|
قضايا الثورة مناسبة هذا الحديث هو ذلك التلفيق الجديد الذي أطلقته صحيفة ال (نيويورك صن) منذ أيام ومفاده أن العراق نقل أسلحته الكيماوية المزعومة إلى سورية قبيل تعرضه للغزو الأميركي بأسابيع قليلة. والمفارقة المثيرة للسخرية أن محور التلفيق الجديد هو إسرائيل, فبالإضافة إلى أن هذه الأخيرة تملك كل أنواع أسلحة التدمير الشامل بما فيها النووية فإنها تعود لتنفخ بذات القربة وتعزف على نفس النغمة التي ظهر بطلانها وزيفها وهي امتلاك العراق لمثل هذه الأسلحة المحرمة دولياً. ما يثير الاستغراب أيضاً أن يقوم موشيه يعالون رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق بإثارة مثل هذه المزاعم في ذات اللحظة التي يعلن فيها الرئيس الأميركي جورج بوش أن تقارير الاستخبارات الأميركية حول أسلحة العراق لم تكن صحيحة, لا بل إن يعالون يذهب إلى أبعد من ذلك حين يقول إن تلك الأسلحة المفترضة التي نقلت إلى سورية لم تشكل لجان دولية للتحقق من عملية وجودها هناك حتى الآن. وهنا لابد من طرح السؤال التالي: إذا كان العراق, الذي احتلته أميركا ودمرت اقتصاده ومؤسساته, وجعلت شعبه يعاني الويلات, تم غزوه تحت هذه الذريعة الكاذبة, والتي اعترف بها كل أقطاب الإدارة الأميركية بمن فيهم الرئيس بوش نفسه, فمن الذي يضمن عدم قيام هذه الإدارة -وتحت ضغط العامل الإسرائيلي- باختراع المزيد من التلفيقات الأخرى وتضخيمها إعلامياً لتنفيذ الأجندة الموضوعة سلفاً تجاه سورية والمنطقة بشكل عام?. إن المفارقة الكبرى في مثل هذه الطروحات ومبرراتها وحججها الواهية أنها أغفلت حين صياغتها نقطة جوهرية ومهمة جداً وهي أن إسرائيل التي تملك ترسانة هائلة من الأسلحة الممنوعة والتقليدية هي التي تحتاج إلى اتهام وإلى تفتيش وليس أحد غيرها, وأسلحتها هذه ليست من النوع الأليف والمحبب إلى قلوب البشر بل هي أسلحة فتاكة تم استخدامها لقتل وتشريد مئات الآلاف من العرب, فهل تتوقف آلة التضليل عن Ahmadh@urech.com ">عملها?!. Ahmadh@urech.com |
|