تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفلافل يا سيدي

أبجد هوز
الأربعاء 21/12/2005م
غسان شمه

صادفته في الطريق وهو يلتهم سندويشة فلافل بنهم كبير فاجأني بالفعل,

لكنه التقط شعوري مباشرة وسألني: هل يأكل المسؤولون الفلافل? مرة أخرى كان السؤال مثيراً لكني ابتسمت وبادرته بسؤال آخر: قبل أن يتسلموا كرسي المسؤولية أم بعده? نظر إلي بشيء من الانفعال وقال: يرضى عليك بلا فلسفة وأجبني بشكل مباشر. قلت: أعتقد أنهم بعد المسؤولية نادراً ما يأكلون الفلافل, وإذا ما حدث ذلك فبغية تغيير طعم اللحم لا أكثر..!!‏

ضحك بمرارة وهو يقول: معك حق, فلو أنهم يأكلون الفلافل كانوا شعروا بارتفاع الأسعار الذي لم يترك حتى الفول والحمص والفلافل, أعني طعامنا نحن الفقراء, وكانوا بادروا على الأقل بفعل ما تجاه ما يتحدثون عنه من تحسين الواقع المعاش , ودخل بالكاد يكفي لهذا المستوى من الحياة.. أجبته بحماسة كبيرة: أظن أنك تسيء التقدير, ولا تعرف حجم قدرة المواطن, و سعة حيلته لتدبير حاله وإلا ماتحدثت بهذا المنطق الضعيف في زمن القوة هذا.. فسألني : ما دخل الفلافل بهذا التنظير الذي يفوق قدرتي على الفهم والتحمل?‏

أجبته ضاحكاً هذه المرة: أعتقد أن المسؤولين, أو أغلبهم يدركون مقدرات المواطن السوري, ويتركونه يتصرف في معالجة الحل, ليؤكدوا للجميع, هذه القدرات الجبارة علهم يقنعون الآخرين بجدوى الاستثمار في بلد يأخذ المواطن فيه ما يقارب ثلث احتياجاته ومع ذلك تراه يعيش البحبوحة التي تتنعم فيها أنت وتأكل الفلافل.. فصرخ بي.. بربك هذا كلام عاقلين. فأجبت على الفور: وهل أسئلتك أسئلة عاقلين?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية