|
شؤون سياسية وهي لا تمت بصلة قربى لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس كما تعتبر أول أمريكية من أصل إفريقي تشغل هذا المنصب. وهي كما يعرف عنها كانت من مؤيدي الهجوم الأمريكي على مصنع الشفاء للأدوية في السودان في عام 1998 بذريعة استخدامه في تصنيع أسلحة كيماوية وأنه أحد استثمارات زعيم القاعدة أسامة بن لادن، مؤخراً كانت الصوت المخالف الوحيد الذي قلل من شأن اتفاقية حسن النيات «السودانية» بالدوحة من الحكومة وحركة العدل والمساواة.. وكان من أطروحاتها التي روّجت لها إبان الحملة الانتخابية للرئيس أوباما إعطاء الأولوية لقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان في القارة الإفريقية وترى أنه آن الأوان لبروز ما سمته «قيادات جديدة في القارة السمراء» وهو توجه قد يريح بعض الأنظمة في القارة. ومن هذا المنظور يتوقع المراقبون أن تدعو رايس إلى استعمال القوة الأمريكية لحماية حقوق الإنسان في القارة الإفريقية مع التركيز على دارفور بوجه خاص، وتختزن رايس في مخيلتها تلك الفظائع التي شاهدتها في راوندا والسجال الدموي بين الهوتو والتوتسي في عهد الرئيس كلينتون وتصف تعاطي الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة مع تلك الفظائع بالفشل الكبير حيث كان من المفترض- على حد قولها- التدخل لوقف تلك المجازر. أما فيما يتعلق بالشأن السوداني، فإنها تعتبر من أكثر الشخصيات المحيطة بأوباما حالياً معارضة للسودان وتدعو إلى بذل جهود فعالة لدعم الانتشار الكامل للقوة المشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في إقليم دارفور غرب السودان وذلك على الرغم من أنها لم تزر السودان، وأن الصورة التي تختزنها في ذاكرتها لاتمثل الواقع الماثل في دارفور، وأن كل رؤاها حول الصراع الدائر في دارفور مستمدة من التقارير المجحفة التي تلفقها المنظمات الطوعية العاملة في الإقليم وثمة اعتقاد أنها (أي سوزان رايس) كانت وراء دعم واشنطن للمعارضة السودانية المسلحة التي كانت تنطلق من الأراضي الأريتيرية ضد الحكومة السودانية خلال «قوات التحالف الوطني السودانية» وهي من دعاة استعمال القوة ضد الحكومة السودانية لإيقاف ما تصفه دائماً في تصريحاتها بــــ «الإبادة الجماعية في دارفور». وكما رأينا في ماذكرناه آنفاًً عن وصفها لموقف بلادها وموقف المنظمة الدولية، مما كان يحدث في راوندا في منتصف تسعينيات القرن العشرين بالفشل الكبير فإنه من المتوقع أن تدعو بلادها لممارسة الضغوط على المنظمة الدولية للقيام بأدوار فاعلة في علاج الأزمات الدولية وخصوصاً تلك المتعلقة بأوضاع المدنيين في المناطق الساخنة ولا سيما في إفريقيا، وذلك بسبب خلفيتها المهنية في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأمريكيين وأصولها العرقية التي تعود إلى القارة السمراء، لقد أصبح التدخل في شؤون الدول تحت ذرائع تطبيق الديمقراطية، وأسلحة الدمار الشامل، وانتهاكات حقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني من السمات الأساسية للسياسة الأمريكية لاستخدام وتطبيق القانون الدولي كمطية لتصفية خصومها وتحقيق مصالحها!! خاتمة: لقد أثبتت التجارب والاختبارات التي تعرضت لها أمريكا أنها رغم امتلاكها أسباب القوة العسكرية والسياسية واللوجستية فإن هذه القوة قاصرة وهوجاء وغبية والسبب في ذلك يعود لطبيعة الأفكار والقيم التي تُوجه هذه القوة ووضعية العقول والأدمغة التي أنتجتها، وهي عقول واقعة تحت تأثير أفكار نادي واشنطن للسياسة الأنجلو-سكسونية- ومجموعات الضغط الصهيونية وصُناع القرار الأمريكيين، وهي الحالة التي أنتجت سياسات خارجية غربية عدوانية متشنجة سارت على نهج هذا النادي فلفظتها شعوبها، لأن هذه القوة الضخمة الظالمة انقضت بكل رعونة وعنترية ودون وجه حق على شعوب ضعيفة ومسالمة مثل شعوب العراق والصومال وأفغانستان، فمتى تعي هذه الادارة الأمريكية والغربية الدروس المستخلصة من عدوانها لشعوبها وتأثير ذلك على كفة انتخاباتها؟! |
|