|
عزف منفرد وكذلك قد تكون لحظة تقاطع تهدي فيها الأحداث لقضية ما أفضل ما يمكن أن تنتظره. والآن.. فإننا على مفترق أحداث قد تقدم لنا فرصة ثمينة لتغيير طقس مزعج.. ما يحدث الآن أن تقاطع الأشياء لمصلحتنا.. نحن الآن نتحدث عن إدارة أمريكية تفكر بطريقة مختلفة.. سواء كان هذا التفكير الجديد بفعل اضطراري أملته ظروف كثيرة ومتعددة, أم كان بقناعات جديدة أوصلت إليه فإن الهدف والمبتغى أن يحدث هذا التغيير في طريقة النظر الأمريكية. وإذا كانت الإدارة الأمريكية تحت الاختبار.. فإن الوقت المناسب حان للحصول على نتائج تحليل الدم الأمريكي الجديد.. مع أن السياسة تحمل في كل وقت احتمالات للنكوص وخاصة أن الملامح الأولى بدأت تظهر شيئا فشيئا. وفي هذا الوقت الذي جاءت إلى البيت الأبيض إدارة تنوي على الأقل تعديل سلوكها.. جاءت حكومة متطرفة إلى إسرائيل.. ورغم أن ذلك لافت في المصادفة لكنه وبنفس الوقت فرصة لأن نقرأ إسرائيل بلا ربطات عنق على حد تعبير نزار قباني عندما جاء نتنياهو في النصف الثاني من التسعينيات: (بوصول نتنياهو إلى السلطة يصل الذئب بأنيابه الحادة إلى القتل). حكومة نتنياهو الآن تقدم النموذج الإسرائيلي الحقيقي بلا لغة منمقة ولا آلاعيب علاقات عامة وقحة. وسط كل هذا وفي قلبه نرى أن ما حدث في السياسة العربية يعتبر مهما وملهما. فقد خرجت سورية ببراعة لتعلن أن أسلوبها يقدم وصفة نجاح مؤكد, وخياراتها كانت صائبة وإن كانت صعبة. والمشهد الآن يقدم سورية كبلد ناجح في إثبات دوره ومكانته.. فهي على علاقات قوية مع إيران.. وهي كذلك على علاقات ثقة مع تركيا وهما اللاعبان الأكثر حضورا في المنطقة. وعربيا فإن التوافق والانسجام بين السياسة السورية والرأي العام العربي جعل من إمكانية التعميم أمرا قابلا للتطبيق. إذاً.. في مثل هذه اللحظات النادرة حتى يصبح من الممكن تسيير سفينة الأحداث باتجاه يوصل إلى شاطئ أفضل فإن الفرص الآن مواتية للاستثمار: أولاً.. الفرصة الآن مواتية لتغيير النظرة إلى إسرائيل.. لقد حان الوقت لتغيير الطقس الإسرائيلي بما يؤدي لإظهار الوجه القبيح والحقيقي لإسرائيل. الوقت مناسب ليعرف العالم حقائق جديدة عن إسرائيل كانت تخفيها بالسيطرة على الإعلام حينا, وبابتزاز رخيص حينا آخر.. وبالكذب في كل حين. ثانياً.. وأرى أن ذلك قابل للتحقق الآن بأسرع مما كان سابقا.. وملخصه أن يعتمد العرب الأسلوب السوري في معالجة قضايا السياسة الخارجية, وأن تصبح المبادئ والخيارات السورية.. مبادئ وخيارات عربية. من حق سورية وقد نجحت أن تقدم أسلوبها وفي ذلك مصلحة عربية خالصة وعامة. ثالثاً.. إن وجود حكومة فيها ليبرمان وأمثاله كفيل بإقناع أي طرف فلسطيني بواجب ولا أقول بضرورة المصالحة الفلسطينية, مثل هذا الفكر العنصري المتغطرس والنتن لا يمكن مواجهته بباقات الورد. وبيقيني أن هذه الفترة ملزمة للأطراف الفلسطينية بالتوحد خلف لافتة عالية السقف. أخيراً.. قلما تلتقي الأحداث بطريقة تؤدي إلى واجب ملزم باستثمارها مثلما يحدث الآن. إنها لحظة تغري بالتقاطها, وإن عدم استثمارها هو بمثابة تضييع فرصة ثمينة لا أحد يضمن "تكرارها. |
|