصين, حتى اليمين المسيحي الذي بقي موحداً وراءه وبعد إعادة انتخابه بدأ الآن يظهر الاشمئزاز وكم استاء من ترشيح آريت ميرس إلى المحكمة العليا. بوش الرجل الذي منح من جديد شرف سمعته إلى البيت الأبيض بدأت أركانه تتزعزع ونائبه ديك تشيني لم يعد يلق أي احترام كنائب رئيس فكل ماهو سيىء ملتصق به وبرامسفيلد وغيرهما. عبارات كتبت على ملصقات جدارية ولوحات إعلانات تلخص الشعور السائد لدى الأميركيين تقول:( كذب كلينتون فبكت هيلاري كذب بوش فمات عشرات الآلاف).. أهذا هو الرئيس الذي سيحمي أميركا من هجوم إرهابي جديد? وإذا كنا صدقنا أعضاء لجنة 11 أيلول فإن الحال قد تغير الآن, لقد اتضح من تقاريرهم أن أمن الأميركيين لم يدرج في لائحة الأولويات حتى الاقتصاد الذي يلعب دوراً هاماً في شعبية الرئيس لن يستطيع انقاذه رغم النمو ومحاولة إيجاد فرص عمل لأن 58% من الأميركيين متشائمون من الوضع الاقتصادي بسبب الركود في المعاشات وخوف الطبقة الوسطى من فقدان فرص العمل, وعن حرب العراق حيث تطغى الانتخابات على الساحة السياسية فإن غالبية الأميركيين متفقون أنها ليست على صواب وأن بوش قد أخفق, لقد أعلن محللون من المدرسة الحربية الأميركية وبدقة عن اضطرابات وفوضى ما بعد الحرب وأنه لا يمكن للجيش الأميركي أن يستمر لأكثر من ثلاث سنوات كما انتقدوا المساعي الأميركية لبناء دولة في ظل جو ثقافي أجنبي وهذا ما تسيء فهمه الولايات المتحدة تماماً كما حصل في فيتنام, ويوجزون الوضع الأميركي المتأزم في العراق بما يلي: (لا نستطيع البقاء ولا نستطيع الخروج الآن ولا نريد الإخفاق). |
|