|
رؤية المثقف يريد من السلطة قوتها وحضوره الثقافي في الوقت نفسه دون أن يدنس يديه لما يعتور السياسة من شؤون دنيوية مدانة من قبل أنداده .. والسياسي يريد المثقف صوتاً يردد مقولاته إنما بأساليب مموهة ترتكن إلى اللغة والمنطق والفلسفة في تسويق ما يراد تسويقه في هذا المجال أو ذاك.. وقد عالجت العديد من الاعمال تلك العلاقة الإشكالية بأساليب وطرق مختلفة واقتربت منها بأشكال عديدة، وكشفت وفضحت.. وبقيت وستبقى، تلك العلاقة مثار جدل لا ينتهي.. ومن الطريف أن تسعى رواية ما إلى مقاربة هذه العلاقة بشكل يبدو انتقامياً من خلال تجليات عديدة تتموضع في كشف الغطاء عن وجوه ثقافية تمثل غلالات شفافة، أو سميكة، للسلطة في زمن ما أو مرحلة ما.. وبقدر ما توافق الروائي ، مثلاً ، في صحة ما يكشفه ، في سرده، من معلومات وحقائق بقدر ما يأخذك إلى دلالات تشير إلى وقوعه هو بشرك العديد من الاشكالات رغم محاولاته الحذاقة للتواري وراء تلك الحقائق ذات المصداقية التي لا تستطيع إلا أن توافق عليها.. ومع ذلك هي تفصح ، بشكل واع أو غير واع عن احتقان في روح السارد الروائي لتغدو أسئلته وإشاراته هو نفسه موضع تساؤل مريب. وهنا يقع الراوي السارد في شرك السلطة الثقافية الممارسة من « موقع فوقي» أشبه بشرك نصبه لنفسه دون أن يدري .. وربما كان يقصد..!! |
|