|
دراسات وبينما تستمر احتياجات القارة للطاقة بالازدياد بسرعة كبيرة تحت ضغط عوامل ديموغرافية ومدنية, فإن مواردها تزداد إهمالا وكل ذلك يفرض عليها استبدال مصادر الطاقة التقليدية بأخرى جديدة, وتحسين اقتصاديات الطاقة, واستخدام الامكانات المكتشفة قليلا للطاقات المتجددة وتقليل تبعيتها للوقود الحجري. يجب إعادة النظر في نموذج الطاقة وإلغاء عوائق تسعير السلع والخدمات البيئية وعلى افريقيا وضع استراتيجية تربط التجارة والبيئة والطاقة لبناء مستقبل يستند على استخدام تكنولوجيا الطاقات النظيفة. الامكانات تتوفر هنا مثلا على الرغم من أن القارة الأفريقية لا تعطي سوى إنتاج ضئيل من المصباح التياري العالمي أي بنسبة 1.3% فبإمكانها الاستفادة بشكل أوسع كونها تتلقى أكبر قدر وسطي من الأشعة الشمسية في العالم أي 95% من ضوء الشمس اليومي يتجاوز 6.5 كيلو واط في الساعة للمتر المربع يسقط على القارة خلال أشهر الشتاء, كما تظل الطاقة الكهرمائية غير مستغلة: أقل من 5% من الإنتاج المتوقع, وإن تقليص الهدر في الطاقة الى 11.3% مقارنة بالوسطي العالمي البالغ 9.2% يمثل أيضا إمكانية ضخمة, فأول عمل يجب القيام به هو تطوير بواسطة إدارة سياسية واضحة, استراتيجية طاقة وتجارة شاملة ومستدامة تتناول جميع المواضيع بما فيها البحث والإنتاج والاستخدام والاستثمار. ذلك يقتضي إدماج الطاقات المتجددة في استراتيجيات الحد من الفقر التي تنفذ بدعم مؤسسات (بروتون وودز) ومجموعة المعنيين بالتنمية الدولية. ثانيا: يجب زيادة الاستثمار في الكتلة الاحيائية كمصدر طاقة ناتجة عن النباتات, ففي معظم البلدان الأفريقية قلصت حالات تدهور الأرض وإتلاف الغابات كثافة الكتلة الاحيائية وقليلة هي البلدان التي اهتمت باستخدامها لحماية التنوع الحيوي بشكل دائم. والحاجة ماسة أىضا لتوفير استثمارات للإكثار من زراعة الأشجار والحفاظ على التربة والماء وتعاقب المزروعات وبفضل التقدم التكنولوجي يعتبر تفل قصب السكر المنتج الأسرع استعمالا لصنع الايتانول في أفريقيا, كذلك توجد الذرة البيضاء كبديل أىضا لصنع الايتانول السيلولوزي, ويعتبر نبات من النجيليات كالدخن المرتفع واعدا جدا, فهو مقاوم للجفاف ويتطلب جهدا أقل من الذرة, إن استثمارات إضافية في تكنولوجيا الوقود الحيوي هي أيضا ضرورية لإطلاق إنتاج الوقود اعتبارا من زراعات غير غذائىة ونباتات أقل إفقارا للتربة. ثالثا: والأكثر أهمية وضع سياسات تجارية وضريبية لنشر الطاقات المتجددة, وتشجيع الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وتطوير أسواق حيث يتمكن المستهلكون بسهولة من التزود بمصادر الطاقات المتجددة والخدمات الضرورية. إن دعم قدرات إنتاج الطاقات المتجددة وتطوير سياسة تجارية متعلقة بالطاقة المستدامة واتخاذ إجراءات لتخفيض تكلفة الطاقة المرتفعة ونشر الاستثمار في الطاقات المتجددة هي المحاور المهمة لمستقبل أفريقيا. |
|