|
معاً على الطريق ولكن المواقف الصادرة عن هيئات ومنظمات ومجموعات عربية وأميركية لاتينية شكلت حالة مستجدة من حالات التضامن التي تعيد إلى الأذهان تاريخ المواقف السياسية من الإجراءات والتعديات التي كان يقوم بها الاستعمار وأتباعه في منتصف القرن الماضي وحتى نهاياته. في البدء تؤكد الحقائق على أن أربع سنوات من عمر قناة فضائية جديدة كانت كافية لتجعلها في مقدمات المحطات والقنوات الفضائية الأكثر مشاهدة على مستوى الوطن العربي والعالم فقد امتلكت القدرة على نقل الواقع كما هو كما وعدت في شعارها وتسلحت بمهنية عالية ومصداقية كبيرة فضلاً عن الشجاعة التي ميزت مراسليها بالقدرة على اقتحام المخاطر والأماكن الساخنة وخاصة داخل فلسطين المحتلة وفي مواجهة الإرهابيين في كل من سورية والعراق وغيرهما, فشكلت حالة إعلانية مميزة تؤكد قدرة هذه السلطة من إعادة الاعتبار إلى المهنة النبيلة التي تم تلوينها من جانب بعض الاستعماريين ممن وظفوا قنوات ومحطات وصرفوا عليها المليارات سعياً لتحقيق هدف استعماري دون اهتمام بالمبادىء والمواثيق الإعلامية للصحفيين في توخي الدقة والمصداقية والموضوعية والحيادية في التعاطي مع الأحداث والأخبار ونقل الوقائع كما هي فكان التراجع عن المبادىء والتخلي عن القيم المهنية أسلوباً طبقته بعض وسائل الإعلام في التعامل مع التطورات والأحداث وذلك من خلال صياغة الأخبار الكاذبة, وبث الروايات الملفقة في ظل سياسة الحض على الحقد والكراهية والقتل . لقد جاءت الميادين محطة فاصلة للرد على أسلوب الكذب والتلفيق, متسلحة بقيم ومفاهيم مواثيق الصحافة والإعلام ومستندة إلى الحق العربي وجوهر صراعه في تحديد بوصلتها باتجاه فلسطين وضبط توقيتها على إيقاع الزمن في القدس, الأمر الذي يحدد الهدف السامي الذي آمنت به وبالتالي الأسلوب المحترم والشجاع الذي عملت به فكانت الهدف لأعداء الشعوب ممن تربوا في كنف التبعية فخرجوا من عباءة الوصاية والتزموا أهداف الغرب الاستعماري ومثلوا الفكر الرجعي المتخلف الذي يعيد اجترار الأكاذيب والأحقاد ويركب الجمل في عهد الطائرات النفاثة. الجانب الأبرز أن الميادين حققت خلال فترة قصيرة مالم تحققه قنوات عالمية في سنوات طويلة فكانت المفاجأة الكبرى لأصحاب المؤامرة ممن وظفوا الإعلام أسلوباً في القتل, فكانت الميادين جواباً للعودة إلى الحق والصواب ولعل المتابعة والتغطية الدقيقة للعدوان الكبير على سورية شكلت نقطة إضافية للعداء ضد الميادين فهي إن كانت قد حددت بوصلتها باتجاه القدس مايعيد إلى الأذهان جوهر الصراع فقد كانت سورية الدولة العربية الأخيرة التي حافظت على موقفها من الصراع العربي الصهيوني مايعني وحدة الموقف العروبي والقومي وهو بالتالي يزيد من حدة العداء للميادين. فقد سبق لأصحاب المخطط التآمري أن سلكوا السلوك ذاته في التعامل مع القنوات الوطنية والمقاومة وتم توظيف المواقف السياسية في محاولات طمس الصوت الإعلامي من خلال إيقاف بث القنوات السورية الرسمية والخاصة في بدايات العدوان على سورية إضافة إلى منع بث المنار وغيرها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلافاً لكل الأعراف والمبادئ الإنسانية التي يدعيها الغرب. الميادين اليوم تواجه معركة ستربحها بالتأكيد وهي المحطة التي استطاعت تجاوز مصاعب كثيرة ومواجهة كل العداوات المتكررة في أكثر من موقع. |
|