|
عربي ودولي هذا بالنص ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده ستيفان جوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة, وليضيف إن ما تم اقتباسه من المقالة مع صحيفة الشرق الأوسط كان في الحقيقة خاطئاً..!! وإذا ما أخذنا هذا عينة للحديث في اتجاهين متقاطعين الأول حول دور الإعلام الذي شحن الموقف والرؤية إلى حد الخلط, والثاني حول ما قدمه ميليس للإعلام وطريقة تعاطيه مع المعلومات التي كان يسربها للإعلام, ألا نجد أن نقطة التقاطع تصب في اتجاه محدد, الغاية منه خلق ذلك الالتباس واللعب عليه لتمرير ما تعتقد العديد من الدوائر أنه يخدم توجهاتها ويحقق الكثير من استهدافاتها? ثم وبالعودة إلى المقطع الذي اجتزأت منه الصحيفة عنوان الاتهام لسورية, وأخذت المانشيت العريض لتقويل المحقق الدولي ما زاد الالتباس والشك في دوافعه, حين صيغ بطريقة كانت الإجابة عنه تقتضي القول بنعم أو لا, وتتضمن مقطعين يمكن للنعم أن تكون على الأول أو الثاني, وثمة فارق كبير وشاسع بين أخذ نعم التي قالها المحقق الدولي على أنها للشق الأول أو هي تعني الثاني. أما الأخطر في الموضوع فهو أن يلجأ المحقق الدولي إلى الصحافة ليقول ما عجز عن قوله في تقريره, وهو أسلوب لمسه الجميع, بل كان النقطة الأكثر إثارة للتساؤلات التي طرحتها طريقة عمله وتعاطيه مع محتويات التحقيق, وكان موقف الناطق باسم الأمم المتحدة واضحا لا لبس فيه حين قال إن المنظمة الدولية تعتبر ما ورد في التقرير المقدم لمجلس الأمن هو الموقف الرسمي حول ما توصل إليه التحقيق. وفي كل الأحوال فإن التصحيح الذي جاء من قبل الأمم المتحدة أزال أوراقا ونقاط إثارة للإعلام حاول التصيد بها, ومن دونه لم يكن متاحا البحث عن الخلفيات التي حكمت عمل المحقق وما أثارته من انتقادات حادة لم تقتصر على سورية, وإنما من هيئات وأطراف محايدة, ومنها ما قاله المحامون البريطانيون المرافقون للشهود السوريين من أن التحقيق لم يراع الأصول القانونية المتبعة حين طلب من الشهود التوقيع على إفادتهم بلغة غير لغتهم, إضافة الى نقاط كثيرة أخرى لا تقل أهمية..?! |
|